قامت مصالح الشرطة القضائية بتطوان، زوال يوم السبت 14 مارس الجاري، بتمثيل جريمة القتل التي راح ضحيتها، الأربعاء المنصرم، المعلم بنيابة شفشاون، الذي يتابع دراسته بكلية العلوم بتطوان (سلك الماستر)، بعد أن أكملت فرقة الأبحاث إجراءات التحقيق وإكمالها المحاضر القانونية المتعلقة بهذه القضية في انتظار عرض الملف على الوكيل العام . وقد عملت ولاية تطوان على إسناد عملية إحضار المتهمة (س. ت)، 21 سنة، إلى شرطيتين تابعتين للشرطة القضائية بالمدينة، حيث قامتا بمرافقتها طيلة أطوار تمثيل وقائع الجريمة، التي عرفت في بدايتها انهيار المتهمة، خصوصا مع الحشود الغفيرة التي تابعت فصول هذه الجريمة، بحي خندق الزربوح (حومة الحساني) بتطوان، لتواصل بعدها المتهمة تشخيص فصول جريمتها بارتباك كبير. الجريمة -وبحسب اعترافات المتهمة- جاءت بدافع المكر والخيانة التي لاقتها من الهالك الذي كان قد تواعد معها على إنهاء مسيرة الحب بينهما بالزواج الذي تحلم به كل الفتيات في سنها، غير أنه مباشرة بعد إعلان نتائج مباراة التدريس خارج الوطن وتحديدا ببلجيكا، تغيرت معاملة حبيبها لها، الشيء الذي أشعل نيران القتل، وحرك شيطان الحب في داخلها، ليوسوس لها بقتل الحبيب انتقاما منه . ووفق ما كشفت عنه عملية تمثيل وقائع الجريمة، فقد قدمت سليمة من مدينة فاس، بعدما تواعدت مع عشيقها، حيث مباشرة بعد وصولها للمحطة الطرقية، استقلت سيارة أجرة إلى حي خندق الزربوح، لتدلف خلسة إلى الشقة التي سبق لها مرارا المبيت بها، لتجد الهالك في انتظارها، بعدما أعد العدة لجلسته الحميمية كان قوامها عصير الأفوكا الممزوج بحبات اللوز.. لكن هاته المرة وبعد معرفة شأن سفره إلى بلجيكا، أصرت على مفاتحة (محمد.ش) بشأن نهاية العلاقة التي امتدت لثلاث سنوات، ليسر لها أنه غير مستعد لتتويجها بالزواج، لتقرر الانتقام وتنفيذ جريمتها، حيث كانت قد أخفت سكينا من الحجم الكبير تحت وسادة سرير النوم، إذ في لحظة استرخاء محمد قامت سليمة بتسديد طعنة قاتلة إلى صدره، مما جعله يقاومها، غير أن الطعنة كانت قد اخترقت صدره لتخور قواه ويسقط على السرير المقابل وتشرع في تسديد عشرات الطعنات إلى جسد الهالك، ولتقوم بعد ذلك بتنظيف ملابسها، وتسرع مهرولة نحو المحطة الطرقية، حاملة معها أداة الجريمة، وتستقل أول حافلة متوجهة إلى مدينة طنجة، ومن ثم تقرر التوجه إلى مدينة فاس لكن هاته المرة عبر القطار، وتتوجه مباشرة إلى بيت والديها، وتدخل في عزلة تامة في غرفتها، إلى أن تم اعتقالها من طرف مصالح الشرطة القضائية التابعة لولاية أمن فاس. ويذكر أن مصالح الشرطة القضائية التابعة لولاية تطوان تمكنت من فك لغز المعلم الشاب الذي وجد مقتولا في شقة صديقه، يوم الأربعاء المنصرم، بحي خندق الزربوح بتطوان، في ظرف قياسي لم يتعد 24 ساعة بتحديد هوية القاتل، وذلك من خلال المعاينة التقنية لمسرح الجريمة، وبالاعتماد على التقنيات الحديثة لتحديد هوية الفاعل في هاته الجريمة التي هزت الرأي العام المحلي. وكان القتيل وجد مدرجا بالدماء وسط شقة صديقه "المخازني" وبالقرب منه كأسي عصير الأفوكا، إذ بعد رفع البصمات عن أحدهما توصل المحققون إلى تحديد هوية القاتل، الذي لم يكن سوى فتاة كانت تربطها علاقة غرامية بالضحية، كما تمكنت عناصر الشرطة العلمية من العثور على شعيرات كانت ملتصقة بين أصابع الهالك، كانت هي الخيط الناظم في فك طلاسم الجريمة، وتوجيه المحققين نحو فرضية ارتكاب الجريمة من طرف امرأة بدافع الانتقام، وأنها التصقت بين أصابعه نظرا للمقاومة التي أبداها الضحية لحظة وقوع الجريمة، حيث قامت المصالح الأمنية بإرسال تلك الشعيرات إلى المختبر الوطني للشرطة العلمية بالرباط، قصد تحديد الحمض النووي، من أجل مطابقته مع الحمض النووي للمتهمة، وجعله قرينة إثبات الجريمة في مواجهتها، وذلك بهدف تدعيم ملف الشرطة القضائية . وبعد تحديد هوية القاتلة، ربطت الإتصال بنظيرتها بولاية أمن فاس، هاته الأخيرة قامت باعتقال القاتلة بمنزل والديها، وترحيلها إلى مدينة تطوان.