تكمل يومية «الاتحاد الاشتراكي» يوم غد الاربعاء 14 ماي سنتها ال32 من الصدور المتواصل استمرار للصحافة الاتحادية منذ انطلاقها سنة 1959. تحتفي جريدة «الاتحاد الاشتراكي» بربيعها ال32 وتاريخها الصحفي ومنتجها الاعلامي بكل ألوانه يؤكد مكانتها في الحقل الصحافة المكتوبة في المغرب ويبرز أهميتها من بين التجارب الصحفية المكتوبة اليوم في المغرب يومية كانت أوأسبوعية. تختار يومية «الاتحاد الاشتراكي» وهي تكمل عقدها الثالث أن تنخرط في الدينامية الاعلامية التي يشهدها قطاع الصحافة المكتوبة ويساير التحولات التي يعشها عالم الاعلام والاتصال في المغرب أساسا لتجدد ذاتها شكلا موضوعا. لابد أن القارئ المغربي الذي تابع تجربة الصحافة الاتحادية منذ 1959 حتى سنة 1983 وما سجلته هذه الفترة من المحاكمات في نهاية الثمانينات انتهت بتغييب جريدة «المحرر» عن ساحة الكفاح اليومي إثر أمر تعسفي من طرف السلطات المغربية، يلمس عن قرب طول نفس الصحافة الاتحادية وقدرتها على مقاومة كل تقلبات الحقل الاعلامي. لقد تمكنت تجربة الصحافة الاتحاديةأن تصمد في وجه تجاذبات الحقل الاعلامي والصحفي المغربي سواء من حيث تعدد روافده لتختار الدفاع عن حرية الرأي والتعبير وأن تكون نصيرا للقوات الشعبية ممارسة دورها بوعي تاريخي، كما قاومت تحولات سوق القراءة والإكراهات الاقتصادية لصناعة الاعلام والصحافة المكتوبة اساسا متبنية المهنية في أدائها ومعتمدةالمصداقية والقرب، كما تمكنت في الآن ذاته من الاستفادة من كل التقدم الحاصل في مجال المقاولة الاعلامية لتجعل من نفسها مؤسسة اعلامية متمكنة من آليات تدبير كل إمكانياتها ابشرية واللوجيتية خدمة للقارئ. تحتفي جريدة «الاتحاد الاشتراكي» بربيعها ال32 وفرقها الصحفي والتقني والإداري مصر على مواصلة الرسالة في مواجهة لتقلبات الحقل الصحفي المكتوب زاده المهنية والتكوين والتشبث بأخلاقيات المهنة وكذا تطوير آليات الاشتغال شكلا ومضمونا لما يفرضه الظرف الراهن الذي تعيشه الصحافة المكتوبة لأجل منافسة اعلامية حقيقية وكذا الحفاظ على مكانة جريدة «الاتحاد الاشتراكي»بين قراء المغرب وخارجه في المدن والقرى كما كانت دائما. تستحضر جريدة «الاتحاد الاشتراكي» قراءها بشكل مستمر من خلال الحرص على أن تقدم له منتوجا اعلاميا تحرص فيه على ضمان مضمون صحفي يحترم الشروط المهنية وكذا أخلاقيات مهنة الصحافة من أجل تصالح دائم ومستمر مع المتلقي مهما تعدد خلفياته الثقافية أو الاجتماعية، ومسعهاها هذا لا ينحصر عند نسختها الورقية بل تطمح أن تسايره من خلال نسخة إلكترونية متكاملة مستقلة الذات متكاملة مع شقها الورقي تحرص على القرب و الانية في تناول الحدث في استمرارية تواري تطوراته . ومن هنا عمل الفريق الصحفي والتقني والإداري على أن يصدر بداية الشهر الجاري جريدة «الاتحاد الاشتراكي» في حلة جديدة عنوانا منه على تشبثه بالاستمرارية في ظل المخاض العسير التي يعيشه المكتوب وهو يواجه المد الالكتروني بكل تجلياته ودليل من على تمكن جريدة «الاتحاد الاشتراكي» من النفس المتجدد في اسلوب العمل الصحفي من اجل مصالحة مستمرة مع قارئها. تختار جريدة «الاتحاد الاشتراكي» أن تنتصر للتطور الاعلامي الحاصل اليوم في مجال صناعة الطباعة بكل مكوناتها لتقرر كما فعلت دائما أن تجدد نفسها شكلا بالموازاة مع مضمونها وعيا منها أنه لأحدهما أن يقوم دون استحضار الآخر. فقد عملت في هذا الاطار أن تختار لنفسها هندمة جديدة تترجم سياستها التحريرية النابعة من ثلاثية الاخبار والتثقيف والترفيه، فكان أن رسمت جريدة «الاتحاد الاشتراكي» لنفسها هوية بصرية جديدة تترجم ما تضنمته مدونة بيات خطوط وألوان وأشكال اخراجية تستند الى تاريخها الاعلامي، وعيا منها بضرور مسايرة التطور الآني لمجال الصحافة المكتوبة عوض الركون الى الاسلوب الكلاسيكي في المقاربة الاعلامية للحدث مع اعتماد التعليق والتحليل وفسح مجال لابداْ الرأي من أجل توسيع دائرة تسليد الضوء على مايجري في عالم السياسة والاقتصاد والاجتماع والفن... لقد شكلت يومية «الاتحاد الاشتراكي» مدرسة في تاريخ الصحافة المغربية أحد أبرز مقوماتها والتابث الاساسي في معادلها الاعلامية المصداقية والهنية في كل مراحل مقاربة الحدث، وهما العاملان اللذان مايزالان راسخين ن في دهن القارئ المغربي الذي تحترم الصحافة الاتحادية وعيه الذي أصبح أكثر نضجا وأكثر إلحاحية في توفر الشروط اللازمة لاحترام ذكائه وحاجاته الخبرية والتواصلية. لقد مر أزيد من ربع قرن سنة على صدور جريدة ?