في إطار أنشطته الثقافية والفكرية نظم المركز الثقافي المصري بالرباط مساء يوم الخميس الماضي ندوة حول دور الإعلام في مواجهة تحديات العصر" وذلك بمشاركة الدكتورة درية شرف الدين وزيرة الإعلام سابقا بجمهورية مصر العربية،وخالد الناصري وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية سابقا. الدكتورة درية شرف الدين ، أكدت أنه وبفعل التطور الذي عرفه الإعلام، أصبح كل فرد يحمل بين طياته شخصيىة الإعلامي، الذي له منتدياته الخاصة، وأخباره الذي ينشرها عن الآخرين، وبذلك أصبح المواطن العادي معادلة هامة في الإعلام. وعن التجربة المصرية في الإعلام، شددت الدكتورة درية على التعددية في الإعلام المصري وانقسامه إلى إعلام تابع للدولة، وآخر خاص، واعتبرت بأن مصر تنفرد بكونها بلدا يتوفر على العديد من القنوات الخاصة في العالم العربي، واعتبرت ذلك حالة صحية. الدكتورة درية اعتبرت بأن هذا الوضع جعل الإعلام مستهدفا من جهات عديدة، من الدولة والرقابة والأحزاب السياسية والسلطة والدينية، وأحيانا يدخل في صراع مع النخبة والمشاهير. وبفعل التطورات الصعبة والمتسارعة التي عرفتها مصر، فإن الإعلام المصري لعب دورا مهما في إذكاء ثورة يناير 2011 وثورة 30 يونيه 2013 ، وواجه الإعلام كل المحاولات التي ترمي إلى طمس الهوية المصرية وساند بقوة الثورة الثانية. لكن بالرغم من كل هذا ترى الدكتورة درية بأنه هناك إعلام نزيه، وإعلام مبتور يدور في فلك أجندات خارجية. ويتغذى من أموال أجنبية من دول تهدد استقرار مصر، وفي هذا الخضم بقي الإعلام المصري النزيه يدافع عن سيادة مصر. الدكتورة درية ألحت على أنه لابد للدولة أن يكون لها إعلام قوي له مصداقيته، كما لابد أن يكون لها إعلام خاص قوي . من جهته، أوضح خالد الناصري وزير الاتصال السابق في مداخلته بأن الإعلام أصبح يلعب دورا يتجاوز وظيفته المبدئية، والمتجلية في تقديم المعلومة، وتحليلها وأصبح يلعب دورا مجتمعيا وسياسيا قويا ويساهم في إنشاء وعي وطني ودولي جديد، وهذا راجع إلى كون الإعلام في الساحة العربية والعالمية تطور من الجرائد الورقية إلى الإعلام التلفزي والإلكتروني والفضائي، ويبقى السؤال المطروح اليوم هو: من يؤثر في الآخر، هل الإعلام هو الذي يؤثر في المجتمع أم العكس؟ خالد الناصري، اعتبر الإعلام سلاحا استراتيجيا، قد يعطي الأحسن كما يمكنه أن يعطي الأسوأ: فالسلاح يستعمل للدفاع عن النفس وعن سيادة الدولة ووحدتها، كما يمكن أن يستعمل للاعتداء على الآخر والقضاء عليه. الأستاذ الناصري اعتبر احترام الإعلام مقياسا تقاس به الديموقراطية في الدول . وأشار بخصوص التجربة المغربية إلى أن الإعلام عرف تراكمات تاريخية مهمة، كان أبرزها ما يصطلح عليه بسنوات الرصاص، وأن المطلوب الآن هو أن يحصن الإعلام المغربي نفسه حتى لا يصبح أداة لمن يريد أن يوظفها لصالح أجندات معينة. يذكر بأن الندوة حضرها أحمد إيهاب جمال الدين سفير مصر بالمغرب والأستاذ عبد الكريم بناني مسؤول سابق بالكتابة الخاصة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس كما حضرها مجموعة من المثقفين والإعلاميين.