استأثرَ خبرُ فقدان المغرب طائرةً عسكريَّة من طراز F16، في نطاق التحالف المتزعم من السعوديَّة ضدَّ الحوثيِّين في اليمن، بحيزٍ مهمٍّ من تغطية الصحافة العربيَّة والعالميَّة.. صحيفة "واشنطن بُوست" الأمريكيَّة أوردت أنَّه في حال صحَّت الروايَة التي قدمها تنظيم الحوثيُّين عن تمكن عناصره بالفعل من إسقاط الطائرة المغربيَّة، كما عرضت ذلك منابر تابعة لهم، فإنَّ ذلكَ يعنِي وجود حاجةٍ إلى حصُول تغيير في الاستراتيجيَّة المتبعة لإرهاق الجماعة من الجو، بعدما صار مؤكدًا أنَّ لدى المقاتلِين المدعومين من إيران مقدراتٍ في السلاح الجوِي. الصحافيُّ والكاتب عبد البارِي عطوان رأى، من جانبه، أنَّ إسقاط الطائرة المغربيَّة يشكلُ إحراجًا للسعوديَّة.. خاصَّة وأنَّه تمَّ من لدن دفاعاتٍ بدائيَّة تملكها كلٌّ من جماعة "أنصار الله" الحوثيَّة والرئيس المخلُوع علي عبد الله صالح. كما ذكرت صحيفة "وورلد ستريت جورنال" أنَّ إسقاط الحوثيين للطائرة الحربية المغربية جاء في فترة دقيقة أعقبت قبول الحوثيون بهدنة إنسانية تدوم خمسة أيام، اقترحتها السعودية.. وهي هدنة لمْ تستمر طويلا مع تجدد المواجهات، فجر اليوم، حيث كان يفترض أن تبدأ.. ما جعل متحدثُا عسكريًّا سعوديًّا يقُول إنَّ الهدنة الراهنة فرصة قد لا ينالها الحوثيُّون مرة أخرى. أمَّا "لوبوان الفرنسيَّة" فنقلت تأكيد مسؤُول سعودِي لبدء تحقيقات مكثفة لأجل معرفة المكان الذِي سقطت فيه طائرة الF16 المغربيَّة، ولمْ يتسنَّ لربان طائرة مماثلة مرافقة لها، وهي مغربية أيضا، تبين مصير الطيار ياسين بحتي الذِي كان متوليا للقيادة، فيما لمْ يجر التحقق من صور جرى بثها من لدن الحوثيين دالة على مفارقته للحياة أثناء التحطّم. المغرب تَسلم نفس ال "إف 16" ا في الخامس من غشت سنة 2011، وقتها لم يكن الرادرات الاعلامي مسلطا بالضرورة علي باقة المقاتلات، لكن من بعد سيصبح حديث امتلاكها حديث الدوائر السياسية والعسكرية الضيقة قبل أن يستأثر بها الإعلام. وقد تناقلت المواقع المتخصصة وغيرها من المنابر التي تشكل الصدى لها، خبر وصول أول دفعة من طائرات إف 16 بلوك 52 المقاتلة ، وتضم 4 طائرات من مجموع 24 شملتها الصفقة التي عقدها المغرب مع شركة " لوكهيد مارتن" الأمريكية إلى القاعدة الجوية العسكرية بن جرير وقتها قال صامويل كابلان سفير واشنطن بالرباط في ندوة صحفية عقدها بمراكش زوال ذلك اليوم ، إن قيمة الصفقة وصلت إجمالا إلى 2,4 مليار دولار، موضحا أن التفاصيل حول الإكسسوارات والصيانة وغيرها لا يعلمها بالتحديد، لكنه أضاف أن المغرب سيتسلم أربع طائرات مماثلة قبل نهاية السنة، والباقي قبل متم السنة المقبلة. وأضاف أن الشركة الأمريكية لوكهيد مارتين المعنية احترمت المواعيد المحددة ولم يبلغ إلى علمه أي تعثر في صنع هذه الطائرات. وأشار كابلان إلى أن المغرب بإبرامه هذه الصفقة سيفرض "احترامه" بين دول الجوار نظرا للتكنولوجيا الحربية المتطورة وهي الأفضل حاليا التي بات يتوفر عليها، موضحا أنه يقدر جهود المساعدة التي يبذلها المغرب في عدة مواقع في إفريقيا. وقالت الجنرال ماركاريت وودوارد قائدة القوة الجوية 17 والقوات الجوية الأمريكية بأفريقيا في الندوة ذاتها إن النسخة التي تسلمها