شنت نيابة التعليم بالحاجب حربا ضروسا بالوكالة ضد بعض الأحزاب وجمعيات المجتمع المدني في محاولة منها لإخراس صوت الحق ، وإحكام سياسة «ضرب الطم» على كل ما من شأنه أن يعكر صفو الهدوء المخدوم الذي ظل يطغى على ملفات تدبير القطاع التربوي بالإقليم. واستغرب الاتحاد الاشتراكي ومعه الكثير من الهيئات الحزبية لقرار قطاع حكومي موكول له الإنصات لنبض المجتمع بمهاجمة واجهة حقيقية للدفاع عن قضايا المواطنين، معتبرة توقيع أحزاب لبلاغ بكونه ردة فعل دون جدوى. ولم تكد تمر بضعة أيام حتى شهد الشارع العمومي بالحاجب وبالضبط صبيحة يوم الجمعة 13 /03/2015 مسيرة حاشدة لما يزيد عن 150تلميذا وتلميذة ، قصدوا مقر نيابة الحاجب للاحتجاج على قرار يقضي بتنقيل أستاذة في مادة الفرنسية في اتجاه مؤسسة ثانية، معتبرين القرار إجحافا في حقهم ودقا لمسمار في نعش مسارهم الدراسي ، ولم يجد التلاميذ المحتجين رفقة أهاليهم من مبرر لإضعاف موقف النيابة غير التذرع بتوقيت القرار غير المناسب للقرار، والذي من شأنه أن يؤثر سلبا على استقرارهم النفسي وهم على أهبة نهاية الموسم الدراسي . وخلف الاحتجاج الذي قاده التلاميذ الكثير من الضجيج والضوضاء، خاصة وأن الأمر يتعلق بتلاميذ قطعوا بشكل جماعي حوالي نصف كيلومتر من داخل إعدادية إبن خلدون حتى النيابة الإقليمية للتربية والتكوين ،مما خلق حالة استنفار قصوى في صفوف الأجهزة الأمنية التي حجت بكثافة لبهو النيابة، متخذة كافة الاحتياطات اللازمة لمواجهة الموقف. ويجرنا بالطبع هذا الاحتجاج إلى الردود التي أعقبت تعويض أستاذة داخل مدرسة الحسن اليوسي بسيدة تقول جمعية أمهات آباء وأولياء تلاميذ بكونها لا علاقة لها بالمؤسسة ، وهو الاحتجاج الذي حظي بدعم ومؤازرة من لدن بعض الأحزاب وفي مقدمتها الاتحاد الاشتراكي انطلاقا من الغيرة المشتركة على مصير أطفال وطفلات بريئات في حاجة لمن يدافع عن حقوقهم ، خاصة إذا كان الأمر يتعلق بمصير أجيال بريئة لم تسمح لها بعد ظروفها باستيعاب مصلحتها العامة التي يمكن أن تتعرض للضياع. وقد لا تحتاج النيابة تذكيرها كم من مرة نبه الحزب للكثير من الأوضاع المزرية التي كانت تعيش على إيقاعها بعض المؤسسات التربوية بالإقليم كما هو الشأن بالنسبة للمدرسة الموجودة بدوار «لاصدام»، المفتقرة لأبسط شروط الكرامة من مثيل المرافق الصحية ، دون أن ننسى بالطبع تدخل الحزب مع الدخول المدرسي الحالي لتجنيب تلميذة إنهاء مشوارها الدراسي لا لشيء سوى لادعاء إعدادية «إقدار» الثانوية بافتقارها لطاولة ،في وقت كانت مئات الطاولات مكدسة بمدرسة النهضة ، ولم تجد طريقها نحو التوزيع إلا بعد نفض الحزب الغبار عن وضعيتها، والتقاط مراسل الجريدة لصور لها وهي تؤثث بهو هذه المدرسة، بعيدا عمن صنعت من أجلهم للجلوس عليها .