في يوم 17 دجنبر من سنة 1999 قررت الجمعية العامة بالأمم المتحدة أن يكون يوم 25 نونبر هو اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد النساء.و بهذا اليوم تبدأ كذلك الأيام الستة عشر لمناهضة العنف القائم على النوع،و تنتهي هذه الأيام يوم 10 دجنبر.و إذا كان العاشر من دجنبر يعرف بكونه اليوم العالمي لحقوق الإنسان فلماذا تبتدئ هذه الأيام بالتحديد بيوم 25 نونبر وما هي قصة هذا اليوم؟ في أكتوبر من سنة 1999 و في الدورة 54 للجمعية العامة للأمم المتحدة، قدم ممثلو جمهورية الدومينيك وممثلو 74 دولة أخرى مشروع قرار يهدف إلى جعل يوم 25 نونبر يوما عالميا للقضاء على العنف ضد النساء.في 17 دجنبر أصبح المشروع هو القرار رقم 54134 . والسر في وقوف جمهورية الدومينيك وراء هذا القرار يعود إلى الرغبة في تخليد ذكرى ثلاث نساء دومينيكيات تعرضن للتعذيب ثم القتل يوم 25 نونبر 1960 على يد النظام الحاكم آنذاك.إنهن الأخوات ميرابال.أسست الأخوات، باتريسيا ميرسديس ميرابال(27 فبراير1924 25 نونبر 1960) و ماريا أرجنتينا مينيرفا ميرابال (12 مارس 1926 25 نونبر 1960)و أنطو نيا ماريا تريزا(15 أكتوبر 1935 25 نونبر 1960) ،حركة سياسية سرية وتصدين بقوة لديكتاتورية رفائيل ليونيداس تروخيو حاكم جمهورية الدومينيك.و بتأثير من عمها تزعمت الأخت الوسطى مينيرفا ميرابال الحركة وأصبحت أكثر انخراطا في العمل السياسي.درست القانون لكن النظام حرمها من شهادتها و حال دون ممارستها للمحاماة. كانت الحركة السياسية للأخوات ميرابال تعرف باسم حركة 14 يونيو و داخل الحركة سميت الأخوات ميرابال ب» الفراشات». اعتقلت الفراشات و عذبن في مناسبات عدة كما اعتقل أزواجهن و عذبوا.كان هدف الأخوات ميرابال هو القضاء على نظام تروخيو و قرر هذا الأخير من جهته القضاء على الأخوات.و في 25 نونبر من سنة 1960 أرسل تروخيو رجاله لاعتقال الأخوات بعد عودتهن من زيارة أزواجهن بالسجن.اقتيدت النساء الثلاث إلى إحدى مزارع قصب السكر وهناك تم تعذيبهن و خنقهن حتى الموت.ظن تروخيو أنه بالقضاء على الأخوات ميرابال سيقضي على الحركة المناهضة لنظامه، غير أن قتل الأخوات كان له كبير الأثر على الشعب الذي انخرط في النضال ضد نظام الدكتاتور تروخيو و القضاء عليه في 30 ماي 1961 . دفنت الأخوات ميرابال في أرض في ملكهن بالقرب من البيت الذي قضين به الأشهر العشر الأخيرة من حياتهن.هذا البيت تحول فيما بعد إلى متحف مفتوح للعموم يخلد نضالات الأخوات ميرابال.كما تناولت قضية الأخوات عدة كتابات لعل أبرزها رواية الكاتبة جوليا ألفاريز التي تحمل عنوان «في زمن الفراشات».