تمكن فريق من الباحثين في الهندسة الوراثية للانسان وبعض الباحثين في الاعلاميات من اختراع تطبيقات معلوماتية ستمكن اي شخص من تحميل خريطته الجينية على هاتفه الخلوي والاستفادة من العديد من الاستعمالات والمعلومات حول تطور حالته الصحية قريبا، سيكون بمقدور من يتوفر على هاتف خلوي رقمي أن يحمل معه شفرته الجينية كما يفعل حاليا بالنسبة لأغانيه المفضلة او صوره التذكارية هذا التطبيق الرقمي الذي اطلق عليه اسم الجينات المحمولة موجود في شكل نموذج بالنسبة ل opad وهي ثمرة عمل فريق عمل غير رسمي من بوردو? يضم علماء جينات ومعلوماتيين اشتغلوا تطوعيا على الاقل حتى الان صاحب المشروع، باتريك ميريل، عالم بيولوجيا يعمل كباحث في احد المستشفيات الكبرى ببوردو،قاد في مغامرته زميلين له في البيولوجيا وكذا ماشانيكولسكي باحثة في البيولوجيا المعلوماتية بالمركز الوطني للبحث العلمي والمعهد الوطني للبحث في الاعلاميات والاليات ومختبر بوردو للبحث في الاعلاميات. وتم اعداد هذا التطبيق للايفون Iphone من طرف احد طلبة الدكتوراة تحت اشراف نيكولسكي قوة الهواتف الخلوية الجديدة والحواسيب المحمولة الجديدة حولت عدة مشاريع ماكانت ممكنة حتى وقت قريب، حولتها الى حقيقة وبلغة المعلوميات, فإن الخريطة الجينية للانسان المكونة من 3 ملايير زوج كأساس لا تمثل سوى ملف من 3 جيغا اخف من وزن فيلم علي قرص مدمج. اي تقريبا 10 من قدرة تخزين ذاكرة الايفون الجديد, كما ان عدة شركات امريكية متواجدة على الانترنيت تقترح نقل الخريطة الجينية لاي شخص دون شكليات ادارية او وصفة طبية ويكفي فقط ان يبصق الشخص في وعاء بلاستيكي ويرسله عبر البريد ويؤدي بضع مئات من الدولارات ويقوم المختبر باستخلاص الحمض النووي من لعاب الشخص ويحلل جزءا من خريطته الجينية باختيار المميزات التي تتناسب مع المعلومات المطلوبة. بعد ايام يتوصل الزبون عبر الانترنيت بكم من المعلومات حول مؤهلاته للاصابة بسلسلة من الامراض الجينية وعن اصوله الاثنية والعائلية وخصائصه الفيزيولوجية والبسيكولوجية. وبامكانه ايضا تحميل شفرته الجينية في وضعها الخام للقيام بابحاثه الخاصة او لتسليمه الى احدى الجمعيات او المدارس او مجموعة من الباحثين. هذا التقدم هائل وسريع الى درجة أن التحديد الكلي للجينوم البشري الذي كان يكلف الشخص مئات الالاف من الدولارات قبل سنوات، سيصبح ثمنه في المتناول 50 الف دولار في يونيو 2009 وانتقل الثمن الى حوالي 15 الف دولار بعد سنة ومن المحتمل الا يتعدى 3000 دولار سنة 2011 وربما لا يتجاوز 100 دولار في افق 2016 نظريا هذه التجارة ماتزال ممنوعة لكن مع الانترنيت تبقى السلطات عاجزة. ويبدو أن الشروط متوفرة لبروز عهد [علم الجينات الرقمي] ويؤكد باتريك ميريل ان الطب بصدد التحول الى عالم جديد، عالم التشخيص الجدعي وطموحه هو التوجه الى العموم مباشرة بتجاوز الهيئات الوسيطة وامام انصار المراقبة الإدارية الدائمة على هذه المعطيات الحميمية والخاصة جدا، يستند ميريل إلى مبدأ أسمى وهو حق كل مواطن في أن يمتلك خريطته الجنينية وأن يتصرف فيها بكل حرية. بالنسبة لمن يتوفر على ايفون أو إيباد، فإن استعمال هذا التطبيق الرقمي PORTABLE GENOMICS سيكون سهلا.