يتميز الفنان المقتدر محمد الشوبي، الذي سيتم تكريمه في حفل افتتاح الدورة 13 لمهرجان السينما المغربية بسيدي قاسم بالقاعة الكبرى للبلدية ابتداء من السادسة والنصف من مساء يوم الخميس 26 أبريل الجاري، يتميز عن كثير من الممثلين المغاربة بثقافته الواسعة واهتمامه الجدي بالآداب والفنون وقضايا الشأن العام ، وبحضوره الاعلامي الفاعل من حين لآخر في الصحافة الورقية والالكترونية، مبدعا أدبيا أو معبرا عن رأي أو مدافعا عن قضية أو مساجلا مع المخالفين له في الرأي من مناهضي التيار الحداثي داخليا وخارجيا وغيرهم . انطلقت تجربة الشوبي، المزداد يوم 3 دجنبر 1963 ، في التشخيص المسرحي بمراكش منذ أواخر السبعينات من القرن الماضي ، وكان وقتها لا يزال يافعا في مرحلة المراهقة ، واحتك بتجارب مسرح الهواة إبان عصره الذهبي، قبل أن يقرر الالتحاق بالمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بالرباط . وابتداء من سنة 1988 انفتح على المسرح الاحترافي تشخيصا وإخراجا بفضل تكوينه الأكاديمي النظري والعملي داخل معهد الرباط وخارجه . من بين المسرحيات التي شخص أدوارا متنوعة فيها نذكر : « العازب» لجمال الدين الدخيسي و «صوت ونور» للطيب الصديقي سنة 1988 و «بوحفنة » و « أولاد البلاد » ليوسف فاضل سنة 1999 و«النشبة » لمسعود بوحسين سنة 2007 ، عن نص للرائد أحمد الطيب لعلج . أما المسرحيات التي أخرجها أواخر التسعينيات فهي « هيستيريا » و « المدينة والبحر » و « مرتجل » و « رسائل خطية » . بداية محمد الشوبي في السينما والتلفزيون كانت سنة 1999 بفيلم «المسيح» لسيرج مواتي و مسلسل «أولاد الناس» من إخراج فريدة بورقية ، وبعد هذين العملين تتالت أعماله السينمائية والتلفزيونية إلى أن تجاوز عددها خمسين عملا بين فيلم سينمائي أو تلفزيوني ومسلسل أو سلسلة أو سيتكوم . من أهم أعماله السينمائية الوطنية والأجنبية ، بالإضافة إلى مجموعة من الأفلام القصيرة ، نذكر على سبيل المثال عناوين الأفلام الروائية الطويلة التالية : « عطش » لسعد الشرايبي و «لعبة الجواسيس» لطوني سكوت و «السمفونية المغربية » لكمال كمال و «طريق العيالات» لفريدة بورقية و«تازة» للمخرج الكندي دانيال جيرفي و «الدار الكبيرة» للطيف لحلو و«عود الريح» لداوود أولاد السيد و «اعقلتي على عادل ؟ » لمحمد زين الدين و» موشومة » للحسن زينون و «الأندلس مونامور» لمحمد نظيف و «موت للبيع» و «ألف شهر» لفوزي بن السعيدي و «سراب» لطلال السلهامي ... أما أعماله التلفزيونية فقد تجاوزت الثلاثين ، من بينها المسلسلات «دواير الزمان» و«المجدوب» لفريدة بورقية و «شجرة الزاوية » لمحمد منخار و «صقر قريش» و «ربيع قرطبة » و «ملوك الطوائف» للمخرج السوري حاتم علي ، بالاضافة الى سيتكوم «للا فاطمة» وسلسلة «من دار لدار» وغيرهما . وقد شكلت الأفلام التلفزيونية حصة الأسد ب 24 عنوانا لحد الآن من بينها : « رياض المعطي» لادريس الادريسي و «أولاد البهجة» لهشام عين الحياة و «مسحوق الشيطان» لعز العرب العلوي لمحارزي و «الصالحة» و «الركراكية» لكمال كمال و «القضية» لنور الدين لخماري و «شمس الليل» لعبد الرحيم مجد و «الوارث» لسعيد بن تاشفين و «علام الخيل » لادريس اشويكة و «معطف أبي» لعزيز السالمي و «حتى اشعار آخر» لمحمد اقصايب و «حكاية زروال» لمحمد عاطفي و «طريق مراكش» و «نهاية أسبوع بالعرائش» لداوود أولاد السيد و «الدم المغدور» لعادل الفاضلي و «ثمن الرحيل» و «وتسقط الخيل تباعا» لمحمد الشريف الطريبق و «منديل صفية » لمحمد لعليوي . إن تكريم هذا الممثل المغربي المثقف والمتواضع ، الزاهد في المال والظهور ، والإنساني حتى النخاع ، وهو في أوج عطائه ، بمهرجان سيدي قاسم ، بعد تكريمه سنة 2011 بملتقى زاكورة الدولي للفيلم عبر الصحراء ، هو في الحقيقة تكريم لجيل من الممثلين المغاربة المكونين أكاديميا و المهووسين بقضايا مجتمعهم السياسية والثقافية والاجتماعية وغيرها ، الذين ضخوا دماء جديدة في شرايين فنون التشخيص المسرحي والتلفزيوني والسينمائي ببلادنا . فتحية للصديق محمد الشوبي بمناسبة هذا التكريم المستحق ومزيدا من العطاء والتألق .