كل متتبع لابتكارات شركة أبل العملاقة، في الفترة ما قبل وبعد رحيل مؤسسها ورئيسها الروحي ستيف غوبز، سيجد الفرق كبيراً بين ما كان يقدمه عبقري التكنولوجيا في منتجات ابل الجديدة، وبين ما تقدمه الشركة في عهد رئيسها الجديد تيم كوك، ولعل هاتف آيفون 5 إس الجديد خير دليل على أن الشعار الذي كان غوبز قد اعتمده لشركته "فكر بشكل مختلف" لم يعد ساري المفعول حالياً. إضافات بسيطة وقال أندرو ويليماز، المدير العام لمؤسسة "تراستد ريفيوز" المتخصصة في قطاع التكنولوجيا: "الهاتف الجديد لم يأت بالجديد المتوقع أو المنتظر، بل على العكس نسخت الشركة كل ميزات هاتف الآيفون 5، مع بعض الإضافات التي لم تتعد بصمة الدخول إلى تطبيقات الهاتف. وإصدار نظام جديد هو أي أو إس 7 (iOS) لا يختلف عن سابقه إلا بأنه أسرع بقليل، حتى أن الرئيس التنفيذي للشركة أثناء مؤتمر إطلاق الهاتف الجديد استعان بمقارناته بين الآيفون5 إس وبين أول إصدارات الشركة في محاولة منه لإظهار إمكانات الهاتف الجديد". السعر وأكدت الشركة أن توفير الهاتف الجديد سيبدأ من سعر 199 دولاراً أميركياً لنسخة 16 جيجابايت و299 لنسخة 32 جيجابايت و399 لنسخة 64 جيجابايت، وجميع تلك الأسعار مع عقد لمدة سنتين مع شركات الاتصالات، وسوف يتوفر للهاتف أغطية جديدة بألوان متعددة بسعر 39 دولاراً. وتعتزم الشركة فتح باب الطلب المسبق على الهاتف الجديد في 13 سبتمبر الجاري مع بدء طرحه في بعض الأسواق يوم 20 سبتمبر، وذلك بالتزامن مع طرح الهاتف منخفض التكلفة iPhone 5C الذي كشفت عنه الشركة الأميركية خلال مؤتمرها. بصمة بدل رمز الحماية وأضافف ويليامز: "قد يكون التغيير الأكبر والوحيد الذي أتى به المؤتمر الصحافي في الهاتف الجديد، هو ابتكار طريقة جديدة للولوج إلى الهاتف، فبدل رمز الحماية أو (password) سيكون بإمكانك اعتماد بصمة الأصبع، وهي طريقة أمنية يستحيل اختراقها إلا إذا سرق أحدهم أصابعك مثلاً. مع العلم أن الشركات المزودة للتطبيقات لن تتمكن من الاستفادة من هذا التطبيق، بما معناه أنك لن تستطيع تحميل لعبة أو برنامج من (App Store) تملك هذه الخاصية، حيث قالت الشركة "جميع البصمات التي يتم تسجيلها مشفرة وآمنة وليست متوفرة على الإطلاق لأي برنامج آخر، أو طرف ثالث، ولا يتم تحميلها إلى خدمات "آبل" أو إلى "آي كلاود". وتم تغيير شكل الزر الرئيسي للجهاز وأصبح هناك دائرة حوله، كما أصبح الزر مكوّناً من عدة مكونات داخلية لحساس البصمة وليس مجرد قطعة بلاستيكية مصمتة، حساس البصمة في الزر الرئيسي يتميز بسماكة 170 ميكرون وبدقة 550 بيكسل في البوصة الواحدة، مما يمكنه من فحص طبقات الجلد ويعمل بزاوية 360 درجة؛ أي يمكنك وضع اصبعك في أي اتجاه. وتم صنع الزر بحد ذاته من الياقوت، بحيث يصبح غير قابل للخدش أو الكسر ويضمن حماية أكبر لمستشعر البصمة، ويستطيع المستخدم ببساطة لمس زر الرئيسية في الهاتف لفتح