صوب شاشة هاتفه قبالته سوى من وضعه بشكل يمكنه من التقاط صورة بجودة عالية توثق للحظة ،استحضر إشارة بوبا إلى أن الصورة مثل قبلة مسروقة، احتار في اختيار الزاوية المناسبة،مال إلى اليمين، إلى اليسار ، رفع رأسه قليلا بعيدا عن الكاميرا ، حاول أن يبدو في حالة طبيعية ، دون تكلف أوإضافات ليظل على سجيته ، تساءل لماذا يطلب منا أن نبتسم أثناء التقاط صورة ألأن الوجه يضاء حينها فيمنح الصورة وضاءة أكثر ، تذكر عتاب زليخة أثناء محولاتها لالتقاط صور له: - لماذا تمحو ابتسامتك بسرعة وكأنما تندم على تخليك المفاجئ عن مسحة الحزن التي تؤبد محياك ، مارأيت وجها منذورا للحزن والانكسار أكثر من وجهك . وضع هاتفه على مسند الأريكة ، نهض، توقف أمام الصورة الموضوعة على الرف الثاني لمكتبته والتي تسندها أعمال أصدقائه المبدعين ، رسم حركة بشفتيه ، أزال نظارته وحاول أن يضعها على عيني الصورة ، كم كانت المسافة طويلة بين حركة يده وصورة ذاك الذي كانه ذات ابتهاج بالحياة ،سحب من الرف تباعا ديوان شعر ومجموعة قصصية ثم رواية ، تأمل من جديد صور أصحابها على ظهر الغلاف ، دقق في ترسب ملامحه في نظراتهم ،أعاد الكتب إلى مواضعها ، التقط هاتفه ، دون تكلف أو إضافات ليظل على سجيته، حاول أن يبدو في حالة طبيعية، رفع رأسه قليلا بعيدا عن الكاميرا، مال إلى اليمين، إلى اليسار،احتار في اختيار الزاوية المناسبة،صوب شاشة هاتفه قبالته، سوى من وضعه بشكل يمكنه من التقاط صورة بجودة عالية توثق للحظة ، مسح المكان بنظرة فاحصة بحثا عن خلفية مناسبة ، توقفت نظرته مرة أخرى عند الصورة ، أدار ظهره للرف ،انحرف قليلا بشكل لايخفي الصورة ضغط على الزر تك ك .... بلهفة حاول التأكد من جودة الصورة ،أخذ يمرر الصور المخزنة في ذاكرة هاتفه بعد ما تفاجأ بعدم ظهور الصورة التي انتظرها لتوثق للحظة التي ظل طيلتها على سجيته واحتار في اختيار الزاوية المناسبة ،تخلص من هاتفه على المكتب ورمى بكل خيبته على الأريكة ، رفع رأسه إلى أعلى ونفخ حسرة واسى في اتجاه سقف الغرفة . التماعات ضوء شاشة هاتفه ، دفعته إلى الاقتراب من المكان الموضوع فيه ، مكالمة جارية رغم انه لم يضع هاتفه في وضع صامت ،لم يسمع الرنين الذي ضبطه عليه ، حمله، تأمل صورة تشغل مساحة الشاشة تحاور طالبها ، بعد انتهاء المكالمة ،ركب أرقامه الخاصة ، فأضيئت الشاشة بصورة لمتحدث لم يكن يضع نظارة .