{ أنا سيدة في الثلاثين. مُدرسة بقرية صغيرة في ناحية مراكش. أحب مهنة التدريس لكني أعاني معاناة أليمة من نوبات الصداع المتكرر. ولي أخت تعاني من نفس النوبات كذلك وأمي رحمها الله كانت هي الأخرى من ضحاياها. وقد أخبرني الطبيب قبل فترة أن الأمر يتعلق بمرض الشقيقة. فما هو التعريف الدقيق لداء الشقيقة؟ هل صحيح أنها مرض نسوي؟ وهل هي مرض وراثي؟ ( بديعة ر./ مراكش) إن مرض الشقيقة، كما تُعَرفه الجمعية العالمية لطب الجهاز العصبي، هو «مرض عائلي، يتميز بحدوث نوبات متعاقبة من الصداع. وتختلف هذه النوبات من حيث حدتُها وكذلك من حيث وتيرتُها ومدتُها. ويتعلق الأمر، في الحالات الشائعة، بصداع نصفي. أي أنه يمس شقا واحدا من الرأس دون الشق الآخر، ويقترن في الغالب بحالة قيء أو غثيان. وقد تحدث نوبة الصداع مباشرة بعد ظهور مجموعة من الأعراض العصبية والمزاجية، أو تتزامن معها». هذا إذن هو التعريف العلمي لمرض الشقيقة. وهو يشير إلى كونها مرضا عائليا، لكننا لا نجد لفظة «وراثي». والسبب في ذلك هو أنه لا يوجد أي دليل على وجود انتقال وراثي للمرض، رغم كثرة الحالات العائلية . أما الخاصيات التي يُميز صداعَ الشقيقة عن باقي أنواع الصداع فيمكن إيجازُها فيما يلي: - إنه صداع نصفي ، يصيب نصف الجمجمة دون النصف الآخر. - إن نوبة الصداع تَكون مصحوبة في الغالب بإرهاق شديد مع انعدام القدرة على بذل أدنى جهد عضلي أو فكري. ويضاعف الضوءُ من حدة هذا الصداع. لذلك نلاحظ أن عددا كبيرا من المرضى يفضلون البقاء في غُرف مظلمة أثناء النوبة . - هناك أعراض عديدة تنبئ المريضَ بقرب حدوث نوبة الشقيقة . وأهمها هي الأعراض البصرية . إذ يرى المريض بقعا سوداء متموجة أو بوارق ضوئية في جزء من مجاله البصري، فيدرك عندئذ أن النوبة صارت وشيكة . - خلال الفترة التي تفصل بين نوبتين،لا يعاني المريض من أي شيء. أما وتيرة النوبات فهي تختلف باختلاف الأشخاص. فمنهم من لا يصاب بها سوى مرتين أو ثلاث مرات في السنة، ومنهم من يصاب بعدة نوبات في الشهر الواحد. - وهناك عوامل عديدة تساعد على حدوث النوبة ، مثل السهر والإرهاق والانفعال وتناول المشروبات الكحولية. وكذلك في فترات الحيض لدى المرأة. علما بأن هذا المرض أكثر شيوعا بالفعل لدى النساء. - وتَنجم النوبة عن حدوث انقباض في شرايين الدماغ،. وهو انقباض سرعان ما يَعقبه تمدد شديد في هذه الشرايين. أما السبب الحقيقي لهذا الانقباض ولهذا التمدد فهو يبقى محاطا بالغموض.. وعلى صعيد العلاج ، يتوفر أطباء الجهاز العصبي راهنا على العديد من الأدوية التي يصفونها بالفعالة في هذا المضمار. إضافة إلى مجموعة من الإجراءات والتدابير المتعلقة بعادات المريض وبوتيرة حياته اليومية.