سادت حالة من الهلع ، ظهر الثلاثاء 2 يونيو الجاري، بعد أن اندلعت النيران في مخزنين بالطابق التحتي الأول بقبو المركب السكني الأمراء، حوالي الساعة الثانية، فما أن انتشرت ألسنة اللهب ومعها دخان الحريق حتى انتشر الخبر سريعا متسببا في رعب شديد سواء لتجار القيسارية أو سكان العمارة الذين منهم من كان بمقر عمله فاضطر إلى مغادرته مهرولا وهو يفكر في أسوأ السيناريوهات في طريق العودة إلى شقته واضعا يده على قلبه خوفا ووجلا من تداعيات النيران التي قد لاتكون محدودة، شأنه في ذلك شأن من حضروا الواقعة وعاينوها، الذين لم يترددوا في التنديد والاحتجاج أمام مرأى ومسمع من كل المتدخلين الحاضرين، مذكرين إياهم بكونهم طرقوا كافة الأبواب غير ما مرة للتنبيه والتحذير من مخاطر «القنبلة الموقوتة» المودعة بين ثناياهم والقابلة للانفجار في كل وقت وحين، دون أن يتم القيام بأي تدخل وقائي لحماية السكان والتجار وكل مرتادي المركب من المخاطر المحتملة التي تشكل نتاج خروقات تعميرية طالت أرجاء المجمع؟ خبر الحريق خلق حالة من الاستنفار الأمني إذ حلت العناصر الأمنية بشكل مستعجل ومعها السلطات المحلية، كما توافدت على المكان مختلف سيارات الوقاية المدنية ورجال المطافئ، الذين بذلوا مجهودا كبيرا لتطويق النيران وإخماد ألسنتها التي طالت مستودعين، والتي كانت تعاود الاندلاع نظرا لوجود بنية قابلة للاشتعال ومساعدة على انتشار النيران في طابقي القبو، في الوقت الذي كان الدخان المنبعث من الأسفل يعيق الرؤية والحركة مما دفع عناصر الوقاية المدنية إلى الاستعانة بقنينات الأوكسجين وبوسائل لوجستيكية متعددة للقيام بمهمتهم، وهو ما أمكن بالفعل بعد ساعات من التواجد إذ تم الإخماد الكلي للنيران حوالي الخامسة زوالا. حادث أعاد من جديد النقاش حول الخروقات التعميرية التي طالت مجمّعا سكنيا تحول طابقه الأرضي إلى قيسارية للمحلات التجارية، كانت أبوابها في البداية داخلية فإذا بها تغير وجهتها وتصبح مفتوحة في وجه العموم مطلّة على خارج البناية، ثم تطورت إلى القفز على مراحيض ومرافق صحية، وعلى مرآب سيارات سكان الإقامة الذي تحول إلى الطابق السفلي/تحت أرضي الثاني، في حين تم إحداث مسجد/قاعة للصلاة بعد تحويل وجهتها هي الأخرى بالطابق تحت أرضي الأول إلى جانب المستودعات التي تحتضن العديد من السلع، التي يطرح أكثر من سؤال حول شرعية تواجدها وقانونية المسالك التي مرّت بها للوصول إلى هناك، وهي سلع الكترونية، وأخرى عبارة عن أحذية رياضية، وحفاظات، وعلب المناديل الورقية، ووسائل المكياج، وغيرها من المواد القابلة للاشتعال، التي ترفع من درجات الخطر في حال اندلاع النيران، سيما في ظل غياب منافذ التهوية ووسائل الإطفاء والإنقاذ، مما يجعل من المكان عنوانا عريضا لانعدام السلامة، وهو ما تبين في تدخلات عناصر الإطفاء حين كانت تحاول فتح منافذ لكي يخرج الدخان الذي حجب الرؤية وأدى إلى وقوع اختناقات، حتّمت نقل سيدة بواسطة سيارة الإسعاف صوب المستشفى لتلقي العلاجات. واقعة «الأمراء» بدرب السلطان هي مجرد شجرة ضمن غابة من الخروقات التي تعرفها العديد من المجمعات السكنية التي تحولت طوابقها السفلية والأرضية إلى قيساريات تختزن قنابل موقوتة متعددة ، تطرح أسئلة عدة حول مدى احترام معايير وشروط السلامة والوقاية، إضافة إلى إقامات تم تسليمها رخص السكن وبيعت للمواطنين في حين أن بها العديد من العيوب والخروقات التي منها من برز إلى السطح ومنها من ستكشفه الأيام، ليبقى السؤال المطروح وبإلحاح، هل أضحى انهيار البنايات واندلاع النيران فيها شرطا أساسيا ليتم فتح تحقيق ومتابعة المتورطين الذين يعرضون حياة المواطنين للخطر أمام جشع المقاولين الذين لايسعون إلا لتحقيق الربح المادي؟