كثيرا ما تحار الأمهات وهن يتابعن بقلق كبير وبنوع من التيه ، عصبية مواليدهن الرضع، وقلقهم، أمام كثرة البكاء في غياب ملكات التعبير، وذلك على الرغم من كونهم قد رضعوا، بل وتمت ملاعبتهم ومداعبتهم، وفي ظل غياب ارتفاع درجات الحرارة التي تكون مؤشرا على علّة ما قد يعانيها الرضيع. وضع يجب أن يدفع الأمهات إلى فتح حفاظات الرضيع للنظر إن كانت ممتلئة، وطرح السؤال حول عدد المرات التي تم تغييرها في اليوم، وإن كانت الحفاظة مناسبة لمقاسه ومن النوع الجيد، وكذا البحث في نظافة مخرجه من عدمه، فقد يكون سبب بكاء الرضيع هو حدوث طفح جلدي نتيجة لاستعمال الحفاظات، وهذا الطفح هو عبارة عن التهاب يصيب المنطقة التي تغطيها الحفاظات، والتي تهمّ الأرداف والفخذين والأعضاء التناسلية، ويظهر عادة على شكل احمرار وبقع لامعة مصحوب ببثور صغيرة وانتفاخ وملمس دافئ. ويرجع السبب في حدوث الطفح، إلى تهيج الجلد الناجم عن الاحتكاك المطول مع البول والبراز، ويمكن لطفح الحفاظات في بعض الحالات أن يتطور إلى عدوى بكتيرية أو فطرية، إذ أن عدم تغيير الحفاظة لمدة طويلة يخلق بيئة دافئة ورطبة نتيجة تواجد البول والبراز، الشيء الذي يسهل تكاثر البكتيريا والفطريات. ويعاني معظم الأطفال من طفح الحفاظات، وإن كانت إصابتهم هذه لا تعني بالضرورة أن الطفل لا يتلقى العناية الكافية. وتتعدد أسباب طفح الحفاظات ومن بينها عامل الأنزيمات الهضمية الموجودة في البراز والأمونياك الموجودة في البول، التي تهيّج الجلد وقد تؤدي إلى التهابه في حالة الاتصال الطويل مع الحفاظات. ثم هناك طريقة التغذية، إذ لوحظ أن الأطفال الذين يرضعون بطريقة طبيعية لهم براز أصغر حجما، وبالتالي فهم أقل عرضة لتهيج الجلد من الأطفال الذين يرضعون بواسطة الزجاجة. وهناك اضطرابات الجلد القبلية مثل الاكزيما أو غيرها، والتي تعطي للطفل استعدادا أكبر للإصابة بالطفح. فضلا عن استعمال بعض المواد الكيماوية الموجودة في المنظفات والعطور والصابون ومناديل المسح، والتي تكون مهيجة لأرداف الطفل الجد حساسة. كما أن استخدام بعض الأدوية والمضادات الحيوية من طرف الطفل أو الأم المرضعة، يخلّ بالتوازن الطبيعي للبكتيريا الجيدة الموجودة في الجهاز الهضمي، والتي تمنع انتشار بعض الكائنات الحية مثل الخمائر المسببة للالتهاب الجلدي، بالإضافة إلى الحساسية لبعض المواد المستعملة في صنع الحفاظات. ويتمثل علاج طفح الحفاظات في استخدام كريم أو مرهم يحتوي على مكونات تشكل وقاية للجلد مثل أكسيد الزنك والفازلين، والتي تعمل على امتصاص الرطوبة وحماية الجلد من مختلف المهيجات، وغالبا ما يختفي الطفح بعد فترة قصيرة أو بعد بضعة أيام. أما في حالة عدم اختفائه، فيجب استشارة الطبيب الذي يوصي للطفل بمضادات الفطريات الموضعية، بالمقابل هناك نصائح لمنع أو تقليل مخاطر الطفح عند الطفل، من قبيل التغيير المتكرر للحفاظات في النهار وحتى خلال الليل، غسل أعضاء الطفل بماء دافئ وصابون خفيف مع تجفيف جيد والدقيق للجلد الحساس، استخدام المنتجات غير المهيجة للجلد مثل المناشف التي تحتوي على قليل من الكحول، تجنب الحفاظات الضيقة جدا والسراويل المطاطية والبلاستيكية، وغسل اليدين جيدا بعد كل تغيير للحفاظة.