كثيرة هي الحالات التي وقفنا عليها من خلال متابعتنا اليومية للملفات الجنحية أو الجنائية والتي يكون فيها المتهم حدثا أو بالغا قد أنهى المدة المحكوم عليه بها وغادر السجن، بعد أن كان قد أدين لمدة قد تطول أو تقصر حسب الفعل المنسوب إليه ليعود للجنوح ثم للسجن من جديد. قضية اليوم تتعلق بشابين من مواليد الدارالبيضاء الأول عام 1983 والثاني سنة 1986 حالت ظروف كل واحد منهما العائلية لعدم نهاية دراسته والحصول على شغل أو وظيفة يعيل بها نفسه و ذويه الذين هم في أمس الحاجة لمساعدته لعدم توفر أب الثاني على دخل قار من ممارسته لحرفة في تدهور مستمر، وللطلاق بين أبوي الأول وخروجه للشارع حيث التقى الكثير من أمثاله وأقرانه. الانتساب لأسرة فقيرة، وعدم القدرة على الابتعاء عن الجنوح أدى بكل من هذين الشابين إلى اقتراف جرائم السرقة جعلتهما يلتقيان في سجن عكاشة بالبيضاء، حيث توطدت علاقتهما وناقشا مستقبلهما بعد سراحهما. وبالفعل فلم تكن المدة الفاصلة بين خروج الأول من السجن والتحاق الثاني به سوى يوم واحد كانا قد برمجا قبله للقائهما والتخطيط لعيش حياتهما وذلك بالابتعاد عن الدارالبيضاء التي أصبحا معروفين بها لدى الشرطة القضائية لسوابقهما في السرقة. كانت وجهتهما مدينة سطات حيث مارسا المهنة التي لايعرفان غيرها والتي لا تحتاج إلى إذن من المقدم أو رخصة من الجماعة إنها السرقة بشكل عام فمن السرقة بالنشل أيام الخميس بالسوق الشعبي والسبت بسوق البهائم والأحد بسوق الخضر إلى سرقة الفيلات إلى اعتراض سبيل المارة في بعض الأزقة غير المكتظة بالمارة، وخاصة منهم الفتيات والنساء لعدم مقاومتهن وسهولة النيل منهن، تم التركيز على الطالبات لكونهن يتوفرن على هواتف محمولة أولا، وهو مسروق يسهل بيعه ببعض الدراهم إذ لا يعقل حسب اعتقادهما أن تخرج الطالبة بدون أن تحمل معها نقودا خاصة وأنها تعيش في غرفة بعيدة عن أسرتها لمتابعة دراستها بإحدى مؤسسات التعليم العالي. وبالفعل وعلى مقربة من الكليات اعترضا طريق 3 طالبات وتحت التهديد بالسلاح أخذا هواتفهن واسلما ساقيهما للريح. بالقرب من المكان، كانت دورية الشرطة قادمة في دورتها نحو الجامعة فتم اخبار عناصرها بما حصل لتقوم بحملة تمشيطية بمساعدة عناصر أخرى التحقت بهما داخل الغابة ليتم إلقاء القبضعليهما في حالة تلبس وحجز الهواتف المسروقة حسب معطيات الملف. بعد إعداد المحاضر تم تقديم المشتبه بهما أمام الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بسطات الذي تابعهما بالسرقة الموصوفة والضرب والجرح بالسلاح وحمل السلاح بدون ترخيص واحالهما على غرفة الجنايات الابتدائية التي بعد أن تأكدت هيئتها من المنسوب للمتهمين أدانت كل واحد منهما ب8 سنوات سجنا نافذا وأودعا بسجن عين علي مومن بسطات بعد أن كانا قد غادرا سجن عكاشة. بالبيضاء قبل حوالي شهرين.