«دين المحبة من رابعة، ابن عربي وجلال الدين الرومي إلى اليوم..»، هذا هو الشعار الرئيس الذي أعلن عنه مهرجان فاس للثقافة الصوفية، والذي ستنطلق فعالياته قريبا، مناظرة فكرا، وموسيقى... هاته التي ستستحضرها الدورة المنتظرة بشكل فعال ومثير، وبل »ومستفز« للمشاهدة والإطلاع من خلال أطباق فنية متنوعة في مكوناتها وتشكيلاتها النغمية والشعرية وخصوصا في حفلي الافتتاح والاختتام. إذن من 18 إلى 25 أبريل المقبل تنفتح فضاءات فاس العتيقة، ودور الاستضافة بها، على دورة جديدة من مهرجان فاس للثقافة الصوفية دورة ثقف بالخصوص على أثر وترات علم من أعلام الصوفية العرب، لكنه علم، بصيغة المؤنت، رابعة العدوية الشخصية الناسكة، المتعبدة العاشقة لله، وليس الشخصية الصورية النمطية التي رسمتها عنها بعض الأعمال السمعية، البصرية، وخصوصا السينمائية لدى عموم العرب.. وهو ما ستكشف عنه الندوات و مضامين الأشعار التي سوف يتغنى بها في هذا المهرجان التي ستزيل اللثام عن الوجه الآخر من هذه الشخصية العربية التي كرست حياتها في محبة وعشق الله، ومن خلال ذلك ».. تكريس فكرة وواقع أن الإسلام ليس دين تكفير وقتل، ولكن دين حب وصفاء، وعشق هيام في أعلى صورة الإيجابية.. في هذا السياق، قال الدكتور فوزي الصقلي مدير المهرجان، والرئيس المؤسس له، أن اختيار شخصية رابعة العدوية للاحتفاء بها في هذه الدورة، لم يأت من فراغ، ولكن من منطلق الفكر والممارسة والسلوكات.. العظيمة التي تركتها هذه السيدة الفاضلة في التراث الصوفي العربي والإنساني على السوء، الذي يرتكز على السلم والمحبة.". التي تعتبر »أعلى إنجاز للروحانية والإيمان ، محبة القريب، محبة بعضنا للبعض، ومحبة الآخر المطلقة، محبة هي أقرب إلينا من أنفسنا.." وذلك مقابل ما نشاهده ونتابعه في وقتنا الراهن من حقد وكراهية وبغض وتكفير وتقتيل.. محبة، يقول فوزي الصقلي في تقديمه للندوة الصحفية لهذا المهرجان مساء الجمعة الماضية بأحد فنادق الدارالبيضاء، »"جعلتها رابعة خالصة من حظ الجنة والنجاة من النار واتخذها جلال الدين الروحي شاهدا على الحريق والدمار (كنت مادة خاما، ثم مطبوخة وتم استهلاكي الآن")«، على ضوء هذه الألغاز« والمأثورات والأقوال النثرية والشعرية.. ستستضيء ليالي وأمسيات وصبحيات الدورة التاسعة من مهرجان الثقافة الصوفية التي ستستضيف نخبة من المفكرين والفنانين.. المغاربة والأجانب، نذكر من بينهم منير القادري، عبد الإله بن عرفة، عبد حافظي، سعدي ماء العينين، عبد الله الوزاني، عبد الصمد روميريو، آلان وليامز، بارزة خياري، ابراهيم التيجاني، إيريك جيوفرويم، داوود جريل، إيريك جيوفري، غالب بن الشيخ، حسن جوماشي، إكرام بناني، إبناس صافي، ليونارد لوسيون، سعاد الحكيم وغيرهم. الباحثين والمنظرين.. الذين سيؤثثون عدة عروض وورشات وندوات وموائدة مستديرة للدورة ، تستضيف بنفحات موسيقية صوفية عتيقة خالصة، منذ ليلة الافتتاح التي ستتميز بتركيبة موسيقية إلى ليلة الاختتام.. وفي هذا الإطار ستشهد ليلة الافتتاح السبت 18 أبريل بعد كلمة المدير، المؤسس، فوزي الصقلي بمتحف البطحاء، ومجموعة من الكلمات الأخرى، حفل تكريم شخصية رابعة العدوية، من خلال طبق احتفالي، شعري غنائي من تلحين، السوبرانو المغربية سميرة القاردي، ومن أداء فاطمة الزهراء القرطبي مروان حجي، صلاح الدين محسن ومسيرة القادري،. على أن تتولى بعد ذلك ابتداء من صبيحة الأحد إلى السبت 25 أبريل سلسلة الندوات والتكريمات والأمسيات الفنية الموسيقية نذكر من بينها، تكريم عبد الوهاب المؤدب، لحظات صوفية، ندوة »"هل هناك إحياء للتصوف في العالم الإسلامي؟«" مائدة مستديرة" »دين الحب في الشعر الصوفي الفارسي"«، وأخرى"»جلال الدين الرومي وإرث الموسيقى الفارسية"«، »"جلال الدين الرومي و المولويون: شعر الوجدان"«، "»المصادر الدينية لمفهوم المحبة«"،" »نصوص وقصائد المحبة الروحية في المغرب والأندلس"«، »الثقافة والتعبير عن الحب الروحي في أفريقيا جنوب الصحراء"«، "»الحب والفتوة، مسار السلوك والأخلاق" و«الثقافة والشعر الصوفي الأمازيغي«..." ..هذا على مستؤى الفكر والمناقشة والتحليل، أما على مستوى الغذاء الروحي، ونعني به الموسيقى، ستتخلل الدورة ألوان موسيقية تعبيرية مختلفة، ابتداء من حفلات السماع للطريقة القادرية البوتشيشية والصقلية الوزانية والشرقاوية والريسونية إلى حفلات السماع للطريقة الخلواتية التركية، مرورا عبر تلوينات موسيقية متنوعة أبرزها حفل موسيقي مع أسكين سيزي (صوت المحبة)، وسماع صوفي من حلب، وسماع صوفي موسيقى أندلسي مع كبار السماع وفرقة المجموعة الأدلسية للتهامي الحراق »دين الحب«.