انضم المغرب إلى عملية « عاصفة الحزم» ضد الحوثيين باليمن التي تقودها العربية السعودية، والتي تحظى بتأييد عشر دول ومساندة الولاياتالمتحدة وفرنسا وتركيا. وقالت قناة العربية إن المغرب يشارك في هذه العملية بست طائرات، وزارة الخارجية أصدرت بهذا الخصوص بلاغا مساء الأربعاء، أكد تضامن المغرب الكامل والمطلق مع المملكة العربية السعودية، وتأييده للحفاظ على الشرعية في اليمن، والدفاع عنها في خطاها لدرء أي سوء قد يطال أرضها أو يمس، من قريب أو من بعيد، الحرم الشريف أو يهدد السلم والأمن في المنطقة برمتها. التحالف الذي تقوده العربية السعودية ضد التمرد الحوثي يضم بالإضافة إلى المغرب، جميع أعضاء مجلس التعاون الخليجي باستثناء سلطنة عمان، وكذا الأردن، مصر، السودان وباكستان. وحسب الرياض تهدف هذه العملية إلى الدفاع عن الحكومة الشرعية في اليمن، ومنع حركة الحوثيين من السيطرة على البلاد. وكان بيان لدول مجلس التعاون الخليجي، ما عدا سلطنة عمان، قد أكد في وقت سابق تلبية نداء الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بالتدخل لحماية الشرعية. الساحة اليمنية شهدت في الأيام الأخيرة تطورات متلاحقة شدت إليها أنظار العالم، بعد قرار الحوثيين، المدعومين من طرف إيران والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، تنفيذ آخر حلقة من مسلسل استيلائهم على السلطة بالهجوم على مدينة عدن، آخر معقل للرئيس هادي، رغم التحذيرات التي أطلقتها دول الخليج وعدد من العواصم الغربية. وبدا واضحا، حسب مختلف المراقبين، أن الحوثيين وأنصار الرئيس المخلوع كانوا في سباق مع الزمن للاستيلاء على عدن، قبل انطلاق القمة العربية في شرم الشيخ، واجتماع لمجلس الأمن طالبت به دول الخليج في محاولة لاستصدار قرار تحت الفصل السابع، يجيز استخدام القوة لحماية الرئيس الشرعي لليمن. وهكذا فيما كان الحديث عن القرارات التي ستصدر، سواء من شرم الشيخ أو نيويورك، وصلت قوات الحوثيين إلى مشارف عدن، وصارت قاب قوسين من الاستيلاء على مضيق باب المندب الاستراتيجي، فيما أغارت طائراتها على القصر الرئاسي الذي غادره الرئيس هادي إلى جهة آمنة. ودفعت هذه التطورات الدرامية دول الخليج، وخصوصا السعودية التي تجمعها مع اليمن حدود طويلة يقع جزء مهم منها تحت سيطرة الحوثيين، إلى القيام بهجوم استباقي لوقف تقدم الحوثيين . وفي هذا الإطار أكدت قناة العربية أن الملك سلمان، دعا السبت الماضي، عدداً من قيادات الخليج إلى اجتماع للنظر في كيفية الرد على تقدم الحوثيين باتجاه عدن وباب المندب، وأن الاجتماع خلص إلى منح فرصة أخيرة للحوثيين لوقف تقدمهم ، وهو ما لم يستجيبوا له، مما دفع الرياض إلى توجيه إنذار أخير يوم الأربعاء عن طريق وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان إلى أحمد علي عبدالله صالح، نجل الرئيس المخلوع، الذي يسعى إلى استرجاع مقعد الرئاسة الذي كان يجلس عليه والده، لكن التحذير لم يحل دون استمرار الحوثيين في التقدم ليأتي الرد العسكري مع أولى ساعات ليلة الأربعاء. الهجوم المرشح للاستمرار أدى حسب الرياض إلى تدمير معظم الدفاعات الجوية الحوثية، مؤكدة أن الأجواء اليمنية صارت تحت سيطرة القوات السعودية، وتمكنت من تدمير قاعدة الديلمي الحوثية، و4 طائرات حوثية، وجميع بطاريات صواريخ سام، وتدمير غرفة العمليات المشتركة للحوثيين في صنعاء. وحظيت العملية العسكرية بدعم الجامعة العربية وساندتها الولاياتالمتحدة وفرنسا وتركيا، كما عبرت مصر عن استعدادها للمشاركة في قوات برية وبحرية إذا لزم الأمر، فيما عارضتها إيران المتحالفة مع الحوثيين.