سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في حفل تكريم المخرجة فريدة بورقية من طرف النادي السينمائي سيدي عثمان حسناء أبو زيد: لنحيي هذه السيدة أنها أنتجت فيلما حول امبراطورية مغربية قوية ضمت صحراءها بقوة وما فوق الصحراء .. بالأندلس
لن تكن لتمر الذكرى السنوية العالمية للثامن من مارس، ذكرى الاحتفاء بالمرأة، لتغيب عن النادي السينمائي سيدي عثمان في دورته السينمائية الجديدة التي اعتاد أن ينظمها كل شهر بالمركب الثقافي مولاي رشيد، سبيلا لإعطاء دينامية تنشيطية للفن السابع الوطني على الصعيد المحلي و الإقليمي و الوطني بعرض و استضافة أفلام و فنانين مغاربة ، احتفاء و تكريما لهم على العطاءات الفنية الدرامية التي يبذلونها لخدمة الفن السابع ببلادنا و الرقي به. لم تكن هذه المناسبة تمر دون أن يستحضرها ، ويستحضر من خلالها أحد الرموز النسائية التي قدمت الشيء الكثير للوطن ولا تزال في هذا المجال.. في مناسبة كبيرة برمزيتها وتاريخها.. ليلة الجمعة الماضية بالمركب الثقافي سيدي عثمان بالدار البيضاء كانت لحظة استثنائية في هذا المشوار السينمائي النبيل الذي يتبناه بإيمان قوي النادي السينمائي الذي يقوده عبد الحق المبشور، باستضافة علم سينمائي مغربي كبير على مستوى العطاء ، وعلى مستوى خدمة الدراما الوطنية في التلفزيون و السينما لفترة تزيد عن أربعة عقود، اسم طبع العديد من الأعمال المتميزة بلمسات مهنية متمكنة.. لا زالت صورها تختزنها ذاكرات المشاهدين . . ومنها الفيلم السينمائي الذي اختير بهذه المناسبة ليكون موضوع عرض أمام جمهور المركب الثقافي، الذي حج بكثافة ونوعية أيضا، أسر، شباب مهتم، سينمائيون، مهنيون ، فنانون ورجال إعلام.. الكل حضر ليتابع إبداع ضيفة الشرف المخرجة المقتدرة فريدة بورقية " زينب بنت أغمات" الذي اعتبر بشهادة الجميع فيلما سينمائيا مغربيا ناجحا بامتياز، أولا عبر المتابعة الهادئة والمتأنية لأطوار عرضه طيلة التسعين دقيقة ، وثانيا من خلال شهادات الإعجاب و الثناء عليه من المهنيين والجمهور ، والشاب المهتم/ منه على الخصوص ، مجمعين أنه لو توفرت لهذا الفيلم المغربي التاريخي، الذي يعتبر وثيقة تاريخية بحق، كل الإمكانيات المادية و اللوجيستيكة.. لكان تحفة سينمائية مغربية بكل ما تحمل الكلمة من دلالة و معنى، ومع ذلك تمكنت المبدعة، المخرجة فريدة بورقية ، بالإمكانيات جد البسيطة، من أن توقع على إبداع سينمائي لا يخلو من لمسات فنية تخدم الدراما الوطنية الهادفة في أجلى مظاهرها.... وقبل هذا العرض - الحدث السينمائي المغربي بامتياز ، وباللمسة الأنثوية المبدعة في هذه الذكرى الإنسانية الاجتماعية العالمية، و الذي حضرته بالمناسبة البرلمانية الاتحادية حسناء أبو زيد و الفنان و المخرج المقتدر شفيق السحيمي والفنانة جميلة شريق وغيرهم كثير من نساء و رجال الإبداع الدرامي الوطني، افتتح هذه التظاهر السينمائية المتميزة رئيس النادي السينمائي سيدي عثمان عبد الحق المبشور بكلمة معبرة صرح خلالها "أننا نعيش هذه اللحظة ليلة سينمائية بامتياز باستضافة النادي السينمائي لمخرجة من الرواد، أعطت الشيء الكثير للفن السابع الوطني وثائقيا ، سينمائيا وتلفزيونيا.. " شاكرا بالمناسبة حضور البرلمانية الاتحادية حسناء أبو زيد، السيدة التي تعشق السينما المغربية و كانت وراء ممن ساهموا مؤخرا في تأسيس نادي سينمائي بمدينة الداخلة.. كاشفا أن الفيلم موضوع العرض تلقى دعوة للعرض في 20 مارس الجاري في ألمانيا من طرف الجالية المغربية هناك . .