ليس الرجال وحدهم من يعتنق السلاح في التنظيمات الإرهابية. فللنساء المغربيات صيت حربي، يحملن السلاح بحماس ويسعين إلى إلحاق الأذى ب»الكافرين الضالين»، ويرفعن البيارق من أرض إلى أرض، ويضعن- بكامل عطرهن وجمالهن ومفاتنهن- في الرائحة العبثية التي تخلفها القنابل على الجثث. فالآن، وبعد 12 سنة من ضربة 16 ماي 2003، ما زالت «الأخوات» يولين عنايتهن لنوستالجيات الجنة، كما يقدمها «أمراء الدم» و»فقهاء الظلام».. وما زالت أعدادهن ترتفع، ليتآلفن بِوُدٍّ مع «الشهادة» أو «الاستشهاد». ذلك أن عدد المغربيات اللواتي التحقن بداعش بلغ 185 سيدة مرفقات ب135 طفلا، حسب ما كشفه مدير المكتب المركزي للتحقيقات القضائية، عبد الحق خيام؛ وهو ما يبين أن «الجهاديين» استطاعوا أن يقيموا جسرا منيعا لتسهيل التحاق المغربيات بصفوفهم. فمتى بدأ الحكاية؟ في غشت 2003، وبعد حوالي ثلاثة أشهر عن تفجيرات الدار البيضاء التي نفذها إرهابيون قادمون من الضاحية الشرقية للمدينة، اكتشف المغاربة أن الإرهاب يمكنه أن يكون بصيغة المؤنث. وذلك حين ألقي القبض على التوأم إيمان وسناء لغريس الانضمام بتهمة الانتماء إلى خلية جهادية، ولم تكونا قد تجاوزتا 13 من عمريهما. وقد بينت التحقيقات التي باشرتها أجهزة الأمن أن حكاية إيمان وسناء اللتين جندتهما «القاعدة» لتفجير مبنى البرلمان، قبل أقلّ من 10 أعوام عن اعتقالهما، أي حين كانتا مجرد طفلتين لأم عزباء تركتهما تكبران في قاع المدينة وفوق أسطحها، فوقعتا فريسة سهلة للمجندين الإرهابيين. وهو ما يبين أن «الإرهابيين» يتوفرون على مشاتل لإنتاج الانتحاريين، وهذا ما أكدته حكاية الطفلة الفرنسية من أصول مغربية نورة، التي تبلغ 15 سنة، والتي اختفت في يناير الماضي لتلتحق بتنظيم داعش، مما شكل صدمة لعائلتها التي حاول أحد أفرادها الذهاب إلى الحدود السورية التركية من أجل إقناعها بالعودة، لكن العائلة ستتلقى مفاجأة أخرى حين اتصل اثنان من المقاتلين في سوريا يطلبان يدها للزواج! وبالعودة إلى اعتقال الشقيقتين، إيمان وسناء، فتفاصيل تبين أنهما تشكلان سابقة مثيرة. حيث توقف مراقبون أمام دلالات ذلك الاستقطاب. فضمن الخلية التي اعتقل أفرادها ال 28 هناك قاصرتان، هما الشقيقيتان سناء وإيمان لغريسي، اللتين استفادتا من العفو في التاسع عشر من غشت 2005، وخطط أعضاء التنظيم لاغتيال رموز في الدولة، خصوصا الوزير الأول، والمدير العام للأمن الوطني، وثلاث أعوان سلطة يعملون في الدائرة الحضرية حي الفتح بالرباط. كما خططوا لتنفيذ أعمال ارهابية ضد المصالح الغربية في المملكة والمؤسسات العمومية والتجارية، بينها مقر البرلمان وكنسية ?سانت بيير? وجناح الخمور بمتجر في الرباط. ووضع المتهمون خطة موازية لتنفيذ عملية سرقة للأسلحة من سفارة الصين بالمغرب، والهجوم على موظف للشرطة أثناء مزاولة عمله أمام السفارة لسلبه سلاحه الوظيفي، بالإضافة إلى الهجوم على مقر السرية الأولى للمظليين في ?