حمو الفاضلي، واحد من أولئك اللاعبين الذين تنفست فرقهم برئتهم، تألقت نجومهم بجهدهم، توازنت خطوطهم بحسن مراقبتهم وبجودة تمركزاتهم. قال عنه الأسطورة المدرب الراحل المهدي فاريا: " الفاضلي.. اللاعب الوحيد الذي يمكن أن يلعب لمبارتين متتاليتين دون توقف " لعب الفاضلي لثلاثة عشرة سنة في صفوف فريق الجيش الملكي، فاز معه بكل الألقاب والبطولات، ودافع عن قميص المنتخب الوطني لسنوات عديدة بل وكان أحد أهم صانعي التأهل لمونديال مكسيكو 1986. الفاضلي يروي هنا مذكرات وأسرار مشتركة بينه وبين فريق الجيش الملكي.. من خلف أسوار القلعة العسكرية المحصنة: o تعني أن ما عشتهم من أجواء كلاعبين في تلك الفترة لم يعد حاضرا في العهد الجديد؟ n طبعا متغيرات سلبية حصلت في محيط فريق الجيش الملكي. هل الجيش الملكي الحالي ، بضعف مسيريه وبنتائجه السلبية، هو الفريق الذي كان يريده المرحوم الملك الحسن الثاني عندما بادر جلالته لتأسيسه ووضع له الأرضية والبنية التحتية لكي يكون فريقا كبيرا ويشكل قدوة لباقي الفرق المغربية؟ هل هو الفريق الذي اجتهد فيه الجنرال حسني بنسليمان وبرفقته الجنرال القنابي كي يكون فريقا كما أراد له أن يكون جلالة الملك الراحل الحسن الثاني؟ للأسف، زاغ المسيرون الحاليون عن الفكرة العامة التي على أساسها تأسس فريق الجيش الملكي، وللأسف، تخلوا عن روح الفريق، وأهملوه وتجاهلوا المبادئ العامة التي كنا نلتزم بها كلاعبين وكمسيرين وكأطر إدارية وتقنية للحفاظ على " هيبة" الفريق وكبريائه. اليوم، تحضر السيبة والفوضى داخل الفريق، بلهجتنا العامية: " شي كيشرق وشي كيغرب" . ولنا أن نستحضر كل الأحداث التي رافقت الفريق في الفترة الأخيرة خاصة خلال الموسم الرياضي الحالي، والفضائح التي التصقت بالفريق في معسكراته وفي تداريبه، وحتى خارج الملاعب وخارج المركز الرياضي العسكري. اليوم، يعود نفس المسيرون إلى اعتماد نفس المنهجية التي تأكد أنها كانت فاشلة وتتعلق بعمليات جلب لاعبين جدد، وإهدار ميزانية كبيرة في صفقات جلب اللاعبين، دون أن تخضع العملية لتفكير عقلاني وتمنح لذوي الاختصاص للتكلف بالمهمة. منذ قدوم الجنرال مختار مصمم ومعه أتباعه ومعاونيه، تم جلب أكثر من 22 لاعبا استنزفوا أموالا طائلة، ولا واحد منهم كان في مستوى حمل القميص العسكري، والدليل أن لا أحد منهم واصل اللعب مع الفريق. الجنرال مصمم مايزال يعتمد نفس المنهجية في تدبير شؤون الفريق، والواضح أنه ومرة أخرى قبل بداية الموسم الرياضي القادم، منح كل الصلاحيات لمعاونيه ليعيدوا نفس التجربة التي مرت وخلفت كل الفشل. وأنا على يقين، أن الجنرال مصمم لم يلتق واحدا من مكونات الفريق العسكري، ولم يلتقي بالأطر التقنية ولا حتى اللاعبين، وظل كما كان الحال قبل ثلاث سنوات،يكتفي بإعطاء التعليمات من مكتبه، وهي التعليمات والقرارات التي يبنيها على ضوء ما يتوصل به من طرف مساعديه الذين وبكل صدق لا يفقهوا شيئا في كرة القدم وأقولها بحكم تجربتي وخبرتي في الفريق، وبحكم أيضا معاشرتي لهم في الفترة القصيرة الماضية. o ملاحظاتك تحيلنا على الجنرال حسني بنسليمان، هل الأمر كان مختلفا في عهده؟ هل كنتم تلتقونه كلاعبين؟ n لا مقارنة، بكل صدق، بين الفترتين، فترة الثمانينيات والفترة الحالية. طبعا، كان الجنرال حسني بنسليمان، وبالرغم من كل انشغالاته المهنية، حاضرا بجنبنا نحن اللاعبين، يجد لنا الحلول لمشاكلنا، يؤازرنا ويساندنا في كل الظروف. وهنا أود أن أستحضر حكاية عشتها شخصيا. عندما تزوجت، وكما كان العرف في الفريق، منحني المسؤولون بيتا خاصا أقطنه رفقة زوجتي خارج المركز الرياضي، وكان البيت يوجد في حي ديور الجامع بالرباط. مرت الأيام والسنوات، وتوسعت أسرتي بميلاد أبنائي، ولم يعد البيت يناسبنا. فاتحت الجنرال القنابي في الموضوع وعبرت له عن رغبتي في بيت لأسرتي يكون أوسعا ويناسب عدد أفراد عائلتي، فابتسم وقال لي سأنقل طلبك للجنرال، وكان يعني به الجنرال حسني بنسليمان. وجاء رده، ونحن نتهيأ للذهاب إلى مدينة القنيطرة لمواجهة فريق النادي القنيطري العتيد حينها، وكنا في ذلك الموسم ننافسه على لقب البطولة إلى جانب الرجاء والوداد. قابلني الجنرال القنابي، وقال لي أن الجنرال بنسليمان لا يرى مانعا في تغيير مسكني، لكن بشرط أن نحقق الفوز على النادي القنيطري ولو داخل ميدانهم.