ذكرت الدكتورة زينة صدقي، مديرة المركز الجهوي لتحاقن الدم بوجدة، بأن منظومة الصحة بالجهة الشرقية تعاني من قلة الموارد اللوجيستيكية والموارد البشرية، مشيرة في هذا الإطار إلى وجود أزمة أسرة وأزمة آليات ووسائل العلاج وكذا أزمة ممرضين ، خاصة وأن مجموعة كبيرة منهم مقبلون على التقاعد، بالإضافة إلى أزمة تيسير الولوج للخدمات الصحية. وقدمت الدكتورة صدقي في الندوة التي نظمتها جمعية التضامن من أجل الصحة بالمغرب الشرقي يوم السبت الماضي حول موضوع «الصحة بالمغرب الشرقي واقع وآفاق»، بعض الأرقام والمؤشرات أبرزت من خلالها واقع الصحة بالمغرب، والذي قالت بأنه مازال بعيدا جدا عن المواصفات العالمية، سواء من حيث البنية التحتية الصحية أو من حيث عدد الأطباء والممرضين والولوج إلى الخدمات. وأشارت في هذا الإطار إلى أن مركزا صحيا واحدا بالمغرب مخصص ل11815 مواطنا ول 12064 على صعيد الجهة الشرقية، وأن طبيبا واحدا لكل 2052 مواطنا وأن ممرضا لكل 945، في حين أن المفروض هو 13 طبيبا بالنسبة لعشرة آلاف مواطن، وبالرغم من ذلك مازالت وزارة الصحة تأمل في أفق 2020 ، الوصول إلى 10 أطباء لكل 10 آلاف مواطن. وفيما يتعلق بوفيات الأمهات، ذكرت مديرة المركز الجهوي لتحاقن الدم بأن سنة 2009 عرفت 240 حالة وفاة في صفوف الأمهات والمواليد الجدد، وهي نسبة كبيرة جدا مقارنة مع بعض الدول العربية والأوربية كقطر التي سجلت 12 حالة وفاة و8 وفيات بفرنسا خلال نفس السنة، مضيفة أن نسبة الوفيات بدأت تنخفض في السنوات الأخيرة إلا أنها مع ذلك لم تصل إلى المواصفات العالمية. وقدمت المتدخلة معطيات حول مركز تحاقن الدم بوجدة وأبرزت بأنه يعيش تجربة ناجحة يجب أن تؤخذ كنموذج في مجالات أخرى، مشيرة إلى أنه يحتل المرتبة الأولى وطنيا من حيث عدد المتبرعين المتطوعين الذي حقق سنة 2014 نسبة 100%، وبلغت نسبة المتبرعين المنتظمين 26% و47% من المتطوعين من العنصر النسوي، مما جعل مركز وجدة يصل إلى نسبة 100% من حيث تلبية الحاجيات من الدم مع تميزه بمعايير الجودة. وقد لعب المجتمع المدني دورا كبيرا في النهوض بمجال التبرع بالدم والتكفل بمرضى الدم، حيث ساهم تأسيس جمعية المتبرعين بالدم بالجهة الشرقية سنة 1996، بهدف توفير الحاجيات من الدم ومشتقاته للمؤسسات الصحية بالجهة ومساندة مرضى الدم ونشر ثقافة التبرع بالدم مع إيجاد المتبرع المنتظم، (ساهم) في ارتفاع عدد المتبرعين والذي انتقل من 4092 سنة 1996 إلى أزيد من 16 ألف متبرع سنة 2014، وارتفع عدد حملات التبرع بالدم خارج المركز من 23 حملة سنة 1997 إلى 118 حملة سنة 2014. وقد أطلقت جمعية المتبرعين بالدم بالجهة الشرقية مشاريع لخدمة التبرع بالدم كمشروع «الاحتضان» لاستقطاب متبرعين جدد، وذلك بتكوين المتبرع المنتظم في التواصل والقدرة على الإقناع، حيث تم تكوين 21 متبرعا منتظما استعملوا مؤهلاتهم في استقطاب 163 متبرعا جديدا، كما أصبح الطلب على التبرع بالدم كبيرا، إلا أن مركز تحاقن الدم بوجدة يعاني من خصاص في الموارد البشرية وكذا في عدد الأسرة. وعمل مركز تحاقن الدم بوجدة على تطوير خدماته باستخلاص المشتقات الثلاث من الدم الكامل المتبرع به، وتأهيل الدم المتبرع به وفق معايير الجودة المنصوص عليها من طرف منظمة الصحة العالمية مع مراقبة جودة الأكياس المعدة للتوزيع. كما يعمل على توزيع أكياس الدم المؤهلة لكل مدن الجهة الشرقية وفي بعض الأحيان تستفيد منها مدن خارج الجهة الشرقية كفاس، الحسيمة، تازة، كرسيف والرباط، زيادة على مساهمته في توفير المشتقات الدموية للمؤسسات الصحية بحوالي 15 ألف كيس من الدم ومشتقاته سنويا. وعن الآفاق المستقبلية، ذكرت الدكتورة زينة صدقي بأنهم حصلوا على قطعة أرضية بالقرب من كلية الطب والصيدلة لتشييد مركز جديد لتحاقن الدم وفق معايير دولية، كما سيعملون على إنشاء وحدات للتبرع بالدم وأخذ الخلايا الجذعية وتشييد مختبر البيولوجيا العضوية مع توفير آليات التبرع بالصفائح الدموية والمصل الطري، زيادة على العمل على تطبيق المخطط الاستراتيجي للتبرع بالدم جهويا ووطنيا وإنجاز مشروع المركز المغاربي لثقافة التبرع بالدم، وخلق وحدات للتبرع بالدم (Maison de don du sang) بجميع مدن الجهة الشرقية...