غادر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والملكة رانيا العبد الله المغرب، أمس الخميس ، في ختام زيارة عمل رسمية ، بدعوة من جلالة الملك. وكان جلالة الملك والعاهل الأردني أجريا مباحثات على انفراد ، تناولت مختلف القضايا الثنائية والإقليمية. وأكد وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام والاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، محمد المومني، أن زيارة العاهل الأردني للمغرب تعد «فرصة هامة للزعيمين الكبيرين» جلالة الملك عبد الله الثاني وجلالة الملك محمد السادس «للتشاور وتبادل الرأي حول القضايا المختلفة». وأوضح المومني، بمناسبة لقاء مع مراسلي وكالات الأنباء العربية في عمان، أن هذه الزيارة تكتسي أهمية كبرى أيضا انطلاقا من كون المغرب يرأس لجنة القدس المنبثقة عن منظمة المؤتمر الإسلامي والوصاية الهاشمية على الأماكن الإسلامية والمسيحية في القدس، مضيفا أن الزيارة تشكل بالتالي «فرصة مهمة لتبادل الرأي حول أوضاع الأماكن المقدسة والحفاظ عليها بالنيابة عن الأمة العربية والإسلامية». وقال «نحن نشعر أن هناك خصوصية لعلاقاتنا بالمغرب الشقيق بالنظر للتشابه السياسي، إذ هناك الكثير من المظاهر السياسية المتشابهة بين البلدين منها التعددية السياسية ونظام البرلمانين»، مضيفا أن التقارير الدولية نفسها تشير دائما إلى التقارب بين المغرب والأردن، وخاصة في ملفات الحريات والديمقراطية وغيرها. وأكد المومني أن العلاقات الأردنية المغربية «قوية وإيجابية من الضرورة بمكان أن ترسخ بشكل أكبر»، مبرزا أهمية اللجنة العليا المشتركة برئاسة رئيس الوزراء الأردني ورئيس الحكومة المغربية التي ستنعقد خلال العام الجاري. وأعرب، في هذا الصدد، عن ثقته بأنه «سيكون هناك الكثير من الملفات الاقتصادية والسياسية التي سيتم التعاون والحديث بشأنها»، وقال «نحن ننظر بكل أخوة وإيجابية» للتعاون مع «أشقائنا في المغرب، ونعلم أنهم يبادلوننا نفس الاحترام والتقدير». وأشار إلى أن تواجد البلدين على الساحة الدولية ودبلوماسيتهما الفاعلة، إضافة إلى الأشقاء العرب، «أمر في غاية الأهمية»، موضحا أن «التنسيق والعمل الدؤوب والمكثف أمر يصب في مصلحة البلدين الشقيقين». من جهته أكد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني ناصر جودة، أن العلاقات التي تجمع المغرب بالأردن علاقات «تاريخية ومتميزة وأخوية، قل أن تجد مثيلها بين الدول». وقال جودة في تصريح إن العلاقات المغربية الأردنية « تاريخية ومتميزة وأخوية لا يمكن أن تقارن بأية علاقة بين دولتين في العالم». وأكد جودة أن الزيارة تأتي في إطار التواصل «الدائم والمستمر» بين عاهلي البلدين، مشيرا إلى أنه سيتم خلالها بحث العلاقات الثنائية، إضافة إلى العديد من القضايا ذات الطابع الإقليمي والدولي، وعلى رأسها القضية الفلسطينية. وأكد أن الملف الأهم خلال هذه الزيارة يتمثل في «القضية الفلسطينية وغياب الحل الذي يضمن إقامتها على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس الشرقية»، معربا عن الأمل في أن « نرى مفاوضات محددة بإطار زمني تعالج كافة قضايا الحل النهائي وصولا إلى إقامة دولة فلسطينية القابلة للحياة على التراب الوطني الفلسطيني»، وذلك استنادا إلى الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية. وفي سياق ذي صلة، أبرز الوزير الأردني أهمية التعاون والتشاور والتنسيق بين قائدي البلدين في ما يتعلق بقضية القدس الشريف والمقدسات الإسلامية والمسيحية، بالنظر إلى أن «جلالة الملك عبد الله الثاني هو صاحب الوصاية على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية، وجلالة الملك محمد السادس يرأس لجنة القدس في إطار منظمة التعاون الإسلامي».