إلى الشاعر خيسوس بلاثيوس 1 -سريرٌ منْ نورٍ: أحياناً أنزعُ قميصي الخارجي وأعلِّقهُ على مشجبِ خَساراتي كما ذاكرةٍ أتخلَّصُ منها غالباً لأفكِّرَ في يومِ الغدِ وأحياناً أنزعُ كل شيء تماماً أفكاري وقدْ تسوَّستْ بأحلامٍ حمراءَ جسدي وقدْ أتخنَ إلفةً يكرِّرُها ألمُ الموّادِ الحافظةِ الماءُ لم يعدْ يمرُّ في أمعائي بِسلاسةٍ (عفواً في قاديشْ استسلمتُ لغوايةِ نبيذٍ غرَّرَ بِي) أصابِعي أخذتْ زاويةً تتأملُ سنبلةً تتعرشُ على أوتارٍ بيضاءَ كُلُّ شيءٍ لم يعدْ في مكانِه كُتبي الَّتي تَكرهُها عجائزُ بدينةٌ بمنسوبِ الكلامِ قُمصاني وقد أصبحتْ مشرّدةً في صناديقِ القمامةِ أسناني لم تعدْ في مكانِها أضربتْ عن فائضِ الطعامِ أقدامي تيبَّستْ بروماتيزمِ النِّسيانِ أمّا يداي فَلمْ تعدْ تقوى على نزعِ قُمصاني ودخلتْ في صدري تبحثُ عن أزرارٍ سقطتْ من جراءِ عاصفةٍ ألمتْ بي على سريرٍ منْ نورٍ. 2 -على إيقاعِ فلامنغو خيريثْ: لا تتركوهُ بجانِبِها سادِراً، هي تهرب للشمس وهو يُسدل عليها أمواجاً من ضياءٍ، بَسمَتُها لا تفارقُ سارقي النّارِ هُمْ يَنخبون كأسا في صحتِّها وأنفاسُهمْ تُرافِقُ الغرقى على ضفافٍ مالحةٍ؛ في "لامبِيدوثَا" قلوبُهم تنبضُ في اتِّجاه الشَّمْسِ كُلَّما عبرتْ قواربُ محملةً بسمكِ القِرْشِ يفوحٌ منها عطرٌ المَوتى وزرقةٌ يُحاصِرُها قُرصانٌ يبتسِمُ بالفِطرةِ، لا الصورةُ التي تترنحُ في ضوئِها تجذِبني أشعَّتُها، ولا النَّصُ الذي يُراوِغُ شِباكَ اللُّغَةِ يستطيعُ مُسايرَةَ نبضاتِي التي أسرعَ إيقاعَها عازِفُ قيثارة الفْلامِنْكو في ليلةٍ فاضَ فيها جُرحٌ ناعِمٌ منْ براري "خيريثْ". في قادشْ، الفلاّحونَ يَعرفونَني منْ أصابعي التي أدْماها حجَرٌ مقدّسٌ والقروياتُ يَسقينَ روحي بِنبيذهِنَّ على عجَلٍ كُلَّما وصلَهمْ في دهشةٍ صَوتي صاعداً منْ ريحِ الجَنوبِ. -إسبانيا/نونبر2013 .