أعلنت وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة، أول أمس الأربعاء، أن جلالة الملك محمد السادس تفضل وعين عبد الحق المريني مؤرخا للمملكة خلفا لحسن أوريد، كما عين جلالته جواد بلحاج مديرا للتشريفات الملكية والأوسمة خلفا لعبد الحق المريني. وفي ما يلي نص البلاغ الذي أصدرته وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة بهذا الخصوص: «تعلن وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيده، تفضل وعين السيد عبد الحق المريني مؤرخا للمملكة، وذلك لماأسداه من خدمات جليلة، طيلة خمسين سنة، للعرش العلوي المجيد ولما تحلى به من كفاءة واقتدار في البحث العلمي في تاريخ المغرب وأدبه وحضارته ولما أبان عنه من ولاء متين للعرش العلوي المجيد وإخلاص مكين لمقدسات الأمة وثوابتها. كما تفضل جلالته، أعزه الله، وعين السيد جواد بلحاج مديرا للتشريفات الملكية والأوسمة». عبد الحق المريني: مؤرخ المملكة يتحدث عن التشريفات و الأوسمة اعتبر عبد الحق المريني، الذي عينه جلالة الملك محمد السادس أول أمس الأربعاء مؤرخا للمملكة، أن الفترة التي قضاها في مديرية التشريفات الملكية والأوسمة كانت الفترة الأهم في مراحل حياته، مشيرا إلى أنها «تشريف وتكليف، وقيام بالواجب نحو العرش والوطن، واكتساب تجربة وخبرة لاعهد لي بهما في السابق». كما اعتبرها المريني، في حوار سبق وأن خص به جريدة «الاتحاد الاشتراكي» ونشر سنة 2007 «أنها فترة تلمذة وتحصيل في مدرسة الملوك»، وقال حينها، في جواب عن سؤال «منذ 43 سنة وأنتم تتجهون إلى مكتبكم بالقصر الملكي مع إشراقة شمس كل يوم جديد، ماهي مشاعركم تجاه هذا المسار الطويل في خدمة القصر ؟»: «أتمنى أن تكون تجربتي هذه قد حالفها التوفيق، خاصة وأنني كنت دائما حريصا على أداء مهامي، بأمانة ونزاهة وإخلاص، و بقلب طاهر». واستعرض المريني، الذي كان حينها يشغل منصب مدير لمديرية التشريفات الملكية والأوسمة الشخصيات التي سبقت وشغلت هذا المنصب. وأشار المريني إلى الفقيه محمد المعمري، الذي سبق وتبوأه هذا المنصب منذ فجر الإستقلال، والذي عرف أيضا بكونه كان كاتبا وشاعرا، كما كان في الوقت نفسه وزيرا للقصور الملكية، ثم أحمد بناني الكاتب والأديب القصصي المشهور، صاحب كتاب «قصص فاس»، الذي شغل هذا المنصب أيضا، والجنرال مولاي عبد الحفيظ العلوي الذي كان مديرا للتشريفات، قبل أن يصبح وزيرا للقصور الملكية والتشريفات والأوسمة. وكان إلى جانبه إدريس بنونة في منصب رئيس التشريفات، قبل أن ينتقل للعمل كسفير للمغرب في لبنان وسوريا. وقد مارس المريني مهمة مكلف بالتشريفات الملكية ابتداء من سنة 1992، إلى أن عينه المغفور له جلالة الحسن الثاني مديرا لها سنة 1998، وأسند إليه جلالة الملك محمد السادس، عند اعتلائه العرش المنصب نفسه. وخلال ذات الحوار، استرجع المريني لحظات التحاقه بإدارة التشريفات الملكية في عهد الجنيرال المرحوم مولاي حفيظ العلوي . وقال المريني «كنت عام 1965 قد غادرت على التو منصبي، كرئيس لديوان نائب كاتب الدولة في التعليم التقني وتكوين الأطر، وذلك بعد أن عرف المغرب تشكيل حكومة جديدة، فعدت إلى استئناف العمل