تم الكشف خلال الأيام الأخيرة عن موقع أثري هام بميناء طنجة المدينة، جاء ذلك عقب الأشغال التمهيدية التي باشرتها وكالة ميناء طنجة المدينة في أفق الانطلاق الفعلي لمشروع تهيئة ميناء طنجة الترفيهي. وعن أهمية هذا الموقع الأثري، علمت الجريدة أن الأمر يتعلق ببرج متقدم عن سور المدينة القديمة كان مخصصا كموقع دفاعي متقدم لصد أي هجوم محتمل على المدينة من طرف الغزاة، ويطلق عليه إسم لاكوراتشا. فالموقع الذي تم الكشف عنه يشبه إلى حد بعيد البرج الموجود بمدينة أصيلة المسمى -القريقية - الذي يرجع إلى العهد البرتغالي. وفور الكشف عن هذا الموقع حلت لجنة من مديرية التراث بوزارة الثقافة لتقييم الوضع، حيث طالبت اللجنة الجهات المختصة بوقف الأشغال إلى حين حلول لجنة من الخبراء المختصين لإجراء المعاينة العلمية للموقع كما هو معمول به في مثل هذه الحالات، واتخاذ الترتيبات اللازمة لتصنيف هذا الموقع ضمن المواقع التاريخية الواجب ترميمها والحفاظ عليها. لكن ولحدود هذه الساعة لم يتم اتخاذ أي إجراء في هذا الشأن ولم تعرف لحد الآن الأسباب الكامنة وراء ذلك، حيث لم يباشر الأركيولوجيون مهامهم بعد. مصادر مطلعة عبرت، في تصريح لها للجريدة، عن تخوفها من عدم تقدير كل من وكالة تهيئة الميناء وولاية طنجة لأهمية الموقع الأثري الذي تم الكشف عنه، علما تضيف ذات المصادر أن الموقع الأثري يفرض على المسؤولين أخذه بعين الاعتبار حين وضع التصاميم النهائية لميناء طنجة المدينة، بل سيشكل قيمة مضافة إن تم إدماج هذا المعطى الأثري ضمن البنيات الأساسية للميناء، على شاكلة ميناء مرسيليا الذي يحتوي على العديد من المواقع الأثرية. يذكر أن مدينة طنجة، تعاني منذ خمس سنوات من حملة ممنهجة لتصفية العديد من المواقع الأثرية التي ظلت على مدار مئات السنين شاهدة على عراقة عروس البوغاز، آخر المواقع المهددة بالتصفية هي فيلا هاريس حيث قام والي طنجة بمراسلة وزارة الثقافة قصد إخراج الموقع من قائمة المصنفين كمواقع أثرية بالمدينة في أفق تفويتها إلى مؤسسة مالية ضخمة. وهو ما سيشكل جريمة كبرى سترتكب في حق مدينة تحظى بعطف خاص من لدن أعلى سلطة في البلاد، مدينة تحاول جاهدة استرجاع جزء من ماضيها المشرق.