خابت آمال من انتظروا وزير الصحة الحسين الوردي لكي يقدم بالدارالبيضاء أرقاما مطمئنة أثناء تخليد اليوم العالمي لمحاربة داء السل، خلال السنة الفارطة 2014، إذ وعوض فتح آفاق «وردية» تبعث على الأمل والتفاؤل ولو بشكل نسبي، عاد وزير الصحة، الذي كان مصحوبا آنذاك برفيقه/زميله المنتدب المكلف بالتكوين المهني الذي حضر بدوره لتمثيل قطاع التربية الوطنية، لطرح الأرقام والنسب التي سبق وأن تم الإعلان عنها في 2013، والتي تتعلق بمعدلات العلاج المتمثلة في 85 في المئة، ونسبة التشخيص من خلال الكشف المبكر المتمثلة في 95 في المئة، وهي الأرقام التي، نؤكد مرة أخرى، على أنها لا تجد صداها ميدانيا على أرض الواقع، خاصة مع اتساع رقعة المرض، سيما في مدن كبرى كالدارالبيضاء، في مقابل غياب المقاربة الاستشفائية بالمستشفيات، والاقتصار على الاعتماد على المقاربة العلاجية القصيرة الأمد، والانقطاع عن تناول الأدوية، مما ساهم في ارتفاع نسب الإصابة بالسل المقاوم للأدوية. وضعية السل المتفاقمة والتي تتحمل فيها المسؤولية جل القطاعات الحكومية، باتت مقلقة للفاعلين والمهتمين الذين يدقون ناقوس الخطر، والتي لا يمكن مواجهتها وحلّها بيوم دراسي من قبيل الذي انعقد في اليوم العالمي للسنة الفارطة، الذي ظلّ مجرد يوم يتيم بدون متابعة، بحسب المتخصصين، وهو ما أكدته الأيام الذي تلته ومجريات الأحداث التي تطورت بخصوص هذا الداء، ولعلّ ما شهدته منطقة الحي الحسني بالدارالبيضاء مؤخرا، لأبلغ دليل على مدى انتعاش الداء في بيئة تعاني من الهشاشة بكل عناوينها، وما يزيدها بلّة هو التقاعس عن تجويد العرض الصحي في ظل استمرار إغلاق المركز المتخصص بمستوصف ليساسفة 2، وانعدام العديد من وسائل الاشتغال مقابل التقاعس عن فتح مراكز جاهزة للإجابة عن الطلب ولو بشكل نسبي، كما هو الشأن بالنسبة لمركز السعادة، في حين أكدت مصادر الجريدة، على أن مركز ليساسفة 2 سيفتح أبوابه في القادم من الأيام، لعلّه يساهم في التخفيف ولو بشكل نسبي من وطأة المرض وتداعياته المعدية التي لاتبعث على الإطمئنان. وضعية السل الوبائية، ووفقا للمنشور الذي وردت به بعض تفاصيلها ، والذي يخصّ العصبة المغربية لمحاربة داء السل، وقف بدوره عند أرقام متقادمة، من بينها تسجيل 27 ألف حالة إصابة جديدة في السنة بمعدل 83 حالة لكل مئة ألف نسمة، و 35 حالة للسل الرئوي المعدي مقابل انقطاع عن العلاج بنسبة 9 في المئة. هذا في الوقت الذي كان من المفترض أن يتم تقديم بعض العناوين العريضة لأجوبة وإشكاليات مرتبطة بالداء تم تحقيقها خلال السنوات الأخيرة، سيما وأننا نتحدث عن خطة وطنية لم يعد يفصلنا عن نهايتها سوى سنة واحدة!