نجم الشاشة الصغيرة بامتياز لهذا الموسم التلفزيوني الرمضاني، ليس بطبيعة الحال احد أبطال السلسلات الكوميدية التي نتابع أطوارها حاليا، وليس السلسلات نفسها، ولا كتابها ولا مخرجوها.. وإنما في ما يبدو الفنان المراكشي الطيب عبد الله فركوس، الذي بوأته القناتان معا، الأولى و الثانية، باتفاق أو بالصدفة، مقام فتى الشاشة الأول، ليس تألقا في أحد الانتاجات الدرامية الوطنية الرمضانية ولا في إثارته انتباه المشاهدين فيها .. وإنما بكم الأعمال جد المحترمة التي حضر فيها كنجم أول بدون منازع - اللهم لا حسد - في هذه البرمجة الاستثنائية التي لم يحظ بها حتى الراسخون والمتجذرون في تربة العطاء الدرامي الوطني، وهم كثر على كل حال، الحمد لله و الشكر له، من جيل الرواد و الجيل الصاعد الذي أبان عن إمكانيات تشخيصية إبداعية جد عالية كشفتها الموهبة وصقلها التدريس.. الفنان الطيب و الخلوق فركوس يستحق كل التقدير و الاحترام، ويستحق، أيضا كل التكريم، على الأقل في هذه المناسبة الرمضانية الكبيرة، فهو فنان بسيط، محبوب ومقبول، له عشاق أعماله ومتتبعو مسيرته الفنية، فنانا فيها أو مخرجا أو منفذ إنتاج، وهي مسيرة حققت تراكمات « درامية» نسبيا كثيرة حظيت بمتابعة كبيرة خصوصا من فئات الأوساط الشعبية، جعلت منه أحد أنشط الفنانين و المخرجين ومنفذي « كعكة» الإنتاج في السنوات الأخيرة.. غير أن اهتمام القناتين به معا، وفي هذه الظرفية بالذات، وبالكثافة العددية للأعمال التي يحضر فيها كوجه، يطرح أكثر من سؤال عن أسباب نزول هذا الاسم دون غيره من الأسماء الأكثر عطاء وموهبة و الأدق بصمة وتميزا، بل والأحرص على الجدة والجدية في الأعمال التي توقع عليها، حتى لا نقول الأكثر قدما في الميدان.. فالحضور الرمضاني في القناتين في أكثر من فيلم سينمائي وتلفزيوني، وتخصىص دورة تلفزيونية لشخصه - ما شاء الله - والاستضافة في برنامج « كبير !!» من حجم « رشيد شو» ووووو، ألا يقول ذلك أننا أمام صناعة نجم وفتى الشاشة الأول في المغرب؟؟؟