- أنا سيدة في الثانية و الخمسين . أستاذة بإحدى الثانويات. متزوجة وأم لثلاثة أطفال، أصغرهم في العشرين من العمر. صرتُ أعاني في الفترة الأخيرة من سخونة شديدة ومن عرق غزير خلال الليل، مما يضطرني لتغيير الملابس وحتى الأغطية . كما أشعر بتوتر نفسي شديد دون سبب واضح. وقد أجرى لي الطبيب عدة فحوصات وأخبرني في النهاية بأن ما أعاني منه هو نتيجة لما يسمى بسن اليأس! كيف تفسرون هذه الأعراض النفسية الجسمانية؟ و هل لها علاج؟ ( ع.ب/ مراكش) - هي بالفعل ظاهرة شائعة ، تشتكي منها النساء في العقد الخامس من العمر. يتعلق الأمر بإحساس مفاجئ بالسخونة ، يبدأ على مستوى الصدر .إثر ذلك تَصعد «موجة السخونة « تلك باتجاه العنق و الوجه ، ثم يسيل عرق بارد غزير من الجسم و تشعر المرأة آنئذ أنها عاجزة عن التنفس و يعتريها شعور بالتوتر و الضيق. ولا تدوم هذه « النوبة « أكثر من بضع ثوانٍ . و رغم ذلك ، فإنها على درجة كبيرة من الإزعاج . وغالبا ما تَحدث نوبات السخونة هذه في عز الليل. و قد تَكون مسبوقة بخفقان شديد في القلب. أما مرحلة العمر التي تبدأ فيها هذه الأعراض ، فهي تلك التي يتوقف فيها جسم المرأة عن إفراز هرمونات الأنوثة . و هي المرحلة التي يسميها البعضُ « سن اليأس». لكن وتيرة النوبات تختلف مع ذلك باختلاف النساء. فهي قد تتكرر عشر مرات أو أكثر في الليلة الواحدة ، لدى بعضهن ، لكنها لا تحدث سوى مرة أو مرتين في الأسبوع لدى نساء أخريات . بل إن هناك نساء يجتزن هذه المرحلة من حياتهن دون حدوث نوبة واحدة من نوبات السخونة هذه ! وكما تمت الإشارة إلى ذلك ، فإن الخصاص الشديد في هرمون الأنوثة - الأوستروجين - في هذه المرحلة من العمر هو الذي يؤدي إلى نوبات السخونة، وإلى مجموعة من الأعراض الأخرى مثل اضطراب النوم و التوتر النفسي الشديد وسرعة الانفعال والغضب، والميل إلى البكاء دون سبب . و هذا ما جعلَ عددا كبيرا من الأطباء يقترحون تعويض هذا الخصاص الطبيعي في هرمون الأوستروجين بواسطة هرمونات اصطناعية ، تتناولها المرأة على شكل أقراص طبية أو مراهم أو «باتشات» جلدية . و يسمى هذا العلاج بالعلاج الهرموني التعويضي . و هو كثيرا ما يجمع بين هرمونَي الأوستروجين و البروجيستيرون .وهو علاج لا جدال في فعاليته ، إذ يُمَكن من القضاء على تلك النوبات المزعجة . كما أنه يتصدى لأعراض أخرى لا تقل إزعاجا ، مثل جفاف المهبل . بيد أن هذا العلاج لا يحظى بإجماع الأطباء. و ثمة من يرفض اللجوء إليه بسبب ما قد ينطوي عليه من مخاطر . إذْ ثمة مخاوف من كونه يَجعل المرأة أكثر عرضة لسرطان الثدي و كذلك للاعتلالات القلبية و الشريانية و للحوادث الوعائية الدماغية . وهي أمور يشرحها الطبيب جيدا للمرأة إذا ما قرَّ قرارُه على اللجوء للعلاج المذكور.