يبدو أن رادار المنع الحكومي ومعه أجهزة الرقابة على المنتجات الإعلامية والفنية لا يلتقط إلا ما اتصل بالعري والجنس والعنف..، غير منتبه لمجموعة من الرسائل السلبية التي تحملها مجموعة من المنتجات المرئية خصوصا والتي تضرب في العمق مجموعة من القيم والقضايا التي توجد في قلب النقاش العمومي منذ سنوات. عين الهاكا لازالت تغفل للأسف مجموعة من الرسائل الخطيرة التي ترسلها مجموعة من الحوامل المرئية والمسموعة، وخصوصا الوصلات الإشهارية. لن نعود إلى الوصلات الإشهارية الخاصة التي تشجع على التحرش الجنسي أو تكرس الصورة النمطية والدونية للمرأة ، هذه المرة يتعلق الأمر برسالة جد خطيرة تروجها مجموعة عقارية لجأت إلى مغنية شعبية لتعلم أطفالنا كيفية التعامل مع النفايات الصلبة بطريقة أقل ما يقال عنها أنها وحشية ومتخلفة.. فالمغنية الشعبية التي قررت التخلص من هموم الكراء ومشاكله واقتناء شقة لدى المجموعة العقارية، تقوم بكل بساطة بتمزيق وصولات الكراء ورميها من النافذة... ليقوم بعدها مئات المواطنين بتمزيق وصولاتهم ورميها من النوافذ قبل أن ينزلوا إلى الشارع الذي تحول إلى مزبلة ليحتفلوا بقرارهم راقصين مغنين. الوصلة الاشهارية تعرض على القنوات الوطنية ساعات الذروة، حاملة للمواطنين صورة جد متخلفة لطريقة تدبير النفايات الصلبة. في وقت يطمح فيه الفاعلون الرسميون والمدنيون في المجال البيئي إلى تكريس ثقافة الفرز من المنبع أي داخل البيوت المغربية كما عليه الحال في مجموعة من الدول. «نحن أمام فضيحة حقيقة تعكس حجم تخلف عقليات الفاعلين في المجال عن مواكبة الدينامية التي يعرفها المغرب على المستوى البيئي. سكوت الهاكا خطير وغير مقبول وكان من المفروض أن تبادر تلقائيا إلى منع هذه الوصلة الإشهارية وغيرها ممن تروج لرسائل سلبية من هذا النوع» استنكر فاعل جمعوي في المجال البيئي. والحال أن القانون رقم 77-03 المتعلق بالاتصال السمعي البصري يمنع في الفقرة الثالثة من المادة الثانية من الباب الأول كل إشهار يحتوي على عناصر للتمييز بسبب العرق أو الجنس أو الجنسية أو الديانة أو على مشاهد تحط من كرامة الإنسان أو تمس بحقوقه أو مشاهد العنف أو تحريض على سلوكات مضرة بالصحة وبسلامة الأشخاص والممتلكات أو بحماية البيئة. لذلك يعتبر صمت الهاكا.. مستفزا وغير مقبول على الإطلاق.