صدم العديد من المتتبعين والفاعلين الرياضيين بأكادير، ناهيك عن شريحة واسعة من الجمهور عبر صفحات الأنترنيت، بالحكم القاسي والثقيل الذي تم إصداره في حق مدرب الحسنية، عبد الهادي السكتيوي، والقاضي بتوقيفه عن الممارسة لمدة ستة أشهر نافذة ، وستة أشهر أخرى موقوفة التنفيذ، مع ذعيرة قياسية، يدفعها المدرب بنفسه، وتقدر بخمسين ألف درهم. وإذا كنا لا نتفق بالضرورة مع السكتيوي لولوجه أرضية الملعب، وتوجيهه - ربما كلاما غير لائق لحكم المباراة عادل زوراق - فإننا مع ذلك نتساءل : هل هذه النازلة برمتها تستلزم كل هذه الآلية العقابية، وكل هذا التحامل على إطار يشهد له الكثيرون بدماثة الأخلاق وبالحس الرياضي الرفيع؟ ثم إنه، وحسب علمنا، ليس السكتيوي هو الفاعل الرياضي الوحيد والأول، الذي تجرأ على دخول أرضية الملعب دون إذن من الحكم. فهناك مدربون آخرون ومسيرون قاموا بفعل شبيه ولم يتعرضوا بسببه لأية محاسبة أو عقوبات. ونعتقد أننا لسنا في حاجة الى تفكير طويل لنتبين أن هناك عدم تناسب كبير بين الأفعال المنسوبة للسكتيوي، والذي لم يتم استدعاؤه للاستماع إليه حتى، وبين الأحكام التي أصدرتها لجنة الانضباط واللعب النظيف التابعة للجامعة. أكثر من هذا، علمنا أن الحكم عادل زوراق قد تم تعيينه مجددا لإدارة مباراة عن بطولة القسم الوطني الثاني للنخبة، برسم الدورة 29، ستجمع بملعب أحمد فانا بالدشيرة يوم الأحد القادم، بين فريق الأولمبيك المحلي واتحاد المحمدية، وهي مباراة حاسمة ومصيرية لكلا الفريقين المهددين بالنزول، فكيف يتم، حتى مجرد التفكير، في تعيين زوراق لإدارة هذه المباراة؟ ثم كيف يمكن «الرمي» بالحكم زوراق في معمعة مباراة هي بالتأكيد بالغة الحساسية، وستعرف حضور فئات من الجمهور سيكون ديدنها، بدون شك، إبلاغ رسالتها لحكم المباراة، الذي كان له حضوره اللافت بمركب الفوسفاط بخريبكة؟ فقضية الإطار السكتيوي وتفاعلاتها بأكادير والمنطقة ينبغي أخذها بعين الاعتبار بدل الزج بحكم في موقف لا أحد يمكنه تصور تبعاته بالنسبة له هو شخصيا، وبالنسبة للفريق المستقبل، أي أولمبيك الدشيرة، الذي يلعب مباراة مصيرية لا نعتقد أن الحكم المعين لإداراتها سيوصلها إلى بر الأمان. وبه الإعلام والسلام.