أكد التقرير السنوي حول مهنة الصحافة بإسبانيا لسنة 2010، أن الأخبار حول المواضيع السياسية هي الأقل مصداقية لدى الجمهور الإسباني. وبناء على نتائج دراسة، قدمتها جمعية الصحافة بمدريد، التي تعتبر التنظيم الرئيسي في فيدرالية جمعيات الصحافة الإسبانية، فإن المواطن الإسباني يضع صحافة الموضة وأخبار النجوم، أي ما يسمى بصحافة « القلب « في هذا البلد، في نفس مرتبة الصحافة السياسية. وتأتي صحافة «القلب» والصحافة السياسية في آخر درجات المصداقية، بالنسبة للجمهور الإسباني، حسب الدراسة التي اعتمدت على عينة تمثيلية من 1200 شخص، أكد 76 في المائة منهم أنهم يرون بأن هناك تسييسا مبالغا فيه للصحافة الإسبانية. أما في ما يتعلق بالثقة في مصداقية الأخبار العامة (ثقافة، مجتمع، رياضة، اقتصاد، سياسة...)، فإنها لا تتجاوز 63 في المائة من العينة المدروسة. كما جاء في التقرير أن البحث، الذي شمل ألف صحافي، أكد أن القضية الأولى التي تشغل بالهم هي التدخلات غير المهنية، يأتي بعدها تخفيض الأجور، ثم البطالة. فمن مجموع 66 في المائة من المستجوبين أكدوا أن أجورهم انخفضت وأن 25% منهم فقدوا مناصب شغلهم، بسبب الأزمة، التي ارتفعت خلالها نسبة العقود المؤقتة من 8 في المائة إلى 13،7 في المائة. وحسب مصادر المصلحة الحكومية المكلفة بالتشغيل، فإن 5.564 صحافي قد سجلوا في سنة 2010 كعاطلين عن العمل، مقابل 5.155 في سنة 2009. منهم 66 في المائة نساء. وتفيد دراسة أجرتها الجمعية على خمسين اتفاقية جماعية، تهم 17 ألف صحافي، أن مناصب الشغل الجديدة تستحوذ عليها أقسام صحافة الانترنيت في مؤسسات الإعلام، حيث يقوم الصحافيون بشمولية في كل أصناف العمل المتعدد الوسائط، المكتوب والمرئي والمسموع، بأجور زهيدة وأوضاع متردية، مقارنة مع زملائهم في وسائل الإعلام « التقليدية «. أما بالنسبة لطلبة الصحافة، فقد تخرج من 37 جامعة، 2906 صحافي جديد، 70 في المائة منهم نساء. ويخلص التقرير إلى أن تحسين صورة الصحافة في إسبانيا يحتاج إلى «ميثاق الجودة»، بين الصحافيين والناشرين والقوى السياسية والاجتماعية، معتبرا أن «تعامل السياسيين مع الصحافة مخجل»!، مضيفا أن «أسلوب التعامل مع الصحافة الإسبانية حاليا أفظع من المراحل الأخيرة للفرانكوية». «نحن أمام خطورة استعجاليه تعيشها الصحافة الإسبانية على مستوى التشغيل والمصداقية»، يقول رئيس الجمعية، فرناندو كونزاليس اوربانيخا، الذي كان يشغل منصب رئيس فيدرالية جمعيات الصحافة الإسبانية، و تقلد مناصب هامة في جرائد مثل «مدريد» «والبايس «ودياريو 16، كما ألف عدة كتب حول أخلاقيات المهنة. وتطابق نتائج هذا التقرير الذي قدمته الجمعية المذكورة، النداءات التي وجهتها الفيدرالية الدولية للصحافيين، للصحافة الإسبانية، حول كيفية تغطيتها لأحداث الشغب الأخيرة في العيون، داعية إياها إلى «التحقق من مصداقية « ما تتلقاه من «أخبار»، التي هي عبارة عن دعاية طرف في نزاع الصحراء . كما كانت النقابة الوطنية للصحافة المغربية قد انتقدت خطورة التضليل الذي مارسته العديد من وسائل الإعلام الإسبانية، وأخطاء مهنية، تشكل انتهاكا لحق المواطن الإسباني في مصداقية الخبر وجودة العمل الصحافي.