لم يكن من باب الصدفة أن يختارأعضاء الكتابة الإقليمية للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بعمالة إنزكَان أيت ملول بين صفوفهم امرأة لتتحمل الأخت نعيمة فايدة قيادة الحزب ، كأول تجربة وطنية، بعدما كان هذا المنصب حكرا على الرجال ممن تقلدوا المسؤولية الحزبية بالكتابات الإقليمية بأقاليم المغرب. لكن وانطلاقا من كفاءتها المتميزة ومصداقيتها حزبيا ونقابيا وجمعويا وحسن سيرتها لدى الجميع، وغيرها من المميزات التي اتسمت بها شخصية نعيمة فايدة ، ارتأى أعضاء الكتابة الإقليمية المشكلة من 18 عضوا وعضوة إسناد هذه المهمة الحزبية لامرأة ناضلت وخاضت معارك على مختلف الواجهات الحزبية والنقابية والجمعوية، محليا وجهويا ووطنيا. فنعيمة فايدة المزدادة سنة 1962 بالقنيطرة والعاملة حاليا أستاذة مُدرسة في حقل التربية والتكوين بأيت ملول، انخرطت في الحزب منذ مدة طويلة بالفرع الحزبي بأيت ملول الذي استمرت فيه إلى غاية 2014،قبل أن تنضم لفرع أولاد داحو خلال هذه السنة،بحكم استقرارها هناك.وانتخبت في الإنتخابات الجماعية الأخيرة مستشارة جماعية بالمجلس البلدي لأيت ملول،الذي يترأسه الأخ الحسين أضرضور، الذي قاد ويقود حاليا تجربة اتحادية صامدة وناجحة بكل المقايييس منذ 1992. وهي أيضا فاعلة جمعوية نشيطة، فهي رئيسة جمعية سندي للمرأة والطفل بأيت ملول ،وعضوة مؤسسة للعديد من الجمعيات من بينها الجمعية الوطنية»الماء والطاقة للجميع» ، وعضوة اللجنة الإدارية لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وعضوة الكتابة الوطنية للمنظمة الاشتراكية للنساء الاتحاديات. وبحكم اهتماماتها الجمعوية والحزبية، تمكنت نعيمة فايدة من جمع معطيات ومعلومات كثيرة عن المرأة والتوغل مهنيا في قضاياها الكبرى التي تؤرقها في البيت والعمل، من خلال رصدها لمختلف الإشكالات والإكراهات الذاتية والموضوعية التي تحول دون النهوض بأوضاع المرأة ولاسيما في العالم القروي وهوامش مدن عمالة إنزكَان أيت ملول. ولهذا طالبت، بإلحاح، في كلمتها التي ألقتها في المؤتمر الإقليمي الثالث المنعقد يوم الأحد 15 مارس2015،بتحقيق المناصفة والمساواة بين الجنسين في كل المجالات ، تفعيلا لما جاء في الدستور، وتشجيعا لكافة النساء بالإقليم على المشاركة في الحياة السياسية وتقوية قدراتهن في المجالين السياسي والحقوقي ومحاربة النزعة التبخيسية للعمل النسائي بشكل عام والحزبي بشكل خاص. ودعت أيضا إلى تشجيع انخراط النساء عبرتوفيرفضاءات حزبية بها كل مستلزمات التأطير والتكوين من أجل محو أميتها الأبجدية والسياسية وتمكينها من قدر مهم من الثقافة لكي تؤدي رسالتها على الوجه اللازم وتنجح في حياتها ، سواء كربة بيت أوعاملة أو موظفة، والبحث عن فعاليات نسائية متعاطفة مع حزبنا من أجل إعدادها حزبيا وسياسيا لتحمل المسؤولية في تدبير الشأن المحلي والعام جهويا ووطنيا... ورأت الكاتبة الإقليمية المنتخبة أنه بالرغم من التقدم الملموس والحاصل في ملف النهوض بأوضاع المرأة مازالت الفوارق النوعية قائمة بحيث تمثل تحديا مستمرا أمام صانعي القرار السياسي، سواء داخل الأحزاب أو في أجهزة ومؤسسات الدولة مما يتطلب المزيد من الجهد لتطوير الوعي العام ومساعدة المرأة المغربية عموما والسوسية خصوصا لتجاوز الرواسب الاجتماعية والثقافية التي تعرقل مشاركتها بشكل فعال وعلى قدم المساواة في البناء الديمقراطي. فضلا عن تذليل الصعوبات والعقبات التي تحول دون انخراط المرأة بفعالية في الأحزاب والنقابات،تضيف فايدة في كلمتها، وهذا يتطلب منا الانفتاح على مكونات المجتمع المدني بهدف خلق شراكات في هذا المجال لبلورة الأهداف الرامية إلى إحداث صناديق محلية بتعاون مع وكالة التنمية الاجتماعية والمجالس الإقليمية والجمعيات والتعاونيات لدعم تنمية المرأة في المجالات التي تخوض فيها عبر محاربة الأمية وتقوية القدرات وخلق أنشطة مدرة للدخل.. وفي هذا الصدد فنعيمة فايدة تدافع دائما في تدخلاتها في عدة مناسبات، من أجل إيجاد فضاءات ملائمة لتكوين المرأة السوسية بالقرى وهوامش مدن عمالة إنزكَان أيت ملول، وخاصة بالدشيرة الجهادية وأولاد دحو لعدم وجود مقرات حزبية لائقة، مما سيكون على عاتق الكتابة الإقليمية الجديدة تحت قيادتها، العمل على انبعاث التنظيم بالإقليم مجددا ، لكن بقواعد متحمسة ذات حس اتحادي قوي وخالص مكونة من غالبية النساء والشباب/ الطلبة والمياومين الفلاحين الذين شكلوا حاليا قطاعا فتيا للشبيبة الإتحادية يكون توّاقا للأنشطة والدورات التكوينية و التأطير... لذلك تراهن الكاتبة الإقليمية في انبعاث التنظيم على مكونين أساسيين في الإشعاع الحزبي :على القطاع النسائي المعروف بديناميته وحركيته، والقطاع الشبيبي المعروف بحيويته الدائمة ونشاطه الدؤوب الذي لا يفتر في أية لحظة من أجل تهيئ أرضية الإعداد والتأطير ووضع برامج كاستراتيجية حزبية على امتداد فترة ولاية الكتابة الإقليمية المنتخبة في المؤتمرالإقليمي الثالث.