شكلت منصة الاكتشافات بالمسرح الوطني محمد الخامس بالرباط، ضمن فقرات اليوم الثاني من فعاليات مهرجان موازين ? إيقاعات العالم، مساء يوم السبت 30 ماي 2015، محط اهتمام عدد من عشاق الأغنية الأصيلة، حيث كان الموعد مع أركسترا من نوع خاص، مع مجموعة موسيقية من الطراز الرفيع، نذرت لنفسها مشوار الجودة والموسيقى والطرب الأصيل.. إركسترا حفني من أوبرا القاهرة ? مصر، التي وضعت نصب أعينها إحياء تراث الموسيقى العربية الخالدة لعقد الثلاثينيات والأربعينيات، من ذلك الريبرطور الغنائي لمحمد عبد الوهاب وأم كلتوم وليلى مراد واسمهان.. كان الموعد الفني أيضا مهما مع الفنانة المصرية الكبيرة نهاد فتحي، بالمسرح الوطني محمد الخامس، خريجة المعهد العالي للموسيقى العربية صنف الغناء، حيث قدمت أغاني جميلة تفاعل مع الجمهور بشكل قوي، خاصة أغاني اسمهان ومحمد عبد الوهاب.. قدمت الفنانة المصرية الكبيرة أغنية "حبيبي شوف لي جرى لي" و"يا طيور غني وانشدي" و "عليك صلاة الله وسلام" و" يا لي هواك شغل بالي" و"اسقيها لا لتجلو الهم عني، أنت همي" و "يا صبرني على هواك" و" متى حتعرف أنت أني بحبك أنت" و" ليالي الأنس في فيينا".. غنت نهاد فتحي طوال ساعتين بعشق وحب وانصهار مع الإيقاع والكلمة الجذابة، فوقف لها الجمهور محييا هذه النجمة الكبيرة، التي يتقارب صوتها مع أصوات عمالقة الطرب العربي من حجم اسمهان وعزيزة جلال وأخريات.. صوة قوي عذب مكتمل بتموجات وتلاوين خاصة، تطلق معه آهات بنبرات تمزج فيها بين الرقة والعذوبة والدقة والتحكم وكمال العرب الصوتية، حتى شبهها البعض بمزمار من مزامير الموسيقى العربية العريقة.. مع آخر أغنية قدمتها نهاد فتحي تحول فضاء مسرح محمد الخامس إلى كورال جماعي يردد أجمل الأغاني الطربية الأصيلة. واستمر الفرح مع فعاليات الدورة 14 من مهرجان موازين ? إيقاعات العالم، حيث قدمت سهرة ليلة السبت فنانة عربية أصيلة في كل شيء، أصيلة في المغنى وأصيلة في الكلمات وأصيلة في اختيار الموسيقى وإلايقاعات، إنها الفنانة السورية أصالة نصري، التي برزت موهبتها وشهرتها منذ سن مبكرة، وذاع اسمها منذ سن الثاني والعشرين. فحصلت على عديد من الجوائز والألقاب، ومنها جائزة "أسكار الشرق" للأغنية العربية سنة 1994. صرحت أصالة من أعلى خشبة منصة الطرب الشرقي بحي النهضة بالرباط، مؤكدة أن هذه اللحظة عزيزة عليها وبشكل خاص، كما أن جمهور المغرب وجمهور الرباط هو من الجماهير العربية الذواقة والسميعة وذات الحس الفني الرهيف، لهذا هي اليوم متمتعة بالحضور والغناء والتفاعل المباشر مع الحضور. غنت أصالة للشام بحب وتأثر، كما غنت أصالة نصري أغانيها الجميلة التي بوأتها سلم النجومية والمجد، غنت أغنية "أكثر" حيث آلاف المتابعين من الجمهور تمايلوا يمينا وشمالا استمتاعا مع لحظات الأغنية الفاتنة.. وغنت أيضا أغاني من قبيل: " ناري يا ناري" و " لو تعرفو قد إيه" و"طير طيريا حمامة" و" بناء على رغباتك" و" غيار قوي" و"علي جرا" و"يا