المغرب هي نفسها التي يتوفر عليها فقط، سلاح الجو "الإسرائيلي" في منطقة الشرق الأوسط،. وذكرت الجنرال وودوارد أن مقاتلات إف 16 تتميز بالقدرة على القضاء على جميع الطائرات الأخرى. وأضافت أن القوات المسلحة تعتبرا حليفا استراتيجيا للمغرب ولا تريد أن تقارنه مع أي جيش آخر، موضحة أن الجيش المغربي يتوفر على كفاءات بشرية عالية وقدرات عسكرية عززها باقتنائه مثل هاته الطائرات. وأشارت الجنرال وودوارد التي قادت عملية "فجر اوديسا" ل"حماية المدنيين في ليبيا"أن أمريكا نظرا للأزمة المالية التي تمر منها سيكون من الصعب عليها تقديم "دعم مالي" لأصدقائها، لكنها لن تبخل بأي جهد من أجل، متى سمح الوضع بذلك، بتقديم المساعدة ولكي تبقى علاقاتها مع حلفائها مستمرة. وردت الجنرال حول سؤال عن إمكانية دعم أمريكا للمرأة المغربية في مجال السلاح الجوي، إن "إتقان العمل" لا يمكن التمييز فيها بين رجل وامرأة ، وكل ما على المرء أن يبذل قصاري جهده لاستعمال كل قدراته. وأضافت أن ربابنة الطائرات الجوية خضعوا في أمريكا لبرنامج تدريب مشمول في الصفقة مدته بين 7 و12 شهرا من أجل الانتقال من قيادة طائرات قديمة من نوع اف 5 إلى قيادة الطائرات الجديدة. يشار إلى أن المغرب كان قد ثبت طلبه سنة 2008 عند شركة " لوكهيد مارتن"صانعة الطائرات الأمريكية ، بصفة رسمية لشراء 24 طائرة مقاتلة من طراز أف 16 بلوك 52، وأعلنت الشركة حينها أن البدء في الإنتاج لهذه الصفقة يتطلب عقد أولي بقيمة 233.6 مليون دولار، علما أن البنتاغون أعلم الكونغرس الأمريكي نيته بيع للمغرب 24 طائرة من هذا الصنف المقاتل، بالإضافة إلى تجهيزات ملحقة، بمبلغ إجمالي يستطيع الوصول إلى 2.4 مليار دولار. وكانت أف 16، الأمريكية تنافس الشركة الفرنسية في تصدير مقاتلات إلى المغرب " ، فيما كان نائب رئيس برنامج "أف 16 " في شركة لوكيهد، قد صرح بأنه مسرور بأن القوات الجوية المغربية اختارت " أف 16" لتحديث أسطولها المقاتل. ذكاء ...الثمن المرتفع لقد اختار المغرب طائرات F16 على حساب رافال، و السبب بسيط هو ان الاخيرة ثمنها باهظ سواء فيما يتعلق باستغلالها أو طريقة عملها. فمن جهة لأنها طائرة ذات محركين و من جهة أخرى لأنه تم تطويرها و صناعتها من طرف بلد واحد و تكلفتها صعبة التحديد. فطائرات رافال تضم محركين قويين و هو ما يساهم في زيادة "روعة" هذه الطائرات لأنه يسمح لها أن تصعد أفقيا بسرعة كبيرة خلال إقلاعها، و هو حلم كل طيارفي العالم، لكن الإشكالية تكمن في مدى استفادة الطائرات بشكل عام من الإقلاع بسرعة. في السابق، كانت تعتبر السرعة من المواصفات الأساسية لطائرات الدفاع الجوي، فاأمام مواجهة القاذفات التي تطير على ارتفاع كبير يجب اعتراض طريقها قبل ضرب أهدافها، كما يجب امتلاك قدرة كبيرة للانتصار في المعارك الالتفافية، التي كانت في ذلك الوقت تنتهي على العموم بطلقات الرشاشات. إذن، لم يكن هناك اختراع يدعى الصواريخ، كان يمكن لرافال أن تكون من أحسن الطائرات، لكن أهم معيار في الطائرات هو الرصد أو الرادارات حتى ترصد أبعد نقطة، و أن تكون قادرة على معالجة أكبر عدد من الأهداف في وقت واحد، و أن تمتلك صواريخ متطورة، ونخلص بالتالي أن رافال ليست راجعة إلى عدم كفاءة المهندسين الفرنسيين و لكنها راجعة ببساطة إلى ضعف الامكانيات المادية، فمشروع رافال كلف 32 مليار أورو!!!!!!!!!!!!