اختير الفيلم السينمائي الطويل «ملاك» لمخرجه عبد السلام الكلاعي ضمن لائحة «خفقة قلب» للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، الذي سينعقد في الفترة الممتدة من 30 نونبر إلى 8 دجنبر 2012. الفيلم يحكي قصة «ملاك» ذات السبعة عشر ربيعا التي تتابع دراستها الثانوية فتجد نفسها حاملا ومضطرة إلى مغادرة بيت أسرتها، لتواجه وحيدة مجتمعا قاسيا تعتمل فيه آليات عدة للاستغلال والتهميش. الفيلم حكاية هروب وفي نفس الآن حكاية تعلم ونضح واقعية جدا ومصاغة في بناء سردي مركب يمزج بين الأزمنة وينتقل بين أماكن الأحداث ليجعل المتلقي مساهما في عملية إعادة البناء لحكاية متشظية تعكس واقعا عنيفا. القيمة الفنية والتقنية لفيلم «ملاك» جعلته يحظى باهتمام لجنة اختيار الأفلام للدورة الثانية عشرة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، التي برمجته ضمن لائحة «خفقة قلب»، التي تضم أفلاما من جودة عالية تمثل بلدانا من القارات الخمس. سيناريو الفيلم تمت كتابته عبر سيرورة طويلة بدأت منذ سنوات حين كان المخرج عبد السلام الكلاعي يعمل في المجال الاجتماعي والتقى بمجموعة من الأمهات العازبات القاصرات وأنصت إلى معاناتهن وأفكارهن حول أنفسهن ومحيطهن ومستقبلهن، ومن مجموع الملاحظات وشذرات الحكايات والأفكار التي دونها بدأت تتشكل النواة الأولى لسيناريو عمل سينمائي سيغتني فيما بعد بمطالعة كتب منشورة متعلقة بالموضوع ومقابلات متعددة مع باحثات وعاملات اجتماعيات ومع معنيات بالقضية بشكل مباشر أثناء الصياغة النهائية للسيناريو. فجاء الفيلم إلى جانب رقيه التقني وجودته الفنية متناولا بعمق قضية آنية من قضايا المجتمع المغربي ومجتمعات أخرى، ألا وهي قضية الأمهات العازبات القاصرات. يؤدي أدوار الفليم مجموعة من الممثلين المغاربة المرموقين، من بينهم سعدية لديب وعمر لطفي ومحمد الشوبي ومحمد مجد ونجاة الوافي ومريم أجدو ونسرين الراضي وغيرهم. أما الدور الرئيسي فقد أسنده المخرج للممثلة الشابة شيماء بن عشاو، التي يعتبر هذا الفيلم أول عمل سينمائي احترافي لها. صور فيلم «ملاك» بين مدينة العرائش مسقط رأس المخرج عبد السلام الكلاعي ومدينة طنجة، ويعتبر عرضه ضمن فعاليات المهرجان الدولي للفيلم بمراكش بمثابة أول عرض للفيلم. وينتظر أن يخلق هذا الفيلم نقاشا في الساحة السينمائية المغربية، وأن يكون مرشحا لتمثيل السينما المغربية في العديد من المهرجانات الدولية خلال السنة القادمة.