منذ تنصيبه على رأس وزارة التربية الوطنية ، والسيد رشيد بلمختار التقنوقراطي صاحب الكومبيوترات ، يوزع الانتقادات و الاهانات على نساء ورجال التعليم ، محملا إياهم مسؤولية تردي مستوى التعليم ببلادنا ..؟ بعجرفة وعنجهية ، يتحامل وزير"نا" في التعليم ، على الأساتذة بمناسبة ، وبدون مناسبة ، دون أن يمنحنا تحليلا رصينا حول الأزمة البنيوية المركبة لقطاع التعليم ، ودون أن يقدم برنامجا ناضجا وواقعيا حول سبل ووسائل الإصلاح ، وأيضا دون أن نقف له على تدبير واحد ينم عن حكمة وتبصر المسؤول ، الذي يفترض أنه في مستوى المهمة التي أسندت له .. وهو الذي يتحمل للمرة الثانية ، حقيبة أكثر القطاعات حساسية بالبلاد .. فهل من المسؤولية في شيء ، أن يعلق الوزير كل إخفاقات منظومتنا التعليمية ، على نساء ورجال التعليم ؟ .. ويتجاهل معضلاتها الحقيقية ، بل ولا يجرؤ حتى على ذكرها ؟ فكيف تستقيم تصريحاته المتحاملة ، وهو يتغاضى بشكل مقصود ، عن ضعف البنيات والتجهيزات ؟ وافتقار المؤسسات لأبسط الوسائل التعليمية ؟ كيف يستقيم هذا الهجوم على الشغيلة التعليمية ؟ وعناوين منظومتنا التعليمية ، يتصدرها بالبنط العريض : الاكتظاظ المهول في الأقسام استمرار العمل بالأقسام المشتركة إلغاء التفويج إثقال كاهل المدرسات والمدرسين بحصص زمنية ، تفوق طاقتهم إسناد التدريس لمدرسين بدعوى الخصاص في الموارد البشرية خارج أسلاكهم الأصلية إغراق المقررات بكم هائل من الدروس ، لا فائدة منه إلا إرهاق كاهل المعلم والمتعلم على حد سواء .. ؟ لماذا يتحاشى هذا الوزير الحديث عن تراجع المستوى المادي للشغيلة التعليمية بسبب تجميد الأجور والضغط الضريبي وغياب أي تحفيز ؟ ان الخلل الحقيقي يا وزيرنا في التربية ، كامن في غياب الإرادة السياسية للإصلاح .. كامن في تعيين وزراء للتعليم ، لا يشعرون بأية مسؤولية تجاه المواطنين ، لأنهم لم يأتوا للوزارة عن طريق صناديق الاقتراع .. إن سياسة تصويب النار عمدا نحو الهدف الخطأ ، وتوجيه الاتهامات المجانية ، والمجانبة للصواب ، توجه لا يجدي نفعا ولا يخدم مشروعا .. و إذا كان هناك من انتقاد ، فحري بوزيرنا أن يوجهه لنفسه و للمسؤولين عن السياسة التعليمية ، عن إهدارهم لملايين و ملايير الدراهم ، من أموال المغاربة في مشاريع تربوية فاشلة .. والى من اغتنوا على حساب صفقات مشبوهة سارت بذكرها الركبان ، كصفقة الحواسيب المتخلفة .. وإذا كان هناك من محاسبة ، فيجب أن تتوجه نحو من التهموا ميزانيات تحت أسماء برامج فاشلة وفاضحة كالبرنامج ألاستعجالي ..وإذا كان هناك من نقص في الكفاءة فهو وصف ينطبق على الوزير بذاته وصفاته ، وليس على نساء ورجال التعليم .. فسيادته هو من يعاني نقصا في الكفاءة التدبيرية ، والكفاءة اللغوية .. فكيف لم يخجل سيادته من نفسه ، وهو وزير للتعليم ياحسرة ، عندما يقر في استجواب مع صحفي فرنسي بأنه يجهل اللغة العربية ؟؟ ..أليس في هذا الجواب "قلة حياء" ؟ أليس فيه احتقار لدستور البلاد ؟ أليس فيه كثير من المساس بمشاعر المغاربة ، عندما يشعرهم وزيرهم في التعليم بأنه من أبناء العم سام ؟ .. لكن ومع كل هذه المرارة ، فإن وزيرنا في التعليم قد أثار سخريتنا ، تماما كما أثار إشفاقنا ، وهو " يتحفنا " بعربية مليئة بأخطاء لا يرتكبها حتى تلاميذ المرحلة الابتدائية .. فليتوجه وزيرنا في التعليم الى ما ينخر القطاع من اختلالات، تعيق النهوض بمنظومتنا ، إن كان يروم الإصلاح فعلا .. وليقلع عن محاولة النيل من الشغيلة التعليمية .. والتواري من ورائها لإخفاء الفشل .. فتلك لعبة جربها غيره ، ولم يفلح ؟؟