معمورة? للاستلاء على أسلحة هجومية. وكان أعضاء التنظيم يفضلون صناعة القنابل اليدوية انطلااق من مسحوق مستخلص من الألعاب النارية، أو الهجوم على عناصر الامن للاستيلاء على أسلحتهم عند تعذر انتاجها. بعدها، توالى تفكيك الخلايا، وكانت النساء- على قلتهن- يرتفعن بين الفينة والأخرى مثل صرخة مكتومة من بين صفوف الموقوفين. فتيات تختلف أعمارهن وأوساطهن الاجتماعية ومستواهن التعليمي، من بينهن طالبة في السنة الأولى بالمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية، التي التحقت بالقتال الدائر في بلاد الشام، وهو ما شكل صدمة مدوية وسط زملائها وعائلتها، التي لم تعلم بمكانها إلا بعد أن أرسلت رسالة نصية قصيرة لصديقتها تخبرها فيها أنها استطاعت الوصول إلى الأراضي التركية ومنها ستدخل إلى الأراضي السورية. وبعدها بثلاثة أشهر، التحقت فتاة أخرى ذات توجه سلفي تنحدر من قصبة تادلة بالطريقة نفسها بالأراضي التركية، ومنها إلى كتيبة تابعة ل»داعش»، وكان هدفها هو الزواج بمقاتل مغربي سابق في صفوف «داعش» كانت زوجته توفيت في سوريا. ومما يؤكد أن الوسط الاجتماعي ليس مهما في عملية الاستقطاب أن الحسن الخطاب، زعيم تنظيم ?أتصار المهدي،? اعتمد استراتيجية تقوم على الاستقطاب والتأطير، حيث تمكن في 2006 من استقطاب أربعة نساء يتحدرن من أوساط ثرية في الدار البيضاء، ساهمن في تمويل مخططاته الإرهابية. كما أنه وجه تركيزه نحو استقطاب عناصر عسكرية. فقد اصدر توجيهات لاتباعه المعتقلين وعددهم ثمانية وخمسون، للالتحاق بمناطق التوتر، لا سيما في افغانستانوالعراق، كونها أقرب الى أهدافه المتمثلة في نقل تجاربها إلى الأراضي المغربية، لتوسيع رقعة الحركات الجهادية. وقد نجح الخطاب في استقطاب ضباط صد من القوات المسلحة الملكية والدرك الملكي، وضابط شرطة، مكن تفكيك التنظيم من حجز مواد تندرج في أدوات صناعة المتفجرات بينها: 30 كلغ من نترات البوتاسيوم. 5.5كلغ من الكبريت. 5 غرام من الزئبق. 1,5 لتر من البيروكسيد. حامض الكبريتيك، الاسيتون، ملح صناعي، ثاني أكسيد الكربون، الماء المقطر، مسحوق أسود محضر في صندوق للمسامير. قوارير زجاجية وبلاستيكية تحتوي على حامض الأسيد، وعلب مغلقة وعلب صباغة، ومفك ولفافة اليمنيوم وسيوف مع كيس وأحزمة. مواد مختبرية، مسدس ودخيرة اسلحة من صنف winchester وهاتف نقال يتوفر على نظام التفجير عن بعد. بدأ اعضاء التنظيم وفق نتائج التحقيقات مخططاتهم، بإجراء اختبارين ناجحين للتفجير عن بعد، في يوليوز 2006 في غابات سلا، وكانوا يخططون لإقامة معسكر بمنطقة أجدير باقليم تازة، لاستخدامه كموقع للتدريب شبه العسكري وملاذا للاختباء. أما الأعمال التخريبية، فقد صيغت أهدافها التي تنوعت بين المنشآت السياحية والثكنات العسكرية، على شكل الجدول التالي. - تنفيذ عملية بالمتفجرات، تستهدف السياح المرتادين لمطعم ?علي بلفلاح? في ضاحية مراكش بعد تحديد موقعه في شهر ماي 2006. هجمات ضد شخصيات مدنية وعسكرية. هجمات تستهدف ثكنات عسكرية متعددة، بينها القاعدة الجوية الأولى في سلا، للاستيلاء على الأسلحة. عملية انتحارية داخل الثكنة العسكرية للقاعة الجوية الأولى للقوات المسلحة الملكية في سلا، يتزامن تنفيذها مع الاستعراضات المنظمة من طرف المجموعة الموسيقية العاملة بها، ضمن التركيز على استهداف البعثات العسكرية الأجنبية، وكبار الضباط في القوات المسلحة الملكية، وشخصيات مدنية وطنية تحضر مراسيم تلك الاحتفالات الرمزية. الهجوم بواسطة السيوف على المدير الفرنسي لمعهد الموسيقى للقاعدة الجوية الأولى لقوات المسلحة الملكية بسلا. هجوم بالمتفجرات على مقر القناة الثانية للتلفزيون ?