مازال الكتاب الظاهرة «استنكروا» أو «عبروا عن استنكاركم» لستيفين هاسيل على رأس المبيعات حتى حدود هذا الأسبوع في فرنسا ،حيث تجاوزت المبيعات 500000 نسخة رغم تجاهل كبريات وسائل الاعلام الفرنسية له في البداية ،لكن أمام هذا النجاح الاستثنائي اضطرت نشرة القناة الاولى الفرنسية إلى استدعاء الكاتب للحوار معه في النشرة الرئيسية، لتتبعها على نفس المسار باقي القنوات والإذاعات،نظرا لموقفه المبدئي المساند لحق الشعب الفلسطيني في ارضه ودولته . ففي فرنسا اليوم لا يتم استقبال الكتاب والمثقفين المساندين لحقوق الشعب الفلسطيني في مختلف وسائل الاعلام خوفا من هجوم اتباع اسرائيل .وهو كتاب لا يقتصر على فلسطين التي تعتبر احد المواضيع الاساسية له, بل يستنكر كل ما تقوم به الحكومة الفرنسية من تراجعات على مكتسبات ما بعد الحرب الكبرى من تقاعد وضمان اجتماعي ومن حرية في وسائل الاعلام التي اصبحت تملكها اليوم كبريات الشركات الفرنسية. هذا الكتاب الصغير الحجم والثمن, يدعوا الفرنسيين الى السخط والاستنكار لكل ما يمس قيم ومكتسبات المجتمع الفرنسي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. مازال الكتاب الظاهرة «استنكروا» أو «عبروا عن استنكاركم» لستيفين هاسيل على رأس المبيعات حتى حدود هذا الأسبوع في فرنسا ،حيث تجاوزت المبيعات 500000 نسخة رغم تجاهل كبريات وسائل الاعلام الفرنسية له في البداية ،لكن أمام هذا النجاح الاستثنائي اضطرت نشرة القناة الاولى الفرنسية إلى استدعاء الكاتب للحوار معه في النشرة الرئيسية، لتتبعها على نفس المسار باقي القنوات والإذاعات،نظرا لموقفه المبدئي المساند لحق الشعب الفلسطيني في ارضه ودولته . ففي فرنسا اليوم لا يتم استقبال الكتاب والمثقفين المساندين لحقوق الشعب الفلسطيني في مختلف وسائل الاعلام خوفا من هجوم اتباع اسرائيل .وهو كتاب لا يقتصر على فلسطين التي تعتبر احد المواضيع الاساسية له, بل يستنكر كل ما تقوم به الحكومة الفرنسية من تراجعات على مكتسبات ما بعد الحرب الكبرى من تقاعد وضمان اجتماعي ومن حرية في وسائل الاعلام التي اصبحت تملكها اليوم كبريات الشركات الفرنسية. هذا الكتاب الصغير الحجم والثمن, يدعوا الفرنسيين الى السخط والاستنكار لكل ما يمس قيم ومكتسبات المجتمع الفرنسي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. ستيفان هيسيل المقاوم والمناضل اليساري يبدأ كتابه برقم « 93 سنة،انها المرحلة الأخيرة،النهاية ليست بعيدة،إنها فرصة كبيرة وحظ لأذكر بأسس التزامي السياسي» فهو كتاب وصية من جد مقاوم في آخر حياته الى ابنائه وهو يرى كل المكتسبات يتم العبث بها من طرف حكومة ساركوزي دون أن يحرك احدهم الساكن. ويذكرهم ب « سنوات المقاومة، البرنامج الذي تم وضعه منذ 70 سنة من طرف المجلس الوطني للمقاومة، نحن مدينون بذلك إلى جون مولان ، الذي جمع في هذا الاطار كل مكونات المجتمع الفرنسي المقاوم والتي كانت تعترف بقائد واحد هو الجنرال دوغول. في لندن ، عندما التحقت بالجنرال سنة 1941 ،علمت أن مجلس المقاومة تبنى برنامجا في سنة 1944 حيث يقترح على فرنسا المحررة مجموعة من القيم والمبادئ التي ترتكز عليها الديموقراطية العصرية لفرنسا». «هذه القيم والمبادئ ما أحوجنا اليها اليوم بفرنسا ، ومن واجبنا ان نحرس حتى يكون مجتمعنا مجتمع نفتخر به: وليس مجتمع مهاجرين بدون اوراق اقامة، مجتمع طرد المهاجرين ،ومجتمع الريبة