تحت عنوان برنامج تنمية مكناس الكبير (2015 2020)، التأم بالمركب الاداري للأوقاف، بدعوات شخصية، مختلف الطيف السياسي والاقتصادي والرياضي والجمعوي والأكاديمي طيلة يوم الخميس الماضي، وذلك لحضور انطلاق استراتيجية التنمية لمكناس الكبرى، التي قدم الوالي الجديد جدولتها الزمنية، والمراحل المرتقبة للانجاز.. ويجدر بنا الرجوع الى الكلمات والعبارات / المفاتيح، التي حملتها كلمة الوالي الجديد، مثل: (.. افتقاد المدينة لرؤية واضحة ومشتركة.. غياب وثائق مرجعية لتدبير المجال الترابي.. غياب هوية متميزة.. ارتفاع معدل البطالة الى 18.8 في المائة متجاوزا بذلك المعدل الوطني الى أكثر من الضعف 9.2.. تخريب المرفق العمومي، واحتلاله.. تراجع قيم المواطنة من خلال العديد من الظواهر والسلوكيات تفشي الأنشطة غير المهيكلة.. تراجع جاذبية المدينة.. عازمون على أن نعطي لهذه المدينة ما تستحقه من عناية فائقة لمسايرة ركب مثيلاتها.. يد واحدة لا تصفق..)، لندرك أن هناك فهما دقيقا وشاملا، لما آلت إليه أوضاع المدينة من تخلف على مستويات شتى، وأن هناك روزنامة لإصلاح هذه الأوضاع.. كما ندرك أيضا، أن ورش هذا الإصلاح مسؤولية جماعية.. ومن خلال استطلاعنا لبعض آراء ووجهات نظر بعض المتتبعين للشأن المكناسي.. فقد وقفنا على أن هناك تفاؤلا كبيرا بإمكانية نجاح هذا الورش، ليس في كليته، لأن الانتظارات كبيرة، وكبيرة جدا.. ولكن على الأقل سيحقق شيئا ايجابيا للمدينة.. فمكناس أضحت ك«الأقرع فين ما ضربتيه يسيل دمو».. ويستدلون على ذلك، بما أبداه الوالي الجديد من رغبة أكيدة في التعرف على مكناس، في الميدان.. بالخروج والتجوال في أزقتها وأحيائها وشوارعها.. والتعرف عن كثب على مشاكل ومعاناة ساكنتها.. إضافة الى زيارات ميدانية مباغتة الى بعض المرافق ذات الارتباط الوثيق بالمواطنين .. كما يستدلون على جدية المبادرة بربطها بتواريخ محددة، حتى لا تظل عبارة عن كلام فضفاض يطلق على عواهنه ، ككلام الليل الذي يمحوه الصباح .. وهناك من رأى في المبادرة صك اتهام وإدانة صارخين، في وجه المنتخبين ، والفاعلين الاقتصاديين والرياضيين، الذين تكالبوا على المدينة في مشهد أشبه بأيتام في مأدبة لئام.. وإن كان أصحاب هذا الطرح يرون في المبادرة صفعة لهؤلاء المسؤولين، الذين تركوا مصلحة المدينة جانبا، واستغلوا مواقعهم لخدمة مصالحهم الأنانية والمريضة، فإنهم يتوجسون خيفة من أن تجهض الفكرة النبيلة في المهد.. وتعود حليمة الى عادتها القديمة، ويستكمل الفاسدون في مكناس مسلسل إفقار المدينة.. ومسخها.. أما الاتحاديون بمكناس وهم يتطلعون الى المشاركة في إنجاح المبادرة، فإنهم يعتبرون أن التشخيص الدقيق الذي قدمه الوالي، وهو يستعرض خارطة طريق النهوض بمكناس الكبير ، إنما هو تأكيد لما بحت من ترديده الحناجر، ونحن ننعت «المدينة المنكوبة»..