دوزيم?، باعتبارها وسيلة إعلامية تروج لأنواع الانحراف والانحلال وفساد المجتمع على حد قناعات أعضاء التنظيم. هجوم بالمتفجرات على مقر السفارة الأمريكيةبالرباط. على خلفية الاستقواء بانتساب عناصر ذات تأهيل عسكري الى التنظيم، شرعا لحسن الخطاب في الاعداد للسرعة الثانية،ي ضمن مشروعه ?الجهادي? فقد ارسل في مارس 2006 موفدا عنه الى الناضور، كان عينه مسؤولا للجناح العسكري، مكلفا بتكوين المجندين المحتملين، بهدف تحديد موقع لاستخدامه كمعسكر للتنظيم، بمواصفات العمل السري المسلح. وقد اخذت العملية بعض الوقت بعد عودة الموفد العسكري إلى سلا، سيخبر زعيم التنظيم الحسن الخطاب، بأنه نجح في تحديد موقع غابتين تقعان في منطقة جبل، تبعد ب 20 كلم عن مدينة الناضور. وسنحت له الفرصة في غضون ذلك، بعد انجاز مهمته، بإبداء الرغبة في إقامة منزل هناك، يجعله أكثر قربا في تتبع ورصد أعمال التدريب داخل المعسكر المزمع إحداثه. لتمويل مخططاته، اقنع الحسن الخطاب اتباعه باخذ قروض بنكية، تستعمل لاقتناء أسلحة من أوساط تجار المخدرات، وبعد استقرارهم في معسكر الناضور، غير بعيد عن المجال الحيوي لتجارة المخدرات. لكن عسكريين أعضاء في التنظيم اختاروا سبيلا اخر، سيتمثل في تنفيذ عمليات سطو. ولم يتوقف الاستقطاب عند حسن الخطاب، بل تعداه إلى آخرين، ومن جنسيات مختلفة، وعلى مدى سنوات. بل تعدى الأمر ذلك إلى استقطاب نساء أجنبيات من أصول مغربية، مثل مليكة العرود التي تعتبر خطرا كبيرا على الأمن الداخلي لبلجيكا بسبب انتمائها للقاعدة. تصفها المخابرات الأوروبية وخاصة البلجيكية بأنها أخطر امرأة في أوروبا، وتصنفها المخابرات العالمية كواحدة ضمن خمس أنشط نساء إرهابيات في العالم. وهي البلجيكية من أصل مغربي مليكة العرود الملقبة ب»أم عبيد» والتي توصف بكونها تشكل خطرا على أمن بلجيكا وأوروبا بصفة عامة. وقد ولدت مليكة في مدينة طنجة سنة 1960 وقضت خمس سنوات في كنف جدتها تركض في دروب حي بني مكادة قبل أن تلتحق بأسرتها في بروكسيل منتصف سنة 1965.. أبوها كان عاملا، ولها أربعة إخوة وأخوات. تنتمي مليكة لأسرة محافظة، تمردت في البداية على كل الأعراف والتقاليد وأطلقت العنان لحياة الصخب والمجون إلى أن أنجبت سفاحا ثم تزوجت بعد ذلك وعمرها 18 سنة، الزواج لم يدم سوى سنتين، حيث حصلت مليكة على الطلاق. تبنت مليكة، شيئا فشيئا الإسلام المتشدد، خصوصا بعد تعرفها على التونسي عبد الرحمان دحمان الذي كان لا يخفي ولاءه للقاعدة، والذي دبر عملية اعتقال الزعيم الأفغاني أحمد شاه مسعود..اعتقلت مليكة العرود أكثر من مرة قبل محاكمة 2008، كان آخرها اعتقالها في قضية نزار الطرابلسي، لاعب الكرة التونسي الشهير الذي اعتقل بعد الاشتباه في مشاركته في عملية لصالح القاعدة، حيث اعتقلت مليكة يتهمة محاولة تهريبه من سجنه في بروكسيل. ومثلت مليكة أمام المحكمة سنة 2008 بتهمة تكوين خلية للقاعدة بين بلجيكا وسويسرا وتحريض الشباب وتجنيدهم من أجل الذهاب والقتال إلى جانب حركة طالبان وتنظيم القاعدة في كل من العراق وأفغانستان. مغربية أخرى تعتبر المطلوبة رقم 1 من قبل المخابرات الهولندية، هي مليكة كروم، شابة هولندية من أصل مغربي، شقراء فاتنة، تلاحقها الشرطة الدولية باعتبارها المفتاح في قضية ?