تجاه المهاجرين، وليس مجتمعا يريد وضع التقاعد محل تساؤل وكذلك مكتسبات الضمان الاجتماعي، لا نريد مجتمعا توجد به وسائل الاعلام بين ايدي الذين يملكون كل شيء، كل الاشياء التي علينا استنكارها ورفضها لو كنا ورثة حقيقيين للمجلس الوطني للمقاومة». الكاتب يعبر عن سخطه واستنكاره لكل التراجعات التي تحدث في حكومة ساركوزي من مطاردة للمهاجرين وتخويف الفرنسيين من هذه الفئة وكذا التراجع على المكتسبات الكبرى للمجتمع الفرنسي التي كانت تجعل من فرنسا قدوة في العالم مثل بلدان كالولايات المتحدةالامريكية, حيث بدأ التراجع عنها مثل الضمان الاجتماعي والحق في التقاعد بعد عدد محدد من سنوات العمل. بالنسبة لهيسيل فرنسا اليوم تحكمها فئات كل هاجسها هو التراجع على كل هذه المكتسبات.بل يدعو كذلك الدولة ان تستمر في ادارة كل المؤسسات الكبرى من ابناك وشركات الطاقة والعودة الى « ديموقراطية اقتصادية واجتماعية حقيقية والتخلص من الفيودالية الكبرى الاقتصادية والمالية من ادارة الاقتصاد» ودعا كذلك إلى أن « يعلوالصالح العام على الصالح الخاص» وأضاف إن « ديموقراطية حقيقية في حاجة الى صحافة مستقلة عن الدولة وعن القوى المالية والأجنبية « وهي كلها مكتسبات مهددة اليوم كما يقول الكاتب . واعتبر هيسيل ان إصلاحات التعليم بفرنسا منذ 2008 هي تراجعات عن المكتسبات التي حققتها المقاومة بوضع تعليم راقي في متناول كل الفرنسيين. هذا الكتاب هو استنكار» للأمركة» التي تخوضها حكومة ساركوزي بفرنسا والي تصبو الى حرمان الفرنسيين من كل المكتسبات الاقتصادية والاجتماعية التي حققوها منذ التخلص من الاحتلال النازي وإعطاء مكانة كبرى الى الفيودالية المالية والاقتصادية الكبرى .وأضاف انه غير مقبول ان يقال لنا ان الدولة لا يمكنها تحمل تكاليف هذه المكتسبات المواطنة، وكيف ينقص المال اللازم اليوم لتمويل ذلك, في حين ان انتاج الثروة لم يكن له سابق منذ تحرير اوربا من النازية؟ لأن قوة المال كانت محاربة من طرف المقاومة ولم تصل الى مستوى الوقاحة والتكبر مع خدامها الى أعلى مستويات الدولة كما يحدث اليوم « طبعا هيسيل يسمح لنفسه بإعطاء الدروس إلى الفرنسيين بصفته من رعيل المقاومة التي رافقت الجنرال دوغول، لينبههم للتراجعات التي تحدث اليوم والتراجع عن مكتسبات مجلس المقاومة، لهذا يدعوهم الى التعبير عن الاستنكار والسخط لكل ما يحدث من تراجع, بل يطلب من مواطنيه الانتفاضة السلمية لإدانة كل التراجعات. ويعود هيسيل ليتحدث عن تعقيدات عصرنا اليوم ويقول ان اسباب التحاقي « بالمقاومة الفرنسية كانت واضحة لكن اسباب الاستنكار اليوم ليست بالسهولة التي نعتقد في عالم جد معقد يطالبنا ايضا بالتفكير, وسوف نجد الاسباب التي تدعونا الى الاستنكار،منها الفرق الصارخ اليوم بين الفقراء والاغنياء،وضعية الكرة الارضية، معاملة المهاجرين بدون اقامة رسمية، معاملة المهاجرين والغجر ،المنافسة المطلقة،ديكتاتورية السوق المالي،التراجع على مكتسبات المقاومة ،التقاعد والضمان الاجتماعي... ومن اجل الفعالية لا بد ان نفعل كالامس ،ان يكون رد الفعل من خلال شبكات مثل : أطاك،أمنيستي،الفدرالية الدولية لحقوق الانسان ... « مسار هذا الرجل هو استثنائي، هو من اصل الماني يهودي ولد سنة 1917 ببرلين، ينتمي الى عائلة مثقفة ،هاجرت الى فرنسا سنة 1925 ، ليتابع ستيفان هيسيل دراسته بضاحية باريس, وبعد حصوله على الباكلوريا التحق بالمدرسة العليا للاساتذة ، وفي اجواء الحرب التحق بالجيش الفرنسي وفر منه اثر الاحتلال سنة1940 ليلتحق بالجنرال دوغول والمقاومة بلندن سنة 1941 وجاء في مهمة سنة 1944 وتم اعتقاله من طرف السلطات النازية وتم ارساله الى جحيم المحرقة, لكنه تمكن من الفرار نحو فرنسا.