حل «الراصد الوطني للنشر والقراءة» ضيفا على المركز الثقافي ابن خلدون بطنجة، مساء يوم السبت 7 مارس 2015 لتقديم وتوقيع المجموعة القصصية «ماذا تحكي أيها البحر...؟» للكاتبة فاطمة الزهراء المرابط، وافتتحت فعاليات الحفل بكلمة الأستاذ أسامة الصغير (المسير) مرحبا فيها بالمبدعين والنقاد والفنانين والإعلاميين والمهتمين بالشأن الثقافي من تلامذة وأساتذة على حضورهم النوعي، ثم أعطى الكلمة للأستاذ عبد القادر الدحمني باسم المكتب الوطني ل»رونق المغرب» أشار فيها إلى دواعي الاحتفال بالكاتبة الذي يتزامن مع اليوم العالمي للمرأة وهي مناسبة أضفت رونقا بهيا على الحفل. وقد شارك القاص محمد سدحي بورقة عنونها ب «قصص وقصص من البحر وإليه..» أشار فيها إلى أن القاصة فاطمة الزهراء المرابط لم تتعجل النشر، مستفيدة من مراسها في الحياة الثقافية وتجربتها في رصد نشر وتوزيع الكتاب، وأنها لم ترسم لنفسها خطة يتيمة في الكتابة القصصية، ولا هي اختارت سبيل البطل الواحد ولا الأسلوب الثابت ولا هي توسلت بالقالب الجاهز لتفريغ وصياغة سبائكها القصصية، بل جاءت نصوصها في هذه المجموعة عبارة عن باقة متنوعة ومختلفة من حيث الشكل والمضمون. مضيفا بأنه يصعب رصد طرائق وأدوات اشتغال الكاتبة لإعطائها صفة معينة ثابتة، فهي مرة تحافظ على شكل وقواعد القصة القصيرة المتداولة من حيث تمثلها لحدث وزمان واحد، وفي بعض القصص لا تلتزم بخصائص كتابة جنس القصة القصيرة وتكون أقرب للحكاية، وفي نصوص أخرى توهمنا القاصة بأنها في طريقها إلى بحر الرواية الصاخب، ويتمثل في تعدد الشخصيات وتداخل الأحداث والأزمنة قبل تداخل سلطة المبدع في اختزال هذه الشخصيات واختزال الأحداث وتوجيهها بتركيز نحو مصيرها المختار حتى تصبح قصة قصيرة طيعة، وكثيرا ما تتوسل وجهة نظر الراوي لعرض وجهة نظرها، مما يصعب التمييز بين السيرة الذاتية وسيرة الشخصيات القصصية، مختتما ورقته بأن الكاتبة تمكنت من خلال هذه المجموعة من تسليط الضوء على تناقضات المجتمع ومتناقضات في ذواتنا. وفي السياق نفسه، أشار القاص رشيد شباري في ورقته التي عنونها ب «سيمياء البحر في «ماذا تحكي أيها البحر...؟» للقاصة فاطمة الزهراء المرابط»، إلى اطلاعه على المجموعة القصصية قبل وبعد الطبع ما منحه مساحة زمنية كافية لمقاربتها من زوايا متعددة بشيء من التريث والنباهة بعيدا عن المجاملة قريبا من الموضوعية، خاصة وأن الكتابة الإبداعية لا تبرز مفاتنها لعابري السبيل بل تقتضي المعايشة والمعاشرة الوجدانية، متناولا تيمة البحر في المجموعة باعتبارها الوحدة السيميولوجية الموجهة لهذه القراءة بأبعادها الدلالية وعلاقاتها المتشعبة داخل نصوص المجموعة، كما تحدث عن مفهوم التمثل كأداة إجرائية لمحاولة فك شيفرة البحر في «ماذا تحكي أيها البحر...؟» باعتبارها مدخلا معجميا تتميز به المجموعة القصصية، خاصة وأن الكاتبة حاولت أن تنسج مظهرا دلاليا خاصا بها لتيمة البحر دون أن تقطع طبعا مع الاستعمال المرجعي الطبيعي أو حتى الدلالي، ثم انتقل للحديث عن هذه التيمة باعتبارها مظهرا دلاليا وامتدادا لذات السارد/الكاتبة بناء على عدة مؤشرات دلالية متواترة في نصوص المجموعة. واختتمت فعاليات الحفل بكلمة الكاتبة فاطمة الزهراء المرابط شكرت فيها «رونق المغرب» على الاحتفاء، كما شكرت القاصين على الغوص في نصوص المجموعة، وحيت الحضور النوعي على تلبية الدعوة، ثم قرأت مختارات من قصصها القصيرة، كما أعطيت الكلمة للحضور للمساهمة في النقاش حول المجموعة وتيماتها وقضاياها المتشعبة، وقد تخلل الحفل وصلات غنائية من أداء تلامذة ثانوية عبد المومن الموحدي التأهيلية بطنجة (إلياس الحميوي، جيهان الكوني، أنس العلوي، سهيل رزوق)، واسدل الستار على فعاليات تقديم وتوقيع «ماذا تحكي أيها البحر...؟» للكاتبة فاطمة الزهراء المرابط بحفل شاي.