جون سيمون? ملك مافيا المخدرات في بريطانيا.. عاشت مليكة سنواتها الإثنتي والثلاثين في منزلها الريفي بضاحية ?سلوتر فورت?، لكن ذلك لم يمنعها من التفوق في الدراسة، حيث درست اللغات الأجنبية وكانت تجيد الهولندية والإنجليزية والفرنسية، بالإضافة إلى العربية. تفوق مليكة وذكاؤها لفتا انتباه المخابرات الهولندية التي جندتها وهي في سن الرابعة والعشرين للعمل معها، اشتغلت مليكة كعميلة لمدة أربع سنوات، تلقت خلالها تكوينا في مبادئ الجاسوسية، وتم إعدادها لاقتحام تجمعات المهاجرين العرب ونقل أخبارهم وتحركاتهم. وساهمت مليكة في إحباط العديد من المخططات الإرهابية التي كانت تستهدف هولندا. نجاحها في المهمات الصعبة، جعل لمخابرات تختارها للإيقاع بملك مافيا المخدرات البريطاني ?جون سيمون?، عبر إيقاعه في حبها. بيد أن الرياح جرت بغير ما تشتهيه سفينة المخابرات، حيث وقعت مليكة في حب جون سيمون، ودفعها جنونها به إلى الاعتراف له بأنها جاسوسة في المخابرات، وكانت ترسل لمخابرات معلومات مغلوطة عن تحركاته. تعرفها على جون جعلها تجني الملايين من تجارة المخدرات.، بيد أن اكتشاف جون مقتولا في شقته جعل الشكوك كلها تتجه إليها، لتختفي الحسناء المغربي وبحوزتها معلومات وأسرار جد مهمة. ولعل فتيحة المجاطي هي المغربية المبحوث عنها الأكثر شهرة. وكانت نظمت عدة وقفات احتجاجية للسماح لها بزيارة زوجها في السجن (العمراني)، بعد أن منعتها السلطات لعدم توفرها على عقد زواج. وبايعت فتيحة، وهي أشهر ناشطة سلفية في المغرب زعيم تنظيم «داعش»، في تغريدة لها على موقع «تويتر»، حيث أوضحت أن «بيعتها اختيار شخصي تؤمن به»، واصفة إياه ب»خليفة المسلمين». وبذلك بصمت «أم آدم»- وهذا هو اللقب الذي تعرف به بين زميلاتها- على انتمائها على انتمائها الفعلي لتنظيم «داعش». وعاشت فتيحة رفقة زوجها المجاطي مقاتلَيْن تحت حكم طالبان وتنظيم أسامة بن لادن، قبل تفجيرات 11 سبتمبر 2001، كما ألزمتهما الضربة العسكرية الأم?ركية مطلع 2012 على أفغانستان، بالهروب صوب باكستان ثم السعودية، قبل أن تعود هي وابنها إلياس للمغرب في 2003، ويبقى زوجها كريم مع ابنهما البكر آدم، ليُقتلا عام 2005 بعد الحصار الأمني السعودي لأفراد تنظيم القاعدة. وقد وصفت أم آدم يأنها «مجاهدة نكاح» وامرأة مهووسة بالنوم في فراش الجهاديين، وأصحاب اللحى من السلفيين، حتى إنها ناضلت من أجل الحصول على نصيبها من «الخلوة الشرعية»، حيث نظمت عدة وقفات احتجاجية للسماح لها بزيارة «زوجها» الثاني (أو الثالث أو الرابع.. الله أعلم) عمر العمراني المدان بالسجن 14 عاماً في قضية إرهابية، بعدما منعتها السلطات من «الخلوة» لعدم توفرها على عقد زواج. والآن، وفتيحة تعيش في دولة داعش.. فهي، ولاشك ستكون قريبة من أم المؤمنين، الداعشية سجى الدليمي، زوجة «الخليفة» أبي بكر البغدادي التي كان البوليس السوري قد أطلق سراحها