قال الإعلامي ومعد برنامج «سهران معاك الليلة»، الذي تبثه القناة الثانية ليلة كل سبت، إن هذا البرنامج الذي تقدمه القناة في إطار برامجها الجديدة يسعى إلى التنويع وتقديم الفرجة وفق مفهوم إعلامي عصري وحديث ينسجم مع التطورات التي يعيشها المغرب خلال العهد الجديد. وأوضح الباحث الموسيقي والإعلامي سعيد الإمام في اتصال مع جريدة «الاتحاد الاشتراكي» أن «سهران معاك الليلة » فضاء مفتوح في وجه كل الفعاليات الوطنية من الفنانين الموسيقيين والمطربين والفكاهيين، وأن الرغبة الأكيدة لكافة الفنانين وإصرارهم على المشاركة في هذا البرنامج خير دليل على نجاحه. وحرص سعيد الإمام على التأكيد أن البرنامج لا يمكنه أن يلبي جميع الرغبات خلال حلقة واحدة، وأن فريق العمل يحرص على التوازن والاستمرارية، لأن البرنامج هو لقاء أسبوعي، ولكل فنان فرصته ودوره، مؤكدا «أن البرنامج يتسم بشروط الواقعية والابتعاد عن الإسفاف ولغة الخشب، وهو من قاطرات دعم المواهب الشابة وتطويرها وانفتاحها على فنون العالم العربي». وأوضح أن فتح المجال أمام فناني الشرق والعالم العربي يشكل نسبة ضئيلة و ضئيلة جدا بالمقارنة مع مشاركة ودعوة الفنانين المغاربة، وأن هذا الانفتاح له إيجابيات كثيرة أهمها إتاحة فرصة الاحتكاك المباشر بين الفنانين، وهي فرصة تعكس انفتاح المغرب على الثقافات الأخرى مع ضرورة تشبثه بهويته المتجذرة، بالإضافة لعامل تحقيق الفرجة والمتعة وجلب أكبر قدر من المشاهدين.. وكمثال على ذلك، يقول سعيد الإمام، حلقة الفنان المصري سعد الصغير التي حققت نسبة مشاهدة فاقت 30 % ، أي 30 % من الأسر والعائلات التي كانت تشاهد التلفزيون تابعوا «سهران معاك الليلة»، وهي نسبة تؤكد نجاح «سهران معاك الليلة»، علما أن الميزانية المخصصة للبرنامج، هي ميزانية ضئيلة جدا بالمقارنة مع ما يحققه من مداخيل الإشهار، فمداخيل حلقة «سهران معاك الليلة» التي استضافت سعد الصغير جلبت ما يعادل 150 مليون سنتيم، في الوقت الذي لم يبلغ فيه أجر هذا الأخير 10 آلاف دولار. وتحدث سعيد الإمام عن تكاليف بعض البرامج الفنية الناجحة التي تقدمها القناة الثانية، قائلا بأن العبرة في النتائج، والنتائج هي استقطاب أكبر عدد من المشاهدين والمساهمة في تطوير وإشعاع المشهد الإعلامي الوطني على المستوى العربي والدولي، وأهم من كل هذا تحقيق مداخيل وأرباح تعود على القناة بالنفع وتساعد على إنتاج برامج فنية أخرى، فبدون استثمار عقلاني لايمكن للمؤسسات الإعلامية أن تضمن الاستمرارية وإنتاج العديد من البرامج وفق دفتر التحملات. وعن الأسباب والعوامل التي جعلت «سهران معاك الليلة» يستمر في نجاحه المتواصل وضمان أعلى نسبة من المشاهدة، أكد سعيد الإمام أن السر يكمن في احترام العمل الجماعي والتشبث بمبدأ الحكامة القوية عن طريق التنسيق التام بين مديرية البث والبرامج ومديرية الإنتاج وتناغم بين فريق الإعداد وهيئة التحرير وطاقم الإخراج والإنارة الحديثة والديكور والصوت والدعاية بالإضافة إلى توفر عنصر التنشيط الجيد في شخص المنشط عماد النتيفي الذي راكم تجربة قوية في مجال التنشيط وأصبح نجما كبيرا بامتياز. وردا على سؤال حول فقرات البرنامج الثابتة قال سعيد الإمام «إن دورنا لايقتصر فقط على استضافة الفنانين وتقديم الأعمال الفنية كما هي، فنحن نسعى لصناعة الفرجة، وكمثال على ذلك حين نعمل على تهييئ أغنية مغربية تراثية معروفة بتوزيع جديد ونقدم(TRIO) ثلاثي من المغنيين كلطيفة رأفت أو الداودية مثلا من المغرب والشاب بلال أو محمد لمين من الجزائر وطارق جهاد أو لطفي بوشناق من تونس، فكل واحد من هؤلاء يؤدي المقطع بطريقته الخاصة، وبذلك نؤدي دورنا كإعلاميين بأن الفن المغربي له امتداد داخل الخريطة المغاربية، وأن لهذه الشعوب قواسم ثقافية وفنية مشتركة، فهي محكوم عليها بالتعايش والتعاون والاستقرار واحترام سيادة بعضها البعض وتجاوز الحدود. وبذلك نكون قد عملنا على احترام الخط التحريري للقناة التي نشتغل فيها ونقدم من خلالها أفكارنا وإبداعاتنا».