مازالت العديد من الأحياء البيضاوية تعيش على إيقاع النقل السري ، فالركاب يقامرون بحياتهم ، لأن همهم الوحيد أن يصلوا مقرات عملهم بأسرع وقت ممكن أو لسكناهم . ظاهرة النقل السري تزداد استفحالا يوما عن يوم سواء ب"المدينة القديمة" أو ب"عين السبع" أو في "الحي المحمدي" أو"البرنوصي".. ويشتكي أصحاب سيارات الأجرة من جهتهم من ظاهرة النقل السري، إذ يعتبرونها تفتقد الشرعية القانونية التي يسيرون عليها، فالالتزام بقانون النقل،ودفع الضريبة في وقتها المحدد، فضلا عن مصاريف جانبية،كل هذا يثير غضب أصحاب الطاكسيات إزاء أصحاب النقل السري،أو "الخطافة"،الذين لايدفعون الضرائب ولا التأمين، يحملون من الركاب من يشاؤون وقتما يريدون في سيارة مهترئة ، لا تستجيب لشروط السلامة. إلى جانب "الخطافة" الذين أصبحوا ظاهرة مألوفة، والذين لا حرفة لهم سوى نقل هذا الزبون بسرعة فائقة قد تكلف حياتهم في الطريق او حياة راكبين او مارة، هناك "خطافة " من نوع آخر . ويتعلق الأمر بأناس من عمال وموظفين يشتغلون في مرافق اجتماعية، يستعينون بنقل الناس على سياراتهم علّهم يغطون تكاليف البنزين ومصاريف السيارة وأداء واجبات لا طاقة لهم على تسديدها. إنهم يرضون بنقل أربعة إلى خمسة أشخاص مقابل 4 دراهم؟ هناك أيضا وسائل نقل سري أخرى دخلت لمجال النقل الحضري، وهي آخذة في الانتشار على صعيد كل المناطق البيضاوية ولاسيما في الاحياء الشعبية، وهي "التريبورتور" أو "الموطورالشينوي"، وهو عبارة عن دراجة نارية ثلاثية العجلات، أصبحت تغزو شوارع الدارالبيضاء ، رغم أنها صنعت لنقل البضائع، قبل أن تتحول إلى نقل الآدميين، فضلا عن الدواجن ، ورغم أن القوانين لا تسمح بتحويل هذه الدراجات إلى وسيلة نقل للركاب، فإن أصحابها غالبا ما يستغلون أزمة النقل، خاصة في بعض التظاهرات الني تشهدها المدينة، ل»تكديس« الركاب ونقلهم إلى الوجهة التي يقصدونها، مسببين العديد من المشاكل في الطريق بسبب طريقة السياقة، والانعراج بالدراجة تارة يمينا وتارة يسارا، الشيء الذي يخلق مشاكل لبقية السائقين.. ليبقى النقل الحضري قطاعا حيويا مهما في مدينة الدارالبيضاء، يتطلب إعادة النظر واستراتيجية لتحسين وسائله ، وتدارك النقائص قبل استفحالها واتساع دائرة الخطر.