ضمن السلك الأصلي الذي أنتسب إليه كأستاذ، حيث جرى تعييني بثانوية للاعائشة بالرباط. وبموازة مع ذلك كنت أقدم برنامجا في التلفزة المغربية حول تاريخ الجيوش المغربية، معززا بصور وخرائط من الأرشيف، لأنني في هذه الفترة بالذات، كنت منهمكا أيضا في إعداد مادة كتابي «الجيش المغربي عبر التاريخ»، الذي صدر فيما بعد. وكان أن توقفت ضمن إحدى حلقات البرنامج التلفزي المذكور، عند كفاح الجنود المغاربة لنصرة الحلفاء، وخاصة إبان الحرب العالمية الثانية، وأظهرت بما يكفي من التوضيح والإشارات، أن هؤلاء الجنود لم يذهبوا للقتال إلى جانب جيوش دول استعمارية، وإنما هبوا لنصرة الحرية والتحرر، ولمقاومة المد الزاحف للدكتاتورية النازية والفاشية، ورغبتهما المجنونة في الإستبداد والهيمنة على العالم أجمع. ويبدو أن هذه الرسالة، التي كانت ذات دلالات قوية من الناحية السياسية، قد التقطت جيدا، وتركت شعورا بالإنصاف في حق ما قام به الضباط والجنود المغاربة في معارك الحرب العالمية الثانية ضمن جيوش الحلفاء. وهكذا تسارعت التطورات، حيث أبلغني الأستاذ أحمد بنسودة، شافاه الله، وكان وقتئذ مديرا للإذاعة والتلفزة، بأن الجنيرال المرحوم مولاي حفيظ العلوي، وكان حينئذ مديرا للتشريفات الملكية والأوسمة، يطلبني باستعجال، فكان أن ذهبت لمقابلته، لأفاجأ بعد جلسة تعارف، أنه يقترح علي الالتحاق للعمل بإدارة التشريفات الملكية والأوسمة، فكان ذلك هو بداية عملي بالقصر الملكي، ومعه بدأت تجربة جديدة في حياتي ومساري، منحتها الوفاء والإخلاص والثبات وتقدير المسؤولية، ومنحتني هي بدورها من الخبرة والتجربة والمعارف الجديدة، فوق ما كنت أتصور. إنها مدرستي الحقيقية. ولله الحمد على كل حال.» عبد الجواد بلحاج: من ليسي ديكارت إلى التشريفات والأوسمة ازداد عبد الجواد بلحاج، الذي عينه جلالة الملك محمد السادس أول أمس الأربعاء، مديرا للتشريفات الملكية والأوسمة في13 غشت سنة 1955 بالرباط. وبلحاج حاصل على شهادة الباكالوريا في العلوم الاقتصادية من ثانوية «ديكارت» (1978) ودبلوم الدراسات الجامعية العامة والإجازة في العلوم الاقتصادية من جامعة نانسي (1979 - 1981)، وكذا شهادة التبريز في تسيير المقاولات من نفس الجامعة (1982/ 1983)، لينال بعد ذلك دبلوم السلك الثالث للدراسات العلمية المتخصصة في مجال التسيير التجاري والتدبير بالمعهد التجاري التابع لجامعة نانسي(1983-1984). وقد تقلد السيد بلحاج عدة مناصب منها رئيس مصلحة الاستقبالات الرسمية بالبرلمان مابين (1986 /1988 )، ثم رئيس مصلحة البروتوكول والحفلات الرسمية بالبرلمان سنة1988، فمدير ديوان وزير العدل ما بين (1993 /1995 ) قبل أن يتولى سنة 1995 منصب مدير ديوان وزير الفلاحة ثم مدير ديوان وزير الشؤون الاقتصادية والخوصصة. وبلحاج مكلف منذ شتنبر1998 بمهمة بالتشريفات الملكية والأوسمة. وقد انتخب بلحاج رئيسا للجامعة الملكية المغربية للملاكمة منذ سنة2002 وهو عضو باللجنة الوطنية الأولمبية المغربية منذ سنة2006 . وشارك بلحاج، الحاصل على عدة أوسمة، في العديد من المؤتمرات والندوات والملتقيات بالمغرب والخارج. وبلحاج متزوج وأب لثلاثة أبناء.