تعيش مدينة مراكش على وقع تنامي الحوادث المميتة الناجمة عن دراجات فائقة السرعة و التي غزت شوارع و طرقات المدينة و الضواحي المجاورة لها. حديث الساكنة بمراكش مقرون في كل يوم بتسجيل حوادث مميتة ضحاياها من «عاشقي» هذه الدراجة الصينية والمعروفة اختصارا ب «س 90». المتتبعون عبروا عن سخطهم لدرجة تفريخ الآلاف منها بطرقات و شوارع مراكش نتيجة ثمنها البخس و سرعتها الفائقة. هي دراجة نارية امتلأت طرقات مراكش بها في غياب أية ضوابط قانونية أو أية ضمانات لجودتها وملاءمتها للمدينة و هندستها. شباب و قاصرون في مقتبل العمر يتباهون بإطلاق العنان لها وسياقتها بأقصى سرعة ، ولا يزال البعض يحاول مضاعفة محركها لضمان سرعة أكثر. العديد من الشبان يلامسون الموت بحركاتهم البهلوانية داخل شوارع مراكش، بتهورهم و بعدم احترامهم لقانون السير. تصرفات جعلت العديد من الضحايا عرضة لعاهات مستديمة أو لفقدان حياتهم وبالتالي زرع الرعب بالطرقات. في مراكش لا أحد في منأى من مخاطر هذه الدراجة المميتة باعتبارها شبحا مخيفا للجميع رغم اختلاف مرتادي الطريق من راجلين و أصحاب سيارات، الكل في خطر. انتشار هذا النوع من الدراجات واكبته حملات للتدقيق في الوثائق و الالتزام بالخوذة لكن العديد عبر عن محدوديتها. مصادر الجريدة أكدت أن الحملة يجب أن تأخذ طابعا ردعيا في حالة ما ثبت وجود تهور أو انحراف حيث بعد التزام العديدين بالخوذة يجب اعتماد مقاربة تأديبية خصوصا بأماكن ينشط بها «عاشقو» هذه الدراجة القاتلة و التي حولوها لحلبة التسابق و القمار على من يصنف الأول. هنا وجب التذكير ب « طريق تاركة» و»طريق أوريكا» عند قنطرة الروكاد ،هذه الأخيرة عرفت ليلة الأربعاء الماضي وفاة شابين بهذه الطريق وهم في تسابق مقابل مبلغ مالي. المتتبع يتساءل عن اعتماد مسوقيها طرقا غامضة و التي تغير محور تصنيفها و بالتالي التلاعب على مؤسسات التأمين حيث الواقع يعكس ما هو الصنف الحقيقي للمحرك. سرعتها الفائقة و ثمنها الملائم لطبقة اجتماعية ووثائقها القابلة للتغيير وقابليتها لتحمل المسافات عوامل ساعدت على تغيير ملامح مدينة مراكش كمدينة نظيفة وصديقة للبيئة و مدينة الدراجة الهوائية.