كرة القدم التونسية لم تعد عقدة لكرة القدم المغربية بعد التفوق الباهر لفريق الفتح الرياضي على نظيره الصفاقسي التونسي بمدينة الصفاقس بثلاثة أهداف مقابل هدفين في نهائي كأس الكونفدرالية الافريقية إياب. انتصار الفتح الرياضي بملعب الطيب المهيري، جعله يد خل تاريخ كأس الكونفدرالية الافريقية من بابها الواسع، لأنه تحدى كل الظروف التي تزامنت مع هذه الاقصائيات حيث أنه لعب ثلاث نهائيات في ظرف قياسي، أخذت من طراوة لاعبيه الكثير، لكنها لم تنل من عزمه على التألق وطنيا بعد الفوز بكأس العرش بعد انتصاره على فريق المغرب الفاسي، وقاريا بعد أن هزم فريق الصفاقسي التونسي المتوج ثلاث مرات بكأس الكونفدرالية الافريقية. لم يكن التعادل في مباراة الذهاب بالرباط(0 - 0 ) ليجعل الفريق الرباطي يفقد الأمل أو يتسرب إليه الشك في قدراته، بل أكد مدربه الحسين عموتة حينها أن المباراة النهائية ستكون بمدينة الصفاقس، لكنه وكعادته كان يتكلم دون أن تغادر رجلاه الأرض غرورا، ومن دون أن يستصغر الخصم، ودون الغلو في زرع التفاؤل في لاعبيه (أنا أبحث عن التجربة في هذا المسار، ولا أحلم بالفوز بهذه الكأس) كان هذا، أول تصريح للحسين عموتة عندما خاض أولى مباريات المجموعات، وكان دائما لايفكر إلا في المباريات التي يجريها، وهذا ماجعل اللاعبين يتعاملون مع المباريات بالجدية المطلوبة بالرغم من أن الفريق لايضم نجوما كبارا،لكنه كان يضم «كومندو»متمرسا على ركوب التحديات «كومندو» استطاع أن يحقق انتصارات كبيرة خارج المغرب، وبذلك أصبحت كل الفرق التي تنافسه لاتطمئن على اية نتيجة بالرباط (أنا أعرف قوة فريق الفتح الرياضي خارج ميدانه ،لذلك فإن تعادل فريقي بالرباط غير مطمئن) هكذا علق لوشنتر مدرب فريق الصفاقسي التونسي بعد تعادله بمدينة الرباط في مباراة نهائي الذهاب. وقد ترجم عموتة ذلك الى حقيقة مرة بعدما ضرب بقوة في مباراة الإياب، وعاد بكأس أفريقية غالية ليس ثمنا، ولكن لكونها أخرجت كرة القدم المغربية من سلسلة نتائجها السلبية، ومن عدم قدرتها على التألق أفريقيا خاصة أمام الأندية المصرية، والتونسية والتي كان لفريق الفتح الرياضي أن يوقف مدها وتفوقها بعد إقصائه لفريق حرس الحدود المصري، ورفع الكأس الافريقية بمدينة الصفاقس التونسية وأمام الآلاف من جماهيره التي كانت واثقة بأن الكأس لن تغادر ترابها، لكنها غادرت أرض الأشقاء تونس لسبب بسيط هو أن المدرب عموتة عرف باحترافيته كيف يخلق فريق منسجما، متكاملا ، وعرف كذلك كيف يجعل اللاعبين يحترمونه دون خوف. انتصارات المدرب عموتة، هي انتصار للإطار الوطني الذي يحترم نفسه، ويحترم مهمته، والذي لم تجعله انجازاته يحس بالخيلاء، أو أنه طال السماء، بل كان كل انتصار يجعله يتواضع، ونحن كصحافة تعاملنا مع عموتة عن قرب وعرفنا سمو أخلاقه، واحترامه للصحافة. وبالفعل فقد تواضع عموتة لله فرفعه، ورفع معه كرة القدم الوطنية.