مبلغ ضخم، و لم تعد هناك مصادر تمويل من أجل الاستمرار في تطويرها. من جهة أخرى، اقترح الأمريكيون 36 طائرة F16 بثمن اأقل عوض 18 رافال، و لأن المغاربة يعرفون جيدا أن صيانة محركات الطائرات تشكل جزءا هاما من الثمن الإجمالي لساعات الطيران لأنه كلما زادت ساعات الطيران زادت التكلفة اقترحوا بكل ذكاء على فرنسا أن تشمل الصفقة الصيانة أيضا و مع ذلك تراجعوا بسبب التكلفة الباهظة وفي السياق ذاته ذكرت جون افريك ما أثارته الصحافة الفرنسية حول موضوع "ندم" فرنسا على إضاعة صفقة بيع 18 طائرة من نوع "رافال" للمغرب سنة 2007، قبل أن تتجه المملكة صوب واشنطن لتقتني منها طائرات "إف 16". مصدر مطلع على الملف، أكد أن تدخل الأمريكيين لدى القصر المغربي كان له دور كبير في إلغاء الصفقة العسكرية مع باريس، حيث لولا اللوبي الأمريكي لكان المغرب قد حاز على طائرات "رافال" بنفس الشروط التي قدمتها فرنسا للمملكة. وأفاد المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، بأن رفض المغرب لصفقة "رافال" الفرنسية كانت بقرار سيادي من الملك محمد السادس، مبرزا أن الرفض المغربي كان لعدة أسباب جوهرية لم تتطرق إليها الصحافة الفرنسية، ووسائل الإعلام التي واكبت الموضوع. أول تلك العوامل، وفق ذات المصدر الخبير بالصفقات العسكرية، هو اختلاف الآراء بين الشركة المصنعة داسو Dassault والإدارة العامة الفرنسية للتسليح، وهذا ليس أمرا جديدا، بل هو معروف حتى قبل فشل هذه الصفقة العسكرية" وفق تعبيره. وثاني الأسباب، الذي استند إليه قرار المغرب برفض الصفقة العسكرية، يتمثل في كلفة استغلال الطائرة المرتفعة، وهو سبب فشل تصدير الطائرة إلى اليوم"، يقول ذات المتحدث الذي أردف بأن "تدخل الجانب الأمريكي بعرض مغر جدا جعل المغرب يماطل في صفقة "رافال". وتابع المصدر أن المغرب انتظر إلى أن يحصل على عرض استثنائي يلبي كل حاجياته الدفاعية من الأمريكان، من خلال طائرات متعددة المهام، أثبتت فعاليتها في ميادين القتال، والتي لطالما حلم بها المغرب مند نهاية الثمانينات، حيث كان سيقني عددا منها بتمويل خليجي، لكن الأمر فشل، وبقي حلما تحقق على أحسن صورة بعد ذلك". واستدرك المصدر بأن "رافال" طائرة جيدة، لكن تسليحها محدود جدا بالنظر إلى ما قدمه الجانب الأمريكي، حيث حصل المغرب على صواريخ مضادة للرادارات مثلا غير موجودة لدى دول المنطقة، وحتى بالشرق الأوسط، وصواريخ "جو جو" طويلة المدى لا يوجد لدى الفرنسيين ما يضاهيها. وعزا المتحدث فضل الصفقة أيضا إلى ما أسماه "تعنت الفرنسيين في تقديم تسليح متكامل وعلى أعلى مستوى لطائرات "رافال" لفائدة المملكة، وفي المقابل كان الأمريكيون أكثر مرونة، وهو ما يعكس تعاملهم مع المغرب كشريك استراتيجي، في حين تعاملت فرنسا معه كبلد خاضع لها." وأورد المصدر بأن هناك أسبابا أخرى جعلت المغرب "يخادع" الفرنسيين في هذه الصفقة التاريخية، لكن لا يمكن كشفها، لكونها من أسرار الدفاع الوطني"، قبل أن يخلص إلى أن "المغرب استغل الفرنسيين لكي يحصل على أفضل صفقة عسكرية في تاريخه، وهي صفقة F16. مواقع - وكالات