انطلقت مساء يوم الجمعة 29 ماي 2015 بقاعة الفن السابع "دورة السينما والتربية" التي تنظمها جمعية "ملتقى الصورة" بتعاون مع المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين وبدعم من المركز السينمائي المغربي. ووسط حضور مكثف من الجمهور والفنانين والنقاد، افتتح العرض السينمائي المبرمج "ملاك" بكلمة من المكتب المسير للجمعية، قدمتها الشاعرة مليكة بنظهر، التي وضحت سياق الدورة ودواعي تنظيمها وأسباب اختيار عرض الفيلم المغربي "ملاك" للمخرج عبد السلام الكلاعي. دورة السينما والتربية يومي 29 و30 ماي 2015 تشمل حلقات تكوينية خاصة بكتابة السيناريو وعروض أفلام قصيرة للتحليل والمناقشة ولقاءات مع مخرجين. وفي كلمة عن فريق الفيلم "ملاك"، صرح الممثل المغربي محمد الشوبي بأهمية تجربة العمل السينمائي مع عبد السلام الكلاعي، وكذلك عن أهمية الموضوعة المطروحة في الشريط، خاصة وأن وضعية "الأمهات العازبات" هي وضعية أضحت هناك حاجة لتسليط الأضواء عليها أكثر من مرة، وبالمناسبة نبه الممثل المغربي محمد الشوبي إلى أن نوع السينما التي يطرح فيلم "ملاك" هي سينما غير مهادنة، بل هي سينما مليئة بالأسئلة سينما مشاكسة.. مؤكدا ان الحقيقة تجدها دائما مكانتها في الأسئلة وليس في الأجوبة. ومباشرة بعد عرض الفيلم، وجد الجمهور نفسه منجذبا لمناقشة تجربة جمالية وفنية وموضوعاتية، تخفي كثيرا من الوهج والقلق والسؤال. قوة جذب التجربة السينمائية لدى فيلم "ملاك" بقدر ما تجمع قوة كاستينك الفيلم، بقدر ما تجمع خصوصية حول الكتابة الدرامية وعوالم وفضاءات المدن التي تم تصوير الفيلم بها، وطبيعة الألوان المسيطرة بالفيلم، فضلا عن موضوعة العنف الحاضرة بكثافة.. اختار المخرج المغربي عبد السلام الكلاعي، في فيلمه السينمائي الأول »ملاك«، الاشتغال على قصة إنسانية. قصة »ملاك« الفتاة التي ولدت في كنف عائلة متوسطة الحال، حيث تكتشف الفتاة ذات 17 سنة أنها حامل فتدور بها الدنيا، وتقرر إجهاض الجنين وتلجأ إلى صديقة لها كي تقترض منها، لكن الأخيرة لا تمهلها لتشرح لها سبب السلفة، حيث تشترط عليها الانضمام إليها لتكون مؤنسة لرجال في الشقة التي تمتلكها والتي تمارس بها أنشطة مشبوهة. تخضع ملاك للوضع، وتبدأ رحلتها في هذا العالم بجسد خاضع بجمود لسلطة الأجساد الباحثة عن الجنس واللذة طمعا في تحصيل ألفي درهم كلفة عملية الإجهاض. تتوالى الأحداث وتكتشف والدة ملاك، شخصت الدور السعدية لديب، أمر حملها فتأخذها إلى الطبيب لتتأكد، وتصدم الأم حين يؤكد لها الطبيب أن ابنتها غير عازب وأنها قد تكون حامل، فتحل الكارثة على العائلة، لتطرد ملاك من العائلة ليلا من قبل شقيقها عمر لطفي، أما الوالد محمد الشوبي فقد ظل بعيدا عن هذه الأحداث.