فبعد تحميل الخريطة الجينية في الهاتف سيقوم برنامج خاص بالتحليلات ويعطي النتائج في شكل ملفات في برنامج Itunes، الذي يستعمل حاليا من طرف مئات الملايين من الأشخاص لترتيب الموسيقي والأفلام، فإذا كان للمستعمل استعدادات للإصابة بالسكري، فإن ملف »السكري« سيظهر بالأحمر وبالتالي يجب مراقبته، بالمقابل إذا لم يكن لديه استعداد خاص للإصابة بسرطان المعدة، فإن الملف المطابق للمرض يكون باللون الأخضر, وعندما تضغط على الصورة تحصل على لائحة الجينات المعنية بالتشخيص والإحصائيات حول المرض وطريقة احتساب المخاطر وتوصيف الأعراض... وبعيدا عن ذلك، يتصور الدكتور ميريل سلسلة من الخدمات الواسعة، تخزين مجمل الملف الطبي للشخص في الهاتف، الوصول المباشر إلى مواقع الأنترنيت المخصصة لمختلف الأمراض، تقاسم المعطيات الجينية مع شبكات »الأبحاث المواطنة?« تذكير وانذار المرضى الواجب أن يخضعوا لتحاليل أو علاجات كما أنه بالدخول أوتوماتيكيا للمحول المركزي Portable Genomics، سيتمكن مستعمل الهاتف Iphone من الاندماج باستمرار في أي اكتشاف جديد يهم الخريطة الجينية للإنسان وهو ما يمكنه من تدقيق أو مراجعة التشخيصات, والمستعمل لن يكون أبدا في راحة بحيث أن المؤشر الأخضر اليوم يمكن أن ينتقل الى الأحمر في أية لحظة، لأنه في مكان ما من العالم، اكتشف أحد علماء الجينات أن سرطان المعدة يمكن أن يظهر أيضا من خلال إلتقاء جيني لم يكن معروفا حتى الآن في سياق آخر يمكن من خلال تحليل الكروموزوم y الذي يرثه كل شخص من والده ، يمكن أن نكتشف أسرارا عائلية لم تكن معروفة حتى الآن. ويأمل الدكتور ميريل أيضا في استعمال GPS من أجل تحديد مكان كل مريض مستعمل Portable Genomics. وعند الحاجة [في حالة السفر مثلا] يمكن هذا النظام من إعطاء المريض لائحة بأسماء الأطباء المختصين في مرضه المتواجدين في المدينة التي يتواجد بها... في الكواليس النظام يبقى معقدا، وتتصور ماشانيكولسكي تزايد نفوذه على مراحل. في مرحلة أولى ستضطلع شركات خارجية بمهمة تحليل المعطيات، وهي شركات تستعمل حواسيب عملاقة تقوم بارسال النتآئج علي الهاتف. ولكن الهدف في النهاية هو تطوير معادلات حسابية تمكن من القيام بتحليل المعطيات على الهاتف مباشرة وبالتالي سيكون المستعمل مستقلا تماما وإذا ماسارت الأمور بشكل جيد تتوقع ماشانيكولسكي توثيق تعاونها مع الدكتور ميريل في هذه »المغامرة«, لكن تخوفها الوحيد هو »هل الناس مستعدون لاستقبال هذه الثورة الطبية الجدرية؟ ربما سيكون الأمريكيون متحمسين لهذا النوع من الخدمات أما بالنسبة للفرنسيين ربما في صيغة أخرى أو ربما خلال بضع سنوات. عمليا لا تبدو فرنسا مستعدة لقبول الأمر، حيث يعتبر الناطق باسم اللجنة الاستشارية الوطنية للأخلاقيات أن المشكل الحقيقي يقع في الأعلى لأنه في فرنسا يمنع القيام بتوصيف جيني بدون ترخيص طبي، وبالتالي فإن الخدمات المرتبطة بهذه المعلومات يجب أن تكون طبية كذلك ويحذر كذلك الزبناء المحتملين لهذه الخدمة من مخاطر التنقل في أي مكان بخريطتهم الجينية في الجيب يمكن أن يتعرضوا للقرصنة أو يجبروا على كشف معطيات للأقارب أو المشغل ضدا على رغبتهم. ومع ذلك، فإن الدكتور ميريل يحتفظ بأمل تطوير اختراعه في فرنسا رغم الاكراهات التي تفرضها التشريعات الفرنسية الصارمة في هذا المجال . في سنة 2009 وضع ملفا لدى الهيئة العمومية المكلفة بدعم الاختراع وتنمية المقاولات المتوسطة والصغرى في صياغة المشروع, حرض على إبراز أن الاطلاع على المعطيات الجينية تقتصر فقط على الطبيب المعالج في السوق الأوربية وفي باقي العالم بإمكان المستعملين الوصول إلى معطياتهم بحرية...لكن رغم هذه الاحتياطات رفض المشروع. ويعتقد ميريل أن الانعكاسات الأخلاقية هي التي تزعجهم وبرروا رفضهم بأن الفكرة ليست مجددة في الوقت الذي يوجد مثيل لها في أي مكان من العالم, تم اقترحوا عليه أن يبيع اختراعه في الولاياتالمتحدة ويعتقد الدكتور ميريل أن التشريع الفرنسي يعرقل البحث ويعتقد أن هذه التشريعات ستسقط في النهاية... وبعد أن تعب من البحث عن دعم في فرنسا, قرر الدكتور ميريل اقتراح فكرته في الولاياتالمتحدة وفي ماي 2010 شارك في مؤتمر علمي حول الجينات الرقمية في سياتل , تنظمه شركة متخصصة في الهندسة الوراثية شارك فيه ممثلون عن شركات غوغل أمازون وميكروسوفت « سمح لي بتقديم مشروعي, ركزت على ضرورة تطوير الاستعمالات الطبية للتكنولوجيا الخلوية وتوفير المعلومات الجينية للعموم, فهموا على الفور الطابع المجدد لهذا المشروع وقبلوه دون انتقاد أو تحفظ». في أكتوبر عاد الدكتور ميريل إلى الولاياتالمتحدة وهذه المرة إلى سان ديغو بكاليفورنيا أكبر مركز عالمي للتكنولوجيا البيولوجية? حيث سبق أن اشتغل كباحث سنة 2005 , وفي ظرف أسبوعين وبمساعدة أصدقاء امريكيين استطاع خلق شركة بورتال جنيوميكس وبدأ في الاتصال بشركات التمويل، واجراءات وضع براءات الاختراع, بل بدأ اتصالاته لتقديم تطبيقات اختراعه مباشرة لمدير شركة ابل ستيف جويس, ويقول إذا أعجبه مشروعنا سنكون قد انخرطنا في سوق الوراثة الرقمية الشخصية في لمح البصر, عند عودته إلى فرنسا طلب تأشيرة للعمل في الولاياتالمتحدة كمقاول وهو ما يلزمه بوضع 150 ألف دولار في حساب شركته «براتبي كباحث في المستشفى,و كان الأمر صعبا، اضطررت لطلب مساعدة العائلة وبعض الأصدقاء, لم أكن أود في إشراك مستثمرين أجانب في هذه المرحلة» هناك ينوي توظيف تسعة أشخاص منهم عدد من الفرنسيين إذا ما قبلوا الهجرة معه. عن لوموند بتصرف