مجنون" و"كذا يمين الله".. على امتداد ساعات، استمتع جمهور موازين بأجمل الأغاني الطربية الخاصة للفنانة أصالة نصري، كما استمتع بما قدمته النجمة العربية السورية من تراث الأغنية العربية الجميلة. استكملت ليلة السبت سهرات موازين وسط أضواء مبهرة وإيقاعات موسيقية متميزة، تقدم بمنصة الأغنية المغربية بسلا جيل الشباب من الفانين التواقين إلى غد وفن جميل راق، تقدمت المغربية نضال إيبورك، الفنانة المغربية المقيمة بالولايات المتحدةالأمريكية، التي مثلت المغرب في مهرجان أغنية السلام بالولايات المتحدةالأمريكية، لتشذو أجمل الأغاني العربية والمغربية بقدرة وثقة وجمال نبرات صوت شهد به عديد المتابعين، وتألق في مسابقات عربية كبرى مثل مسابقة أحلى صوت "دي فويس". أيضا توالى على منصة الأغنية المغربية بسلا صحبة أوركسترا أشجان الأوتار بقيادة نبيل الشراط كل من الفنان المغربي عزيز المغربي ومعتز أبو الزوز الذي بصم عن شهرة واسعة بالشرق الأوسط ومحمد عدلي، الذي الذي شارك بمسابقة 'ذا فويس' ، حيث تفاعل جمهور موازين مع نجوم السهرة إيقاعا ورقصا وغناء. و جذب "موازين" مع منصة الأغنية المغربية جمهورا غفيرا، حيث كان جمهور الشباب هو الغالب والقوي الحضور، ومع تنوع نجوم الحفل وتنوع الأساليب الموسيقية المقدمة، صعب على الحضور مغادرة الحفل الفني الكبير، لمتابعة نجوم مفضلين.. كما كان لجمهور مهرجان موازين إيقاعات العالم في دورته 14 على موعد مع حفل للفنان الأمريكي 'فاريل وليامز' الذي حضر لأول مرة للمغرب. وقد أتحف هذا الفنان الشاب المفعم بالحيوية الجمهور الذي بلغ عدده 118 ألف متفرج بأغانيه الرائعة مثل أغنية "هابي"، التي رقص على ألحانها الكبار والصغار. هذا واستمتع الحاضرون بمنصة أبي رقراق مع "يوري بوينفوتورا" الذي يعتبر سفير الموسيقى الكولومبية، بحيث استمتع الجمهور بفنه الفريد الذي يمزج العديد من الأساليب الموسيقية كالجاز اللاتيني، مامبو، تانكو، كومبيا. والبوليرو. وتجدر الإشارة أن 'يوري بوينفوتورا' هو أول مغني لأسلوب 'السالسا' يحرز على قرص ذهبي. وبمنصة شالة، استهلت اليوم الإبداعات التي تنهل من كل ميناء بالعالم، حيث قدّمت فرقة 'سريشتي نينا راجاراني' عملا فنيا يُحافظ على أصالة الرقص والموسيقى الكلاسيكية الهندية من خلال عرض رقصات بطريقة مبتكرة في سياق معاصر. كما تم تخصيص بعض ألوان و مراحل الموسيقى لإبراز الغناء السردي، وتسليط الأضواء على فن الراقصين و تعابير محيا الراقصة. وفي هذا اليوم الثاني من المهرجان، رقصت مدينة الرباط على إيقاعات عروض الشوارع. إذ استمتع الحضور بعروض فرقة 'كولوكولو' وفرقة 'بيت ذات درام' التي تنهل من التعبيرات الفنية المتعددة. وكذا عروض فرقة 'دانس دي باون' القادمة من الهند والتي استعملت ريش الطاووس للرقص على موسيقى روحية ذهبت بالحضور في سفر خالد. إضافة إلى هذا، عاش الجمهور لحظات شيقة مع فرقة 'سو كي ماغش دوبو' التي قدّمت احتفالا بالموسيقى الأفروأمريكية.