الاتحاد الاشتراكي?، ربع قرن من الزمان والصمود والعطاء والمصداقية. بعد غياب جريدة المحرر عن ساحة الكفاح اليومي، على اثر أمر تعسفي طيلة ما يقرب من سنتين، قرر الحزب ان يصدر جريدة «الاتحاد الاشتراكي» التي صدر اول عدد منها يوم 14 ماي 1983 لتكون المعبر بلغة النضال المعهود عن كفاح الحزب وكفاحات الجماهير الشعبية. بعد منع جريدة »التحرير« سنة 1963، ومنع »المحرر« من الصدور، ابتداء من يوم 20 يونيو 1981، ومنع أيضا العاملين بالجريدة من الولوج إلى المقر، واحتلاله من طرف الشرطة. كانت هيئة التحرير تعقد بعض اجتماعاتها بمنزل الأخ محمد البريني. كان النقاش حول المنع، وحول الأحداث التي وقعت بالدارالبيضاء إثر الإضراب العام الذي دعت إليه الكونفدرالية الديمقراطية للشغل. وحول المئات من الضحايا الذين سقطوا برصاص الأمن والجيش، وعن الجثت المنتشرة في كل الأحياء بمدينة الدارالبيضاء، التي أصيبت بالرصاص الحي، وحول والجرحى والاعتداءات والاعتقالات التي شملت المئات من المناضلين ومن ساكنة مدينة الدارالبيضاء... خلال الشهور الأولى بعد المنع كان العاملين بالجريدة يلتقون إما ب »سبريس« كل آخر شهر، أو بمنزل الكاتب الإقليمي للحزب بالدارالبيضاء المرحوم الطاهر وديعة، من أجل أن يدفع لهم راتب رمري، من طرف إدارة الجريدة أو الحزب. أما من جهة أخرى كان الحزب وعلى رأسه الفقيد عبد الرحيم بوعبيد يطالب برفع المنع عن جريدة »المحرر«. لقد صدر أول عدد من الجريدة بتاريخ 14 ماي 1983 بعد غياب جريدة ?المحرر? عن ساحة الكفاح اليومي، وذلك بتاريخ 20 يونيو 1981 على إثر أمر تعسفي من طرف السلطات المغربية، استمر حوالي سنتين، كان ?ذنب? ?المحرر? مواكبتها مستجدات الإضراب العام، فكان جزاؤها التوقيف عن الصدور ومنع جميع العاملين بها من الولوج أو الاقتراب من الأبواب الرئيسية لمقر الجريدة، كما تم اعتقال رئيس تحريرها مصطفى القرشاوي ومحاكمته. أما التهمة التي كانت موجهة ل?المحرر? أن أعدادها الصادرة قبل تاريخ الإضراب ويوم الإضراب كلها تحريض على الفوضى، مع العلم بأن ?المحرر? لم تقوم إلا بواجبها الإعلامي في إطار القوانين الجاري بها العمل. وهكذا كان إجراء المنع إجراء غير شرعي لأنه خرق واضح للدستور. وللتذكير، فإن جريدة ?المحرر? كانت قد صدرت بعد منع جريدة ?التحرير? أواخر سنة 1963 بعد سلسلة من المضايقات والمحاكمات والغرامات الخيالية. لقد صدرت ?الاتحاد الاشتراكي?، بعد الإفراج عن القيادة الحزبية التي كانت معتقلة في ميسور، وهي عبد الرحيم بوعبيد ومحمد اليازغي ومحمد الحبابي، وذلك سنة 1982 حيث قرر المكتب السياسي إصدارها سنة 1983 وكلف الفقيد عبد الرحيم بوعبيد، الأستاذ محمد البريني تحمل مسؤولية إدارتها. وفي أول عدد كتب الفقيد السي عبد الرحيم بوعبيد افتتاحية تحت عنوان: الاتحاد الاشتراكي امتداد المحرر جاء فيها جريدة الاتحاد الاشتراكي سوف تخاطب مناضلي حزبنا وكافة القراء بنفس الخطاب الذي عهدوه في المحرر بل ستكون امتدادا واستمرارا لصحيفتنا المجبرة اليوم على الصمت والغياب? وقد اسندت ادارة الجريدة للاخ محمد البريني عضو اللجنة الإدارية للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية انذاك. كان الفقيد مصطفى القرشاوي بعد خروجه من السجن في نونبر 1983، المسؤول السياسي بحكم عضويته في المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية منذ المؤتمر الوطني الرابع للحزب في يوليوز 1984 ولعب الفقيد مصطفى القرشاوي دورا بارزا الى جانب زملائه في هيئة التحرير بالدفع بالجريدة الى أن اصبحت اول مؤسسة صحفية من حيث التجهيز والاشعاع. في أول عدد كتب السي عبد الرحيم افتتاحية تحت عنوان ?الاتحاد الاشتراكي امتداد المحرر? جاء فيها: ?جريدة «الاتحاد الاشتراكي»? سوف تخاطب مناضلي حزبنا وكافة القراء بنفس الخطاب الذي عهدوه في ?المحرر?، بل ستكون امتدادا واستمرارا لصحيفتنا المجبرة اليوم عن الصمت والغياب?.