قفل الجهاز، كما يمكن استخدام مستشعر البصمة بداخله لعمل أشياء أخرى ضمن التطبيقات، مثل التحقق من أجل الشراء من آيتونز". نظام التشغيل وعن نظام التشغيل في الهاتف الجديد قال: "على الرغم من أن الشركة قد أحدثت نظام تشغيل جديداً للهاتف الذي سيكون أول هاتف ذكي في العالم يعمل بنظام 64Bit، وقد جاء بمعالج A7 عالي القدرة والكفاءة، إلا ان السؤال هنا: ما الفرق الذي سيشكله النظام الجديد خلاف الأي يو إس 6 الذي استخدمته في الآيفون 5، الرئيس التنفيذي أوضح خلال المؤتمر أن النظام الجديد أسرع بحوالي 56 مرة مقارنة بأول آي فون تم إنتاجه. لكنه لم يوضح أية مقارنات مع النظام المعالج الذي سبقه . الاختلاف الأهم في هذه النقطة كان أن إضافة رقاقة جديدة في الهاتف تدعى M7 وهي تعمل على تحديد الموقع والحركة لتساعد على تقديم تطبيقات اللياقة، صراحةً، لا نستطيع حتى الآن أن نحكم على مقارنة المعالجين المتشابهين، فربما تكون ابل قد طورت فيه بعض الشيء، فلننتظر حتى نجربه". الشكل من جانبه قال سامر محمد، مدير مبيعات بشركة أي بي إم في الإمارات: "من حيث الشكل، فإذا عدنا بذاكرتنا قليلاً إلى الوراء، سنتذكر كيف أننا كنا نحتاج إلى قراءة الاسم في الخلف لمعرفة إن كان الهاتف 4 أو 4 إس، وهذا تماماً ما سيحدث مع الهاتف الجديد، حيث ان شكله لم يختلف في أي شيء إلا إن اخترت شراء الهاتف ذي اللون الذهبي. فالهاتف الجديد مثله مثل كل الهواتف الذكية هذه الأيام، يتميز بشاشة أمامية ذات طبقة من الزجاج، وتطعيم على الخلفية من الزجاج أيضاً. كما أنه رفيع الحجم، حيث تبلغ سماكته 7.6 ميليمتر، وخفيف الوزن ب112 غراماً فقط، والمفاجأة أنها نفس إحداثيات الآيفون 5، دون أي زيادة ولو بغرام أو بميليمتر واحد. كما أن الهاتف الجديد حافظ على نفس "تقفيلته"، حيث انك لن تستطيع فتحه لتغيير البطارية أو تصليح شيء ما معطل بالداخل، كما أن حجم بطاقة الهاتف (sim) لم يتغير، حيث لم تتجه الشركة نحو إصدار هاتف جديد ببطاقة أصغر تدفعك نحو أقرب فرع لمشغل الاتصالات لتغيير نوع البطاقة ودفع بعض المال، أو التوجه نحو محل من محلات الهواتف الصغيرة ليقطعها لك بنفسه مع احتمالية إتلافها ودفع بعض المال أيضاً". التطبيقات وأضاف : "بالتأكيد في ما يخص التطبيقات، لن نجد فرقاً في برمجة الجهازين، فكلاهما يستعمل النظام، وجميع التطبيقات التي تركب على أحدهما ستركب بالتأكيد على الآخر، وكذلك كلاهما يعمل على شبكات الجيل الرابع LTE، فكن متأكداً أنك لن تجد تطبيقاً أو ألعاباً ستخبرك عند التحميل "صالح فقط للأي أيو إس 7". لكن الاختلاف أن جمالية الشاشة في الألعاب أفضل كما وضح الرئيس التنفيذي خلال استعراضه للمعالج الجديد بالمحرك الرسومي OpenGL|ES 3.0، حيث استعرض أداء المعالج الرسومي عبر تشغيل لعبة Infinity Blade، لكي تظهر مدى قدرة المعالج على مضاهاة دقة منصات الألعاب". البطارية تعودنا من ابل أن