بعد افتتاح مهرجان الموسيقى العالمية العريقة في دورته 21 بفاس من طرف الاميرة لالة سلمى يوم الجمعة استمر يوم السبت المهرجان على إيقاع الاحتجاجات من لدن العشرات من الوافدين والزوار والجمهور الوافدين على باب المكينة مساء السبت 23 ماي 2015 على سوء التنظيم و عدم فتح المكان المخصص للعرض المسائي الذي كان من المقرر أن ينشطه الفنان التونسي صابر الرباعي حتى ساعات متأخرة من الليل وقد عاينت الجريدة العشرات من الزوار والجمهور الذي حج بكثافة إلى باب المكينة لمشاهدة العرض المسائي يرفعون الشعارات مصحوبة بالصفير والاحتجاجات في وجه المنظمين للمهرجان الذين أبانوا عن سوء التدبير في مواجهة الأحوال الجوية وكادت الحفلة أن تؤجل وتخلق أزمة للزوار الدين أدوا أثمنه جد باهظة وانتظرت طويلا في طوابير لمشاهدة عرض صابر الرباعي. اللجنة المنظمة عمدت إلى تلطيف الأجواء من خلال تطمين الجمهور على أن العرض مازال مبرمجا وأن صعوبات تعتريها من جراء الأمطار التي عرفتها المدينة قبيل انطلاق فعالية يوم السبت كما عمدت إلى محاولة تغيير الكراسي الأولى و التي يتم اعتمادها للشخصيات الدبلوماسية و علية القوم وأصحاب المال والجاه ،فيما تم الإبقاء على معظم الكراسي وهي مبللة مما أرغم الزوار على تدبير أمورهم من افتراش الكارطون و الجرائد و الأكياس البلاستيكية لتفادي الجلوس على برك مائية لمتابعة فقرات الرباعي التي انطلقت في وقت متأخر بسبب تعالي أصوات المحتجين وعلمت الجريدة من مصادرها الخاصة أن مدير المهرجان يغيب عن هذه الدورة بفعل التزاماته المهنية بحيث يتواجد خارج الوطن مباشرة بعد افتتاح الدورة لتمثيل المغرب في المعرض المقام بميلانو الايطالية وخلف غيابه بدوره ارتباك لدا المنظمين الدين وجدوا أنفسهم يواجهون لوحدهم قرارات جد مهمة في غياب تام لإدارة حقيقية للمهرجان التي ألغت بشكل كامل برنامج يوم الأحد الخاص بباب المكينة بداعي التساقطات المطرية الجد المهمة التي عرفتها مدينة فاس وكان مخصصا للفنانة جولي فاوليس (اسكتلندا) وأومو سانغاري (مالي) وتيكن جاه فاكولي (ساحل العاج) العرض الذي كان من المفروض أن يستقطب العديد من العشاق والمهتمين بها الفن. هذا وقد قد فنان الأغنية العربية صابر الرباعي ليلة السبت حفلا بالفضاء التاريخي ( باب الماكينة ) ، واستطاع الفنان التونسي صابر الرباعي عبر مجموعة من الأغاني التي قدمها خلال هذه الأمسية الفنية أن يعيد الجمهور إلى زمن الفن الجميل الذي يحتفي بالكلمة والموسيقى والإيقاع والتي تبرز مجتمعة تعدد وتنوع المقامات الفنية العربية . ورغم البرد والأمطار التي تهاطلت على مدينة فاس في تلك الليلة فإن الفنان صابر الرباعي استطاع أن يقدم للجمهور الغفير الذي تتبع هذا الحفل لحظات لا تنسى من الفرح والانتشاء من خلال مجموعة من القطع الغنائية التي برع في ادائها بصوته الدافئ والشجي والتي يحفل بها ريبرتواره الفني . وتمكن الفنان الرباعي الذي يعد أحد أشهر المغنين الرومانسيين بمنطقة المغرب العربي في الوقت الحاضر أن يحمل الجمهور الذي ضاقت به جنبات هذا الفضاء التاريخي في رحلة روحية ممتعة إلى المقامات والألوان الموسيقية العريقة حيث التجدد والتنوع في الألحان وضبط الأداء على إيقاع أنغام تأسر القلب وتسمو بالروح إلى مدارج الصفاء. واستهل الفنان صابر الرباعي هذا الحفل بتقديم اعتذاره " عن التأخر الذي حصل وشكر الجمهور على صبره مؤكدا على ان السهرة ستكون رائعة بحضور هذا الجمهور العاشق للفن الجميل " قبل أن ينطلق تحت تصفيقات الجمهور في أداء مجموعة من أغانيه التي كان الجمهور يتسابق إلى ترديد مقاطعها . وتوالت فقرات هذا الحفل الفني بأداء صابر الرباعي لمجموعة من الأغاني التي تحتفي بالمحبة واللقاء ومعاتبة الحبيب والشكوى من الشوق والفراق ومن الهجر والصد من قبيل ( أجمل مختصر ) و ( يا أصال ) و ( على نار ) و ( سيدي منصور ) و ( يا دلولة ) و ( يا ليلة ) و ( بارشا ) و ( يا موفتري ) و ( عشيري الغالي ) و ( طفلة عربية ) وغيرها . ويعد الفنان صابر الرباعي الذي تأثر في شبابه بكبار المغنين العرب امثال محمد عبد الوهاب ووديع الصافي وعبد الحليم حافظ ، أحد أشهر المغنين الرومانسيين في العصر الحاضر . وقد قدم الرباعي ،خريج إحدى المسابقات الفنية سنة 1985 ، حفلا فنيا لأول مرة ضمن المهرجان الدولي لقرطاج قبل أن يتوجه كغيره من الفنانين العرب إلى مصر وبعدها إلى لبنان ليواصل مسيرته الفنية ويقوم بجولات بالعديد من البلدان في العالم العربي وأوروبا وأستراليا وآسيا. للإشارة، فإن هذه الدورة تستعيد في إطار تكريم القارة السمراء، سيرة شخصيتين بارزتين بصمتا التاريخ المغربي والإفريقي على السواء، وهما الشيخ سيدي احمد التيجاني مؤسس الطريقة التيجانية بفاس ودفينها، وكذا الرحالة حسن الوزان الملقب ب (ليون الإفريقي) الحفل الافتتاحي لهذه الدورة، الذي أخرجه آلان فيبر، يحمل عنوان ? فاس تبحث عن إفريقيا?، وتم خلاله تقديم لوحات موسيقية وفنية تسترجع محطات من حياة الشيخ سيدي أحمد التيجاني وحسن الوزان (سفير مملكة فاس) مع تقديم مشاهد عن رحلات هذا الأخير عبر القارة الإفريقية وفق تصميم وسينوغرافيا يعيدان رسم أهم معالم الذاكرة المشتركة بين الثقافتين المغربية والإفريقية، وذلك بمشاركة فنانين من المغرب وبوركينا فاصو والسنغال وموريتانيا والولايات المتحدةالأمريكية وفرنسا، من بينهم الفنان سعيد التغماوي في دور حسن الوزان ورسمان ودراغو في دور الحاج الإفريقي.