تلقت الدبلوماسية الجزائرية ًضربة موجعة من الخارجية الموريتانية بعدما أمرت الأخيرة المستشار الأول بالسفارة بلقسام الشرواطي بمغادرة البلاد الاثنين الماضي. وتضاربت أسباب الطرد الذي رجحت مصادر إعلامية موريتانية، أنه بسبب محاولة المستشار المطرود «تسميم« العلاقات المغربية الموريتانية عبر تسريبات إعلامية لجريدة « البيان» الموريتانية التي تدور في فلك البوليساريو، حيث ثم الحديث عن استماع الأمن الموريتاني لصحفي بهذه الجريدة وإيقافه لاحقا. وصرح المستشار الجزائري المطرود ل «بوابة إفريقيا الإخبارية أنه وصل إلى الجزائر فجر الخميس بعد أن أبلغته السلطات الموريتانية بأنه شخص غير مرغوب فيه» ولم يصدر أي موقف مغربي رسمي في الموضوع، واعتبر مصدر من الخارجية المغربية أن المغرب لا يتدخل في القرارات السيادية للدول الأخرى والسلطات الموريتانية وحدها المخولة باتخاذ قراراتها في إطار سيادتها الوطنية . ورفضت الخارجية الموريتانية في وقت سابق التعليق على استفسارات وسائل الإعلام في الموضوع أو الكشف رسميا عن الأسباب التي تبقى حقا لموريتانيا في إطار الأعراف الدولية المنظمة للعمل الدبلوماسي. وعلق أحد الصحفيين الموريتانيين في مقال للرأي بأحد المواقع الأكثر انتشارا بموريتانيا بأن» الأمر لا يتعدى بكل بساطة إجراءً دبلوماسيا عاديا تم اتخاذه ضد موظف بالسفارة الجزائريةبنواكشوط تبين أنه يقوم بأعمال تتنافى مع المهمة التي اعتمد للقيام بها، حيث كان مرتبطا بعلاقات مشبوهة ببعض الجهات تعمل على تلفيق ونشر أخبار تضر بمصالح بلادنا» ويأتي القرار في الوقت الذي اصطدمت الدبلوماسية بنظيرتها الجزائرية في هامش عدة ملفات سياسية بالمنطقة خاصة الوضع في منطقة الساحل الإفريقي. وجاء التصعيد الأخير بعد كتابة الدبلوماسي وترويجه لمقال «يتضمن اتهام نواكشوط للمغرب بإغراق شمال البلاد بالمخدرات، وما يترتب عن ذلك من خطر حقيقي على الأمن في منطقة الساحل.». واعتبر الدبلوماسي المطرود « نفسه ضحية مؤامرة.» ولم تتردد جريدة الشروق اليومي في اعتبار ما يجري هو محاولة» تقارب بين المغرب وموريتانيا ومنذ بداية سنة 2014، وقعت مواجهات صامتة بين الجزائروموريتانيا، فالأخيرة قامت بمبادرات في ملف أزمة دول مالي عندما احتضنت مراسيم توقيع اتفاقية وقف إطلاق النار بين حركة الأزواد. وقامت الجزائر لاحقا بتهميش نواكشوط في المفاوضات التي أشرفت عليها بين حكومة مالي وحركات شمال البلاد ومنها الأزواد، حيث لم تسفر عن التوقيع النهائي حتى الآن. ورفضت موريتانيا سياسة الجزائر في ليبيا بعدم التدخل العسكري، وطالبت بالتدخل العسكري في ليبيا للقضاء على الإرهاب. واتهمت صحافة الجزائرنواكشوط بالتنسيق مع دول غربية مثل فرنسا وعربية مثل مصر لفرض التدخل العسكري في ليبيا. في الوقت ذاته، عمدت موريتانيا خلال فبراير من السنة الماضية الى تهميش الجزائر بعدما أسست تجمع دول الساحل المشكل من موريتانيا وبوركينا فاسو ومالي وتشاد والنجير.