في حين اعتبر الفنان شفيق السحيمي أن فريدة بورقية تستحق كل التقدير و التكريم" حمرات وجه كل المغربيات في أعمالها التي خدمت بواسطتها العديد من قضايا و انشغالات المرأة المغربية .." وكذاك كانت كلمة الفنانة جميلة شريق التي طبعها نوع من الإحساس و العاطفة تجاه المخرجة المبدعة فريدة بورقية التي صرحت في ذات السياق أمام القاعة التي كانت غاصة بالجمهور أن إنجاز عمل سينمائي تاريخي ليس بالشيء السهل، و" زهرة بنت أغمات: كان لابد له من إمكانيات ضخمة خصوصا في غياب محتضنين... مع ذلك - تقول فريدة بورقية - "حاولت إخراج هذا العمل و لم أستسلم" وتضيف "الفيلم اكلا العصا في عملية التوزيع لأن الناس تذهب للأعمال التجارية و ليس التاريخية، ورغم ذلك فالأعمال التاريخية لا تموت .. فنحن لا نعمل من أجل المادة، و لكن من أجل تاريخنا و سينما بلادنا.." البرلمانية الاتحادية حسناء أبو زيد بالمناسبة خلعت عنها جلباب السيدة السياسية لترتدي جلباب الناقدة السينمائية ، حيث اعتبرت أن فيلم " زينب بنت أغمات" لفريدة بورقية عمل فني كبير جدا، إذا لأول مرة من ناحية المضمون - تقول أبو زيد - " وأتحدى أي كان، أن سمع، وكلنا قرانا عن الدولة المرابطية، اسم امرأة كانت في مناهجنا التعليمية التربوية أنها كانت في الدولة المرابطية، سمعنا عبد الله ابن ياسين ، يوسف بن تاشفين، وعلي ابن يوسف، وسمعنا المعتمد ابن عباد وأين وضعوه في أغمات.. ولكن لم نسمع عن سيدة منذ 1050 ميلادية كانت تتناول الكتب و تقوم بقراءتها وكانت مغربية قحة ، أمازيغية في أغمات ، كانت تنتج وتزرع رعبا معينا.. هذه رسالة أولى قدمها الفيلم، أما الثانية فقد قدم منتوجا جميلا على مستوى صناعته وخصوصا التصوير وثالثا على مستوى الصوت ورابعا تقديمه صورة مضيئة مثيرة للأماكن الطبيعية التي يتوفر عليها المغرب وكذا الاماكن التاريخية.. بالإضافة إلى الإدارة المميزة للشخصيات ، ومنها الأداء الكبير للفنان بنعيسى الجيراري، هذا الاخير - تقول حسناء ابو زيد " لا يمكن أن يقدم إلا عملا كبيرا وجيدا.. وحيت حسناء ابو زيد في هذا اللقاء السينمائي المخرجة و المناضلة فريدة بورقية على هذا العمل نيابة عن النساء المغربيات عامة وهنأتها بكونها أيقونة العمل السينمائي و العمل الفني عموما. كما أضافت أنه ينبغي أن يعطى لهذا العمل الفني حقه، لأنه فتح بوابة أخرى من باب التاريخ المغربي الذي تابعناه..فيكفينا نحن في المغرب أنه عرف بمرحلة من أهم مراحله في إطار بناء دولة حقيقية.. يجب أن يعرف المغاربة اليوم أنها كانت تمتد من الأندلس إلى نهر السينغال، بل وجنوبه مرورا بشنقيط.. وكانت الامبراطورية .. لنحيي هذه السيدة أنها أنتجت فيلما حول امبراطورية مغربية قوية ضمت صحراءها بقوة وما فوق الصحراء بالأندلس .. لذلك نحن مقتنعون بهذا المنتوج الكبير"..