أضحت العربات المجرورة من بين وسائل تنقل مجموعة من ساكنة الهوامش بمدينة الدارالبيضاء حيث تزايدت أعدادها بشكل لافت، وتجوب شوارع المدينة. وإن كانت تساهم في حل إشكالية تنقل البعض ؛ إلا أنها في الآن ذاته تشكل عرقلة حقيقية لحركة السير بعد أن أصبحت تشكل خطرا كبيرا على حياة الركاب لما تسببه من حوادث سير ناجمة عن تهور بعض أصحاب هذه العربات الذين لا يحترمون قوانين السير، ليس لجهلهم لها بل لكونهم يعتبرون أنفسهم غير معنيين بها فتراهم يسرعون من أجل الظفر بمزيد من الزبائن محولين الشوارع إلى حلبات سباق للخيول غير مكترثين بالإشارات الضوئية وعلامات التوقف ، حيث يتخذون مواقف الحافلات وسيارات الأجرة كنقط لتجمعهم . اعتماد مجموعة من ساكنة الحاضرة الاقتصادية للمملكة على العربات المجرورة كوسيلة لتنقلاتهم؛ يرجع إلى توفرها وسهولة التنقل بها بين الأحياء التي يصعب على سيارات الأجرة الوصول إليها أو يرفضون أصلا الذهاب إليها. و توفر العربات المجرورة بالدواب فرص عمل لمئات الشباب الذين يعتمدون عليها في توفير لقمة العيش وإعالة أفراد عائلاتهم . شهادات لمجموعة ممن اتخذها كوسيلة نقل تؤكد بأن عربات الدواب أصبحت جزءا من حياتهم. عبد العزيز شاب يبلغ من العمر 35 سنة؛ والذي اعتاد على استعمال العربات بشكل يومي في تنقلاته صرح قائلا إن « السبب الذي جعلني اختار هذه الوسيلة هو عدم وجود سيارات الأجرة تأخذني إلى مقر سكني ودائما أتساءل عن سبب رفض سائقي سيارات الأجرة الوصول لمنطقتي رغم أن الطريق معبدة ؛ ولا خفي عليكم أن استعمالي لهذه العربات يعود أيضا لمحاولة الاقتصاد في مصاريف تنقلي نظرا إلى أن ثمنها زهيد ويوفر علي نصف ثمن سيارة الأجرة, ورغم ذلك فأنا لا أضع ثقتي إلا في شخصين. فمعظمهم لا يحترمون الركاب و يتلفظون بكلام ساقط ويسوقون بتهور كبير وبعضهم تحت تأثير مخدرات مما يجعلهم لا يحترمون قوانين السير مع المخاطرة بأرواح الناس». وتشن فرقة المرور التابعة لأمن بن مسيك سيدي عثمان والحي الحسني و البرنوصي ، حملات متكررة ضد أصحاب العربات المجرورة (الكرويلة) ، تحت مبرر إحداث الفوضى على طول الشوارع التي تمر منها لكن أصحاب العربات يتهربون من الوقوع في أيدي رجال الأمن ، غالبا ما يفضلون الهروب عبر الأزقة والممرات الضيقة، مرتكبين عددا من المخالفات والفوضى أثناء السياقة، لأن بعضهم يقود العربة في حالة سكر أو تحت تأثير المخدرات أو الأقراص المهلوسة. يقول عبد الغني الذي يشتغل على عربته أزيد من 15 سنة: «ليست لدي أي حرفة امتهنها سوى هذه العربة فهي مورد رزقي الذي أعيل منه أفراد عائلتي وفي حالة مصادرتها فلن أجد بديلا سوى الشارع» وأضاف إن لهذه العربات فضلا كبيرا في فك العزلة عن بعض المناطق التي يصعب الوصول إليها. وتساءل عن البديل الذي بوسعه أن يوفر له ولغيره من أصحاب العربات ما يحتاجونه وأسرهم من حاجيات، وطالب السلطات المحلية بأن ترد لهم الاعتبار لأنهم استطاعوا توفير فرص شغل لهم ولغيرهم عوض مطاردتهم أومصادرة عرباتهم.