وكان ايضا احد المحررين الأساسيين للإعلان العالمي لحقوق الانسان سنة 1948 ويوجد هيسيل اليوم في قلب معركة شرسة ضد إسرائيل، هو المناضل ذو الأصول اليهودية، الناجي من المحرقة، وأحد المحررين الرئيسيين لوثيقة الإعلان عن حقوق الإنسان. رهانات هذه المعركة، كما هي باقي معاركه، سياسية، حقوقية، إنسانية وأخلاقية. وهو بذلك احد دعائم النضال من أجل حقوق الفلسطينيين التي أحيلت على الصمت بمختلف وسائل الاعلام الفرنسية, بل ان من يتحدث وينتقد دولة الاحتلال الاسرائيلي يجد التهمة جاهزة وهي معاداة السامية, ورغم ان هيسيل يهودي ناجي من المحرقة توجه له نفس التهمة ،انها قمة الجنون التي تعيشها فرنسا اليوم التي تحولت من بلد يدعم كل اشكال السخط والاحتجاج التي يعرفها العالم من أجل المساواة والحقوق ومحاربة كل اشكال الاستعمار الى بلد يمنع فيه بشكل غير رسمي الحديث عن الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين. في الاسبوع الماضي تم استدعاء الكاتب الى احد اكبر الاذاعات الفرنسية» فرانس انتير» ولم يطرح عليه سؤال واحد حول فلسطين رغم ان كتاب هيسيل يخصص حوالي نصف الكتيب للقضية. في هذا الكتاب يؤكد هيسيل أن أحد مواضيع الاستنكار والسخط الاساسية بالنسبة له هي القضية الفلسطينية، قطاع غزة والضفة وهذا الصراع هو قلب الاستنكار، ولا بد من قراءة تقرير ريشار كولسطن في شتنبر 2009 حول غزة ، هذا القاضي الجنوب افريقي وهو يهودي الديانة, بل يقول إنه صهيوني ، يتهم الجيش الاسرائيلي بممارسات جرائم الحرب ضد الفلسطنيين.ويمكننا القول في بعض الظروف بجرائم ضد الانسانية،في حربه على غزة والتي دامت ثلاثة اسابيع. وقد عدت بنفسي الى غزة والتي تكمنت من دخولها مع زوجتي بواسطة جواز سفري الديبلوماسي من خلال رؤية ما تطرق له التقرير... كما زرت مخيمات اللاجئين الفلسطينيين الذي تم فتحه منذ 1948 من طرف الأممالمتحدة والذي يوجد به ثلاثة ملايين فلسطيني طردتهم اسرائيل من اراضيهم وينتظرون عودتهم وهي الاكثر تعقيدا.في حين أن غزة هي سجن بسماء مفتوحة لحوالي مليون ونصف فلسطيني...» في 2009 أشار هيسيل إلى أنه يجب وضع إسرائيل على قائمة الدول »الاستبدادية« التي تجب مقاطعتها. وهذا ما أكد عليه في تصريح في شهر يونيو الماضي لما دعا إلى المقاطعة وعدم الاستثمار مع فرض عقوبات على الدولة الاسرائيلية، وهو المبرر الذي دفع ب»بمراقبي اللاسامية بفرنسا « إلى رفع دعوى قضائية ضده بتهمة «الدعوة إلى التمييز العنصري، وإلى الحقد والعنف» ،تصورا ممثلي اسرائيل بفرنسا يتابعون احد الناجين من المحرقة ويتهمونه بمعاداة السامية؟ أمر لا يصدقه اي عقل ،لكنه يعكس وضع فرنسا اليوم بدبلوماسيتها ونخبها الثقافية والاعلامية تحت التأثير الاسرائيلي بعد ان كانت الدولة الغربية الوحيدة التي تتجرأ على رفض دعمها للاحتلال غير المشروع. في نهاية كتابه يدعو ستيفان هيسيل الى الانتفاضة السلمية على وسائل الاعلام ووسائل الاتصال والتي لا تقترح اي افق للشباب الا الاستهلاك الجماهيري واحتقار الضعفاء واحتقار الثقافة ... كانت هذه وصية احد ضمائر فرنسا المقاومة الى مواطنيه.