أجهزتها لا تختلف بها مواصفات بطارياتها كثيراً، فقد بُنيت بطاريات الهاتفين من مادّة الليثيوم، وهي غير قابلة للتبديل، ورغم أن الشركة الأميركية قالت انها قامت بتحسين البطارية، إلا أن الجهازين لا يختلفان عن بعضهما كما تقول ابل. فقد يصل عمر البطاريتين إلى أكثر من 250 ساعة في وضع الانتظار، و10 ساعات من وقت التحدث هاتفياً عبر شبكات الجيل الثالث 3G ، و8 ساعات في وضع تصفح الإنترنت على شبكات الجيل الثالث ، و10 ساعات في وضع تصفح الإنترنت عبر شبكات الجيل الرابع أو على شبكة LTE أو الواي فاي. كما يمكن مشاهدة 10 ساعات فيديو أو استماع 40 ساعة صوت قبل الحاجة إلى إعادة شحن الجهاز مرة أخرى، وخلاصة القول هنا: من كان يعاني من عمر بطارية هاتفه من قبل، لا ينتظر الكثير من الهاتف الجديد.. فالجهازان متشابهان في وضع البطارية.
الكاميرا كانت كل التوقعات تصب في خانة ان "ترقية الكاميرا في جهاز الآيفون الجديد أمر حتمي، وربما نرى كاميرا شديدة التميز بدقة 13 ميغا بيكسل"، إلا ان الواقع أشار إلى أن أبل وضعت كاميرا بنفس دقة الهاتف السابق ب8 ميغا بيكسل، وفقط اكتفت بإضافة بعض التحسينات والتطويرات حول طريقة التقاط الصور، وبعض المميزات الجانبية. الآيفون 5 إس يأتي بكاميرا بفتحة عدسة مقاس 2.2 ميجا بكسل، وحساس التصوير بنسبة 15 % مما يُمَكن المستخدم من تصوير صور أفضل في أقل إضاءة، "وهذا كان الاختلاف الأهم". الكاميرا أيضاً تسمح وتتميز أيضاً بالتقاط أكثر من صورة واختيار الأفضل من بينها، كما تسمح بتصوير 120 إطاراً في الثانية؛ مما سيقدم فيديوهات رائعة في حالة تشغيلها بالتصوير البطيء، كما لا ننسى أن فلاش الكاميرا ثنائي؛ أحدهما دافئ والآخر أبيض مما يوفر صوراً أفضل، كما يمكن للجهاز تصوير صور بانوراما بحجم 28 ميجا بيكسل وهو ما كان يوجد أصلاً في الهاتف "القديم". الشاشة على الرغم من كل التكهنات التي كانت تشير إلى أن أبل سوف تقوم بتغيير حجم الشاشة لمنافسة سامسونغ، إلا أن المفاجأة كانت أن حجم الشاشة هو نفسه بالضبط تقريباً دون تغيير، حيث ان الجهازين كليهما يمتلكان شاشة بحجم 4 بوصات متعددة اللمس، مع دقة 1136640 بكسل، مع كثافة بكسلات تقدر بنحو 326 بكسل لكل بوصة. الفرق هنا أن شاشة الهاتف الجديد اسمها "ريتنا"، وأنها استخدمت تقنية (IGZO) التي تم تطويرها من طرف العملاق الياباني "شارب"، هذه التقنية لا تختلف كثيراً بالعين المجردة، لكن الشركة أكدت أنها ستساهم في استخدام طاقة أقل، مقارنة مع تقنية (IPS) المستخدمة في الهاتف السابق، حيث قالت انها تستطيع تقليص الطاقة بنسبة 90% مقارنة مع شاشة (LCD) لأنها لا تستهلك الطاقة الا عندما يتم لمس الشاشة. الخبر الأهم في هذا المجال أن الشركة وبالرغم من كل الطلبات التي تلقتها من محبي ماركة "أبل" بشأن تكبير حجم الشاشة، ومنافسة سامسونغ، خصوصاً وأن الألعاب والفيديو والصور في الأخير تبدو رائعة.