مقابل الإفراج عن «راهبات معلولا».. وستكون قريبة من حريم الخليفة الذي أعلنت مبايعتها له، واصفة إياه ب»الخليفة» و»أمير المؤمنين».. فتيحة المجاطي امرأة من كبريت، تحرق كل من يقف في طريقها إلى الرجال. لا تكل عن إعلان الحرب، ورفع المظالم إلى «القضاء الجهادي العابر للقارات»، والوقوف في وجه من يخذل طموحها «الجنسي» من السلفيين. كانت عضوا في اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين، لكنها انسحبت، والسبب أنها أحست ب «الغبن والخذلان» حينما خذلها القتيل في صفوف داعش «أنس الحلوي»، ولم يدافع عن حقها في استخراج «وثيقة» تساعدها على الاستمتاع بخلوتها مع العمراني. أكثر من هذا، فإن أنس كان قد اتهمها بتحريض زوجته على الطلاق منه.. وأنها وعدتها برجال صناديد يجاهدون في سبيل الله، وأنهم إماء الله اللواتي يبذلن فروجهن من أجل إعلاء كلمته في الأرض! وقال مراقبون إن الهدف وراء استقطاب «داعش» لشخصية مثل فتيحة المجاطي هو توظيفها كظاهرة إعلامية جهادية عالمية، للترويج لحملاته الدعائية وتسويق أدبياته المتشددة، إضافة إلى أنها شخصية أثارت الكثير من الجدل وتعتبر مادة إعلامية دسمة بسبب شخصيتها الاندفاعية، كما يبدو أن الجماعات الإرهابية أضحت بارعة في اختيار النساء لخدمتها بسبب قدرتهن على حشد مزيد من الدعم لتلك الجماعات، كما أنهن أداة قوية للدعاية إذا تم منحهن مزيدا من الاهتمام، مما يجعلهن صفقة رابحة بالنسبة لهم. وما يؤكد أن تدفق المغربيات نحو التنظيمات الإرهابية مستمر ما أسفرت عنه التحقيقات بعد التنسيق المشترك بين السلطات المغربية ونظيرتها الإسبانية، الذي قاد إلى تفكيك خلية متخصصة في تجنيد مقاتلات، لفائدة ?داعش?في دجنبر 2014، حيث تم توقيف متزعميها في الفنيدق، معاذ العتابي ومراد محفوظي وخمسة من شركائهم، بينهم أربع نساء كن ينشطن في مدينتي سبتة ومليلية، وفي برشلونة الإسبانية. وقد كشفت هذه القضية عن قدرات نشطاء ?داعش?، في توظيف شبكات التواصل الإجتماعي لشن دعاية نشطة، بمساهمة شركاء محليين، بهدف تجنيد مقاتلات للتنظيم، لاستخدامهن في تنفيذ أعمال انتحارية أو الزواج من مقاتلي داعش. وقد ثبت أن متزعمي الخلية الموقوفين في المغرب، كانا متمرسين على عمليات تجنيد مقاتلين جدد لحساب ?داعش?، كما تم التثبت من لك من خلال تسجيلات سمعية بصرية وجدت بحوزتهما تمجد ?الجهاد?، وصور تشيد بدور المقاتلين في صفوف التنظيم الإرهابي. وقد بايع معاذ العتابي المؤمن بقضية ?داعش?، خلال صيف 2014، ?الخليفة أبو بكر البغدادي?، ووظف شبكات التواصل الاجتماعي لربط علاقات مع إسلاميي النت من النساء بسبتة ومليلية، على خلفية خطاب وعظي لصالح ?الجهاد? تحت راية ?داعش?. وساهم، بهذه الصفة، بتنسيق مع محمد التوناتي، وهو مستقطب بدوره، تم توقيفه، إثر تفكيك الخلية السورية لجلال أزندان في غشت 2015، في إرسال 20 جهاديا إلى العراق، بينهم الإسبانية ? المغربية آسية أحمد محمد زوجة محمد حمدوش الملقب ب ?كوكيتو?، وهو مقاتل في صفوف ?داعش?، مبحوث عنه وكذا ليلى أمغار ?زوجة المقاتل محمد بوكاري ? رهن الاعتقال?، والإسبانية المغربية فاطمة بلحاش أحمد ?زوجة المقاتل يوسف بحبوح ? معتقل في المغرب?.