يرى المحققون في اول هجوم تبناه تنظيم الدولة الاسلامية في باكستان ان مجموعة محلية تسعى الى تعزيز علاقاتها في الشرق الاوسط هي من يقف وراءه. وكان مسلحون هاجموا الشهر الماضي حافلة في كراتشي مما ادى الى سقوط 45 قتيلا من الشيعة، في احد اكثر الهجمات دموية في البلاد هذا العام. وسارع تنظيم الدولة الاسلامية الى تبني الهجوم ليكون بذلك اول عملية في باكستان يقف وراءها هذا التنظيم الجهادي الذي يسيطر على مساحات شاسعة من اراضي العراقوسوريا. الا ان اسلام اباد نفت رسميا ان يكون التنظيم ناشطا على اراضيها التي تشهد اعمال عنف مرتبطة بتنظيم القاعدة وحركة طالبان منذ اكثر من عقد. لكن المحققين يعتقدون ان الهجوم من تنفيذ جماعة عسكر جنقوي السنية التي تسعى على ما يبدو الى توسيع نطاق نفوذها للحصول على دعم مالي من تنظيم الدولة الاسلامية. وهذه الجماعة المتطرفة مسؤولة عن عدد كبير من الاعتداءات على الطائفة الشيعية التي تشكل 20% من السكان في مختلف انحاء البلاد. واعلن مسؤول امني يشارك في التحقيق رفض الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس «نحن نحقق في امكان وقوف جماعة عسكر جنقوي وراء الهجوم واحد المشتبه بهم الموقوفين مرتبط بها». وتابع المسؤول ان «الجماعة تريد لفت انتباه تنظيم الدولة الاسلامية لغايات التمويل والهجوم على الشيعة يشكل الاسلوب الافضل لانه اثار اهتماما عالميا». ويقول مسؤولون كبار في الاستخبارات ومصادر ضمن ناشطين ان قياديين من الجماعة حاربوا في سوريا وعادوا بعد ان تاثروا باسلوب الجهاديين الوحشين وبقدراتهم الدعائية. ويعمل هؤلاء المقاتلون العائدون على تدريب جيل جديد من الجهاديين المتحدرين من الطبقة الوسطى والذين حصلوا تعليما عاليا وانتقلوا طوعا الى التطرف على امل نشر نفوذ تنظيم الدولة الاسلامية في باكستان. وقال مسؤول في الاستخبارات يتابع جماعة عسكر جنقوي منذ سنوات ان الجماعة المتمركزة في ولاية بنجاب (جنوب) الاكثر ثراء واكتظاظا في البلاد ارسلت مئات المقاتلين الى سوريا. وتابع المسؤول لوكالة فرانس برس ان «غالبية الناشطين الذين يتوجهون الى سورياوالعراق يتحدرون من الطبقة الوسطى وحازوا تعليما على مستوى عال». وفي العقد الماضي، ركزت المجموعات المسلحة المنضوية تحت لواء حركة طالبان باكستان على شن حملة في الداخل تستهدف الحكومة والقوات المسلحة بشكل خاص. الا ان ناشطا سابقا في جماعة عسكر جنقوي كان يعمل على اعداد مواد دعائية الكترونية لمجموعات ارهابية قال ان الناشطين الشباب في باكستان يركزون الان على تنظيم الدولة الاسلامية والشرق الاوسط. واضاف «العديد من الجهاديين وخصوصا من البنجاب توجهوا للقتال في سوريا وقتل قسم منهم هناك. وخلافا للسابق، فان الاخبار من سورياوالعراق واليمن هي الاكثر تداولا على منتديات الجهاديين في باكستان». واعتبر المحلل الامني امير رانا ان جماعة عسكر جنقوي لديها مقاتلين في العراق منذ العام 2013 حتى انها اقامت معسكرات تدريب هناك. واضاف لفرانس بلرس ان «العلاقة الايديولوجية والعملانية بين جماعات مسلحة باكستانية وتنظيم الدولة الاسلامية ليست حديثة، فالمقاتلون الباكستانيون جزء من التنظيم منذ تاسيسه». وتابع ان «التهديد الفعلي على باكستان يتمثل في عودة مقاتلي جماعة عسكر جنقوي بعد مشاركتهم في القتال في سورياوالعراق». وتقف الجماعة التي تاسست في 1996 وراء اكثر الهجمات دموية ضد الشيعة في تاريخ البلاد، من بينها تفجيران كبيران في كويتا (جنوب غرب) في 2013 اسفرا معا عن مقتل مئتي شخص تقريبا.