وجه المدير الجهوي للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية على صعيد جهة الدارالبيضاء الكبرى مراسلة إلى الوالي محمد حلاب بتاريخ 9 دجنبر 2010، وذلك في موضوع شروع المصالح البيطرية التابعة للمكتب الوطني في القيام بحملة واسعة لتلقيح الكلاب المملوكة لأصحابها، سواء تلك التي تتم تربيتها بالمنازل أو الموجهة للصيد أو الحراسة، من داء السعار. عملية تلقيح الكلاب المحتضنة والمرباة ضد داء الكلب الكلبي، ستشمل جميع عمالات المقاطعات على صعيد الجهة، وتهدف، وفق مراسلة المكتب الوطني، إلى «تعزيز مناعة الكلاب الملقحة والعمل على تلقيح على الأقل نسبة 90% من الكلاب «الأليفة». وأشارت مراسلة المدير الجهوي إلى أن «اجتماعات للتشاور سوف تبرمج مع المصالح المختصة بعمالات مقاطعات الولاية، من أجل التنسيق وتوفير الشروط الموضوعية اللازمة لإنجاح هذه العملية»، طالبة من الوالي إصدار تعليماته إلى كافة المتدخلين من أجل منح الدعم اللازم إلى المصالح الموكول إليها القيام بهذه الحملة وتنفيذها. الحملة التي يطلقها المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، هي حملة سنوية تبرمج عند نهاية كل سنة، وتحديدا خلال شهر دجنبر، وهي إن كانت خطوة إيجابية الهدف منها تحصين كلاب المنازل من داء السعار وبالمقابل حماية أفراد الأسر من خطر أية عضة غادرة، إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح هو المتعلق بأفواج الكلاب الضالة و«المتشردة» التي تستأسد بالعديد من الأحياء البيضاوية، وذلك رغم الحملات «البيطرية» التي تنظم من أجل التقاطها وإخلاء الشوارع منها، إذ تظل أنواع الكلاب هاته تصول وتجول مهددة المواطنين من مختلف الأعمار خاصة بالليل، أو عندما تكون المنطقة خالية من الحركة ولايتواجد بها إلا مواطن لوحده، حيث تعمل الكلاب الضالة على تطويقه ومهاجمته، وقد سجل ضحايا لها خاصة في صفوف الأطفال من التلاميذ. استمرار الخطر لايرتبط بالكلاب الضالة لوحدها وإنما له علاقة كذلك بأنواع أخرى من الكلاب الخطيرة والتي يعمل عدد من المراهقين اليافعين والشباب وكذا بعض المنحرفين والمجرمين من تجار المخدرات ومن قطاع الطرق، على تربيتها من قبيل فصيلة «البيتبول» التي يتم تهييجها لمهاجمة الآخرين وإرعابهم، والتي صارت بمثابة الموضة التي يتهافت عليها العديدون ، رغم وجود مذكرات تمنع تربيتها وتفرض في حال تربية فصائل أخرى، أن يتوفر كل كلب على دفتر صحي خاص به يتضمن برنامج التلقيحات التي يستفيد منها، إلا أن الأمور بقيت شكلية ولم تتم أجرأتها، بحيث لم يقف الاعتداء عند «نجوى عوان» لوحدها، بل طال العديد من المواطنين إناثا وذكورا ومن مختلف الأعمار، الأمر الذي يستوجب تدخلا صارما لتلقيح الكلاب المتواجدة ضد السعار، وتخليص المواطنين من شرور الأخرى التي تتميز بالعنف والعدوانية، وهي الحملة التي ينتظرها سكان الجهة منذ سنوات.