شهدت مقبرة الشهداءبالرباط، ظهر أول أمس الخميس، توترا بين جماعة العدل والاحسان والسلطات العمومية على خلفية دفن خديجة المالكي أرملة الشيخ ياسين بسبب مكان الدفن .وأكدت جماعة العدل والاحسان أنها كانت تتوفر على ترخيص بالدفن حصلت عليه يوم الأربعاء بعد وفاة الفقيدة، وعند محاولة الدفن يوم الخميس، تفاجأ المشيعون بقرار السلطات بالمنع ونشرت قوات أمنية في مقبرة الشهداء مطالبين الجماعة بدفن الفقيدة في مكان آخر وليس بجانب زوجها. وتطورت الأمور الى مواجهة بين أنصار الجماعة الذين أصروا على الدفن، والسلطات التي نشرت قوات أمنية وأصرت على تغيير القبر لأن المكان غير مرخص للدفن. وشهد المكان الذين يوجد فيه قبر الشيخ ياسين مواجهات واندفاعا بين الجماعة وقوات الأمن، ترتب عنه إغلاق المقبرة في سابقة من نوعها . وكتب الموقع الالكتروني لجماعة العدل والاحسان « أبت السلطات خروجا عن كل قانون سماوي أو وضعي، إلا أن تصادر حقا أصيلا من حقوق العباد في دفن موتاهم حيث يريدون من المقابر المفتوحة للدفن أمام العموم». وأضاف أن التدخل أدى إلى إصابات متفاوتة وإغماءات . وأكدت الجماعة في موقعها الرقمي أنه في آخر المطاف جرت عملية الدفن في القبر الذي جرى الترخيص به يوم الأربعاء والى جانب قبر الشيخ ياسين. من جهتها أفادت ولاية الرباط أنه تم يوم الخميس بمقبرة لعلو ، دفن جثمان المرحومة خديجة المالكي أرملة عبد السلام ياسين بعد التزام أقربائها باحترام أحكام الشريعة الاسلامية . وأوضحت ولاية الرباط، في بلاغ لها، «أن السلطة المحلية بعمالة الرباط، وقفت على مجموعة من الأشخاص وهم يباشرون عملية حفر قبر بمقبرة لعلو يومه الخميس 26 مارس الجاري، في الساعة الحادية عشرة صباحا، لدفن جثمان المرحومة خديجة المالكي أرملة عبد السلام ياسين، وأثار انتباهها أن المعنيين بالأمر لم يحترموا النظام الداخلي للمقبرة، وذلك من خلال اللجوء إلى المس بحرمات القبور المتواجدة بمحيط المكان الذي تم اختياره لدفن جثتهم، وكذا الدخول في الممر المخصص لمرور مواكب دفن الأموات. ولم يتوقف المعنيون بالأمر عند هذا الحد بل تعدوه إلى اللجوء لحفر القبر بطريقة مخالفة لإجماع الأمة حول تكريم الميت المراد دفنه من خلال تقبيله القبلة. هذا وبعد تدخل المصالح البلدية والسلطة المحلية لتنبيه هذه المجموعة للخروقات التي ترتكبها في حق الموتى المسلمين وقطع ممر الزوار والمواكب الجنائزية، لجأت إلى أسلوب الاحتجاج ورفض الالتزام بالضوابط والنظام الداخلي للمقبرة. وأمام تعنت هذه المجموعة، وتكريما للميتة بالتعجيل بدفنها طبقا لأحكام الشريعة الإسلامية، تم فتح حوار مع أقربائها من أجل دفنها وتقبيلها القبلة وهو ما التزم به المعنيون بالأمر».