عبد الرحيم ندير كشفت مصادر مقربة من شركة «ساجيم» الفرنسية أن المغرب يسعى إلى تجهيز مقاتلات «إف 16» التي اقتناها مؤخرا من الولاياتالمتحدةالأمريكية بصواريخ فرنسية دقيقة. وهي الخطوة التي اعتبرها المراقبون تهدف إلى جبر خاطر الفرنسيين وتضميد جراحهم، إذ مازالت فرنسا إلى حد الآن تعيش على وقع فشلها في إقناع المغرب باقتناء مقاتلاتها «رافال». وتنتظر القوات المسلحة الملكية المغربية -وفق ما أفادت به المصادر ذاتها- ترخيص الحكومة الفرنسية لشركة «ساجيم» باستخدام صواريخ AASM الدقيقة على المقاتلات التي تنتجها الشركات المنافسة، مثل «لوكهيد مارتن»، لتقديم طلب رسمي من أجل تجهيز مقاتلات «إف 16» الأمريكية بالصواريخ الفرنسية. وأضافت المصادر أن «ساجيم» تحاول الحصول على حصة من مشاريع تطوير مقاتلات «إف 16» التي أنتجت منها الشركة الأمريكية «لوكهيد مارتن» 4500 نسخة، والتي تصل حصة المغرب منها إلى 24 مقاتلة؛ مشيرة إلى أنه من المنتظر أن تكون القوات الجوية المغربية أول مستفيد من هذه الصفقة. ويعد المغرب البلدَ الوحيد، إلى جانب فرنسا، الذي يستفيد فعليا من خدمات الصواريخ الدقيقة AASM على طائرات «ميراج إف1»، حسب ما ذكرته مصادرنا التي اعتبرت أن استعمال مثل هذه الصواريخ، الممكن استخدامها ليلا ونهارا بدقة عالية بحيث لا يتعدى هامش الانزياح عن الأهداف الثابتة والمتنقلة مترا واحدا، سيشكل نقلة على مستوى تسليح مقاتلات «إف 16» المغربية. وقال الخبير العسكري عبد الرحمان المكاوي ل»المساء» إن فشل فرنسا في تسويق طائرات «رافال» دفعها إلى تغيير استراتيجيتها والاستفادة من قدرة الشركات الفرنسية على ترويج صواريخ AASM التي استخدمتها فرنسا في أفغانستان وليبيا، مشيرا إلى أن المغرب رفض اقتناء مقاتلات «رافال» الفرنسية بسبب ثمنها المرتفع الذي يصل إلى 140 مليون أورو وفضل اقتناء ال»إف 16» التي لا يتجاوز سعرها 45 مليون أورو، وبالتالي فهو الآن يسعى إلى إرضاء الجانب الفرنسي من خلال هذه الصفقة. وأضاف الخبير العسكري أن التفوق التقني لشركة «ساجيم» سيمكنها بسهولة من تجهيز مقاتلات «إف 16» المغربية بصواريخ AASM المتطورة، موضحا أن نجاح الجانب الفرنسي في مثل هذه الصفقات هو رهين بتخليه عن أسلوب احتكار التكنولوجيا ورفض نقلها إلى الزبناء، وهي المسألة التي تمثل نقطة تفوق الولاياتالمتحدةالأمريكية. وسبق للمغرب أن وقع صفقة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية بقيمة 187 مليون دولار من أجل تجهيز مقاتلات «إف 16» بصواريخ وقنابل ورادارات متطورة، وضمت الصفقة قاذفات LAU-129A40 وصواريخ من نوع AGM-65H، بالإضافة إلى مدافع فولكان M61 20 28 مليمترا و40 صاروخا من نوع LAU-118A وحوالي 30 رادارا للإنذار من نوع AN/ALR-93 و30 منظارا خاصا بالرؤية الليلية من نوع AN/AVS-9. وتتكفل مجموعة من الشركات الأمريكية بتوفير المستلزمات العسكرية التي تتضمنها الصفقة، وفي مقدمتها شركات «لوكهيد» و»رايثون» و»مارفن» و»برات أند ويثني». وتجدر الإشارة إلى أن مقاتلات «إف 16» المغربية تستمد قوتها من أجهزة متطورة جدا شبيهة بتلك التي يمتلكها سلاح الجو الإسرائيلي.