نصبت الدراجات ثلاثية العجلات (التريبورتور) نفسها خصما لسيارات الأجرة المصنفة بعد أن كان الخطافة هم العدو رقم واحد لمهنيي الطاكسي، وفق شهادات عدد من مهنيي سيارات الأجرة بالدارالبيضاء. وغزت المدينة أعداد مهولة من الدراجات النارية المستوردة من آسيا والتي أصبحت تحوز عن جدارة لقب "آخر فرصة" بين أبناء المدينة، إذ فيما صمم "التريبورتور" لنقل البضائع في القارة الصفراء، تحول ها هنا في المغرب إلى وسيلة نقل أساسية للآدميين، وكذلك الحيوانات والدواجن.وأطلق على "التريبورتور" توصيف "آخر فرصة" لكونه أضحى ملاذ العديد ممن يعانون ضيق ذات اليد بسبب عدم التوفر على عمل، فهو آخر فرصة لهؤلاء من أجل اللحاق بركب العاملون في المدينة لذلك في الدارالبيضاء ليس عليك غير تملك دراجة نارية ثلاثية العجلات واتخاذها موردا وحيدا للرزق. ورغم أن القوانين لا تسمح بتحويل هذه الدراجات إلى وسيلة نقل للركاب، فإن أصحابها غالبا ما يستغلون أزمة النقل، خاصة في بعض التظاهرات الرياضية كما في ديربي البيضاء،، حين شكل "التريبورتور" وسيلة نقل فعالة لجحافل حجاج ملعب محمد الخامس الذي احتضن الديربي 118.وأفاد أحد سائقي سيارات الأجرة ل"منارة" بأن اجتياح الدراجات الصينية، جعل العديد من "الخطافة" يغيرون نشاطهم من سيارات النقل السري ويرتمون في أحضان "التريبورطور"، لأن فيه منافعا كثيرة ولا يفرّق بين البشر والبضائع، علما أن ثمن الدراجة وهي من طراز"الدوكير" لا يزيد على 10 آلاف درهم.وإن كان هذا النوع من الدرجات النارية ليس وليد مبادرات اجتماعية لمحاربة الإقصاء، فإن قصة ارتباط الدارالبيضاء ب"التريبورتور" تمتد لعقود طويلة، كوسيلة لنقل للبضائع، خاصة توزيع الجرائد وسلع أخرى، لكنْ أن تنتقل إلى نقل البشر، بعد تسييج مقطورة الدراجة، أمر شكّل منعطفا جديدا في عالم النقل السري، لاسيما أن ارتفاع كلفة التأمين إلى 2000 درهم لم يمنع من أداء المبلغ، ولو بالتقسيط.وحسب الإحصائيات المتوفرة، فإن عدد الدراجات النارية من صنف "الدوكير" التي تجوب شوارع المملكة، يزيد على 160 ألف دراجة ثلاثية العجلات، و أن المغرب يستورد سنويا 25 ألف دراجة على الأقل من هذا الصنف، القادم من الشرق الأقصى.